hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ساسيليا دومط - الجمهورية

دعم السلم الأهلي في الشيّاح

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 06:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

«كأجيال عايشَت الحرب، نرفض أن تختبروا هذه التجربة المأسوية. واستباقاً لأيّ إشكال ممكن، كان هذا اللقاء اليوم، اللقاء البداية معكم، أبناء منطقتنا اليافعين كي تنجزوا ما لم نتمكّن من تأمينه لكم، كالسلام الداخلي الناجز، الاقتصاد المتقدّم والتخطيط المسبَق والدولة القوية. وصيتُنا لكم أن تضعوا نصبَ أعينكم قانوناً ببندَين لا ثالث لهما؛ الأوّل أن تتحاوَروا، أمّا البند الثاني، فهو إن لم تتوصّلوا إلى نتيجة مرضية بالحوار، عودوا إلى البند الأوّل».هكذا خاطبَ رئيس لجنة دعم السلم الأهلي في الشياح فضول روحانا، الشباب بتاريخ 27 تشرين الثاني 2016، وتحديداً في النقطة التي اندلعت منها الشرارة الأولى للحرب الأهلية في لبنان، في 13 نيسان 1975، وذلك بمناسبة إقامة نشاط رياضي لليافعين، بين 11 و 16 سنة، الذين تباروا جرياً على مسافة حوالي الألف متر، تمّ بعدها توزيع ميداليات على الفائزين، ودروع تكريمية للفعاليات المشاركة.

ترسيخ مبدأ السِلم

إنطلقت لجنة دعم السلم الأهلي بأعمالها منذ حوالي العام، بعد القيام بدورات تدريبية وورَش عمل بإشراف مدربين واختصاصيين من قبَل الاتّحاد الأوروبي.

وأقيمَ الاحتفال الأخير في حضور: رئيس مجلس بلدية الشياح إدمون غاريوس، ممثّل عن قائد الجيش العماد جان قهوجي، رؤساء بلديات، مدراء وأساتذة مدارس، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية؛ حركة أمل، حزب الله، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الكتائب اللبنانية، بالإضافة إلى موسيقى الجيش، وبالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، شرطة البلدية، الصليب الأحمر اللبناني، الكشّاف الماروني، كشّافة الرسالة الإسلامية ومتطوّعين من الجمعيات واللجان المدنية.

وقال روحانا: «دعماً لأسرى الجيش اللبناني الذين نحني لهم الهامات، ونكنّ كلّ تقدير ومحبّة واحترام، أقَمنا هذا الحدث. الجيش الذي لم يبخل ببذلِ الغالي والرخيص للذودِ عن حدود وأمنِ لبناننا الحبيب.

لجنة دعم السلم الأهلي، كما يشير إسمها، تعمل على ترسيخ مبدأ السلم وحلّ النزاعات بالطرق السلمية، أمّا شرعتُها فمِن خمس نقاط:

1- نؤمن بالسلم الأهلي ونسعى إلى ترسيخه في كافة المجالات التربوية والثقافية.
2- نحترم حقّ الاختلاف والمساواة بين كافة المواطنين، ونحافظ على التعدّدية والتنوّع في المجتمع.
3- ننبذ العنف بكافة أشكاله ونطبّق الطرق السلمية واللاعنفية في تعاملنا مع النزاعات.
4- نشارك بشكل فعّال في تنمية الشيّاح، ونهتم ونحافظ على الأماكن العامة المشتركة.
5- نسعى إلى تحقيق المصالحة الحقيقية ونلتزم بعدم تكرار الحرب.

وخَتم روحانا، بالقول: «إنطلاقاً من إيماننا بأنّ العِلم في الصغر كالنقش في الحجر، ارتأينا التوجّه بدايةً إلى هذه الفئة العمرية، بهدف أن يلتقوا ويتحاوَروا ويتقبّلوا بعضهم البعض بمحبّة، على رغم الفروقات في حال وجِدت».

بعد هذا النشاط الموفّق والبنّاء لأبناء بلدة الشياح، نأمل أن تحذو البلدات اللبنانية كافة حذوَهم في العمل على غسلِ آثار الحروب، والانطلاق من جديد بغدٍ مشرق عنوانُه الحوار وتقبُّل الآخر.
ساسيليا دومط - الجمهورية

  • شارك الخبر