hit counter script

أخبار محليّة

باسيل بعد اجتماع التكتل: لفصل مسار الحكومة عن مسار قانون الانتخاب

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 17:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد تكتل التغيير والاصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي أكد إثره "التوقف في مستهله عند حادثة بقاعصفرين وتأكيد التضامن مع الجيش الذي يدافع عن كل لبنان".
باسيل قال: "النقاش العام تخطى في اساسه موضوع الحكومة وقانون الانتخاب الى مرحلة جديدة وعهد جديد في البلاد يطرح بحدث ذاته اسئلة كثيرة ومجموعة من الهواجس حول المستقبل ما يدفعنا إلى تأكيد مجموعة ثوابت، أبرزها يتعلق بذاتنا لأننا في البلد فيه دائماً نكران للذات، علماً أن قيمة البلد بخصوصية كل من فيه، والذاتية هنا ليس بمعنى الانانية بل بمعنى خصوصية كل مجموعة والانطلاق من الذات للتلاقي مع الآخر، وهذا جوهر لبنان، حيث هناك اعتراف بالخصوصية وقبول بالآخر، وعندما يصبح التلاقي كاملاً على مستوى الطائفة والمنطقة والحزب والمعتقد نصل إلى العلمنة الشاملة التي هي هدفنا وطموحنا، اما عدم الانطلاق من الذات فهو الغاء لها، وهذا ما يشعر البعض انه معرض له فيصبح بحالة دفاع عن النفس، والذات عندنا هي التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح الذي يعرف بتاريخه وحاضره والمستقبل الذي يعمل له، وذاته لا تغيرها شائعة او كذبة أو مانشيت تكتب بطلب او استدعاء بعض الصحافيين، فهي حقيقة أوجدها نضال وتاريخ سياسي لمن اعطى من دمه وحياته لرسم مستقبل للبلد، ومن لديه اسئلة او تطمينات نحن مستعدون للاجابة".
واضاف باسيل: "النقاش الحكومي يتخطى الحقيبة والمقعد الى ما هو ابعد، فنحن امام واقع سياسي جديد لا يحب البعض الاعتراف به، اذ كنا في وضع غير طبيعي واستثنائي فيه الغاء وتهميش واحباط واليوم نعود الى وضع طبيعي الناس ممثلون فيه خير تمثيل والميثاقية قائمة".
وأردف قائلاً: "نحن في الموقع الذي نحن فيه بقوتنا الذاتية ونحن وليدة شعبنا ثم اقرار الآخرين واعترافهم، ولسنا صناعة احد، فلا يربحنا احد جميلة بوجودنا، ونحن نرفض مبدأ الالغاء والعزل والانعزال فنحن ضحايا هذه المفاهيم وهي موت للبنان".
وقال باسيل: "بهذه الحكومة بالذات نسعى ونطالب ونعمل لتمثيل الجميع من المردة وقومي وكتائب وسنة 8 آذار ومير طلال ونعتبر أن حكومة الأربع والعشرين تتسع للجميع، ونحن مع استيعاب الجميع في هذه المرحلة لأنها حكومة انتخابات والعهد يبدأ فعلياً بعد الانتخابات، وهذه حكومة لا اعراف فيها ولا ثوابت وليست نموذجاً يعتمد عليه لاحقاً".
وتابع: "لسنا مع الشكليات وبعض الامور من صغائر السياسية التي تطرح اليوم وتحتل حيزاً كبيراً من الاعلام والكلام السياسي، فنحن عندنا نفور من اخذ السياسة بهذه المزالق فنحن بلعنا الجبال في السياسة ولن نقف امام حبة تراب".
وتطرق باسيل إلى ثوابت التيار الوطني الحر في هذه المرحلة، فقال: "أولى الثوابت العلاقة بحزب الله، فبالنسبة لنا بما نحن اليوم فيه هو الاساس، وهذا اتى نتيجة صدق وتعب ووفاء وجهد ودماء بذلت، والمقاومة وجدان لشعب وعندما تصبح اقل من ذلك، فهذا موضوع آخر، ومن يتعاطى معها ويتلطى بها من اجل مقعد ومكسب فهذه خيانة للمقاومة، اما الخلاف المسيحي-الشيعي فلن يحصل، والعلاقة هي نتيجة تاريخ ورثناه ووصل إلى كل تقاليد وعادات الحياة والفولكلور، ونحن دفعنا الكثير سياسياً من اجل تنمية الوئام المسيحي- الشيعي وتعميمه".
واذ لفت باسيل إلى ان "حزب الله والمقاومة قد يكونان واحداً بالمعنى الاستراتيجي اما في الشأن الداخلي فقد ينفصلان، الا ان التخريب للعلاقة المسيحية- الشيعية لن يحصل لا نقابياً ولا نيابياً ولا حكومياً وكل من يعمل من هذه الضفة او تلك من 8 او 14 اذار سابقاً سيفشل، ونحن لن نخلط وننسب لطائفة ما عملاً صحيحاً أو غير صحيح لمجموعة من الطائفة، فهذا طرف سياسي يتحدث باسمه وليس باسم الطائفة".
وتابع: "علاقتنا مع حزب الله بأقوى حالاتها، انما هناك البند الرابع او بند بناء الدولة في التفاهم هناك خلاف عليه بالأولوية، فكل الدماء التي بذلت هي لبناء الدولة وليس لنسمح بأن ينخرها الفساد، وعلينا أن نقوم باستثمار سياسي عام وليس باستثمارات خاصة للتضحيات، فالناس امنوا لنا على امنهم واستقرارهم وحققناه، واليوم نرى ذلك في ظل ما يحصل حولنا وحلب مثال على ذلك".
وأضاف: "الناس أمنونا على بناء الدولة ولن نخذلهم لا نحن ولا حزب الله بترك دولتهم، وذلك من اجل التضحيات والدماء، واتفاقنا مع حزب الله على قوة لبنان ومناعته وعلى قوة كل لبنان وكل اللبنانيين وهو لن يهتز".
وأشار باسيل إلى أن "بالنسبة للقوات يقال ان طريق جهنم معبدة بالنوايا الحسنة فكيف اذا كانت طريق السماء فهي تكون معبدة بنوايا احسن واحسن، وهدفنا الصعود إلى فوق نحن وجميع اللبنانيين، ونحن ضد الثنائيات ونرفض أي الغاء والبرهان المطالبة بالنسبية، وهذا ما يدحض ما يقال، فنحن نسعى الى تحالف مع القوات في الانتخابات المقبلة وهذا كفيل بأن يكسح كل المقاعد المسيحية، ولماذا نطالب بالنسبية اذا كنا نريد الغاء الآخرين؟ الجواب هو لأننا نريد ترك المجال لكل الاطراف وقد اتفقنا مع القوات على عودة المسيحيين الى الدولة وليس على عودة الدولة الى المسيحيين، فالدولة لكل اللبنانيين ولا عودة لما قبل 1975 فالمسيحيون ينتمون اليوم الى المسيحية المشرقية وهذا هو المشروع الاكبر الذي يحتوي المشروع الاصغر، فالوعاء الكبير يتسع للصغير، ومن يخاف علينا من الشرود نقول له لا تخف فنحن ننتمي الى مشرقية اوسع مسيحية واسلامية وهي حضارة مسيحية مشرقية متوسطية فيها تعدد وتسمح بفكر اوسع من لبنان، ونحن لسنا فقط ابناء لبنان الكبير بل ابناء لبنان الاكبر، فليرتاحوا لأن المسيحية المشرقية لا تعزل ولا تعزل وهذا الزمن انتهى، وبمشروعنا الوطني المشرقي ذاهبون الى مرحلة نستوعب فيها الجميع ونمد جسور التواصل ونحل خلافات الجميع مع الحفاظ على ذاتيتنا وخصوصيتنا".
وعن العلاقة مع تيار المستقبل، قال باسيل: "مع المستقبل اتفقنا على شراكة وطنية عنوانها ميثاقية اتفاق الطائف الذي سنطبقه، ونحن معنيون بتمتين هذا التفاهم ولن نذهب مرة اخرى الى صدام مع تيار المستقبل اطلاقاً لتحويله كما صوروه سابقاً كصدام مع الطائفة السنية، وهذا محرم ولن يحصل ونحن نعمل لمواجهة التطرف واحقاق الاعتدال بلا محاصصة بل بعمل لبناء الدولة والاستقرار والازدهار".
وعن الاشتراكي، قال: "نطمح الى تفاهم اعمق مع الحزب الاشتراكي من اجل وحدة الجبل وقوته، فنحن متساوون ومن جنس واحد بلا دونية ولا فوقية ونحن مواطنون متساوون في جبل يحفظ كل لبنان ويكون العمود الفقري، ولا يجب الانطلاق من تفكير اقلي او اقلوي، ففي جبل لبنان اقله لسنا كذلك وكلنا اقليين في مكان ما".
وعن حركة امل، قال: "نطمح الى اتفاق على دولة المواطنة والعلمنة الشاملة وقانون الانتخاب النسبي هو الاساس، وحركة امل هي الاقرب الينا بالاعلان السياسي او المانيفست السياسي بهذا المجال، ومستعدون للعمل معهم في سبيل هذا الهدف منطلقين من الواقع الطائفي الذي نحن فيه للتأسيس لدولة المواطنة".
وبالعودة إلى تشكيل الحكومة، قال باسيل: " السؤال عن الحكومة وما هو الافق ونحن جزء من هذا العمل ولسنا كل الحكومة وهي محكومة بمعادلات واضحة والواضح انها حكومة وحدة وطنية ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف هما من يؤلفانها وليس اي احد آخر، على أن يسعيا الى تأمين اوسع توافق، علماً أن الوقت محكوم بأفق زمني معين نتأمل ان يبقى من ضمن اعطاء الامل للناس من دون السماح بقتل هذا الاملن ونجن معنيون بعدم ترك اي عذر لأحد، وما من احد لن يصله حقه الا نحن ربما".
وتابع باسيل: "الجديد الذي نقترحه اليوم هو حول قانون الانتخابات، فالسقف الزمني لتشكيل الحكومة معروف والنتيجة معروفة والحكومة ستشكل ومن يؤخرها يضر نفسه وليس العهد، فالتغيير آت في الحكومة والانتخابات من دون ان نكذب او نغش بعضنا وهذا واقع محتوم لا هرب منه نتيجة الانتقال السليم والتفاهمات التي لا تستثني الا من يريد استثناء نفسه".
وتابع: "ناقشنا فكرة نطرحها وهي فصل مسار الحكومة عن قانون الانتخاب فيمكن القول ان الحكومة ممر الزامي ويمكن القول ان المجلس النيابي هو من يقر القانون من دون ان يعني الامر التأخير في الإثنين، ونحن نعلن اننا سنبدأ حركة سياسية نحفز فيها الجميع على اقرار قانون جديد، ونؤكد رفض قانون الستين والتمديد تحت اي ظرف، ونقول نعم لقانون نسبي نأمل ان يكون الارثوذكسي ولكن اذا هناك قانون آخر يعتمد معيارا واحدا موضوعيا علميا هو عدالة التمثيل يمكن البحث فيه وما اكثر الصيغ التي تناقش وتسمح باقرار قانون قريباً، من دون ان ننسى الاصلاحات الانتخابية المطلوبة ولا يجوز عدم اقرارها مثل الورقة المطبوعة سلفاً وغيرها من عناوين الاصلاح السياسي والانتخابي".
وأردف قائلاً: "الدعوة الى التجاوب مع تسريع ورشة قائمة في مجلس النواب وبدء العمل السياسي الفعلي والاتصالات الهادئة لإنضاح قانون انتخابي في اسرع وقت ممكن".
وختم باسيل: "كل هذا الانزعاج الذي نراه يبدو كأننا في بلد التنوع الى حد التناقض حتى داخل الطائفة الواحدة دينياً واجتماعياً وثقافياً، لا يقدر ان يكون ابن هذه الطائفة والبلد ويتحمل هذا التنوع والغنى، فميزة العهد الاساسية هي قدرته الاستثنائية على حماية التفاهمات الوطنية ولو ظهرت انها متناقضة لكن لا التزامات متناقضة فيها بل تفاهمات على جمع التاقضات ضمن اطار وطني هو اطار الدولة، وكما لبننا الاستحقاق الرئاسي فنلبنن الاستحقاقات الداخلية فهل هناك احد ضد القدرة على جمع اللبنانيين؟ واذا كانت لأحد قدرة على التفاهم مع الجميع من دون اي التزام او وعد يناقض الآخر، واذا اتفقنا على صوت عال مع القوات فهل نضر احداً؟ واذا قال البعض ان القوات اللبنانية لا يحق لها بمقاعد معينة فلمن المقاعد؟ ان كل ما قمنا به لا يتناقض مع الآخر وبالعكس يكمل بعضه لأن البلد كبير وواسع ويتسع، والقدرة على الجمع بين تفاهم مار مخايل ومعراب هدف جيد اذا تحقق ويريح البلد وبناء تفاهمات مع الجميع قدرة استثنائية للعهد للجمع مع الخصوصيات للذهاب الى الامام وبناء الدولة.
 

  • شارك الخبر