hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - سعد حسامي

هل أصبح اردوغان تحت المظلة الروسية في سوريا؟

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تراجٓعٓ الرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان عن تصريحاته حيال اسقاط النظام السوريّ إثرٓ تعرّضه لضغوط روسية، فقالٓ الخميس الماضي انّ "تدخل بلاده في سوريا هدفه محاربة التنظيمات الارهابية وليس بلداً أو شخصاً محدداً". ويبدو انّ هناك مؤشرات أخرى الى ليونة في تعاطي تركيا مع الروس، فهل يُمكن الحديث عن أنّ أردوغان باتٓ تحت المظلّة الروسيّة في سوريا؟
في هذا السياق، أكّدت مصادرٌ مطلعةٌ لموقع "ليبانون فايلز" ان "اردوغان اراد تمرير رسالةٍ غداة زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى انقرة، تفيد ان بلاده تقرّر سياستها بنفسها على رغم وجود اتفاقات بين تركيا وروسيا حيال سوريا"، مضيفةً ان "الرسالة وصلت الى كل من يعنيه الامر، بينهم روسيا ودمشق اللتان تفاجأتا بتصريحاتِه".
غير انّ المصادر لفتت الى ان "ايّ تحرك تُركيّ في سوريا لا يمكن حصوله من دون ضوء اخضر روسيّ، بسبب تحكُّم موسكو بكل مفاصل القرارات السياسية والعسكرية"، موضحةً انّ "اردوغان يدركُ هذا الواقع المهمّ، لذلكٓ تصالح مع موسكو وعقدٓ اتفاقاتٍ معها في شأن الازمة السورية، خصوصاً حلب التي تركها ساحةً للروس، فضلاً عن أخذه غطاءً من موسكو لعملية "درع الفرات" التي لم يدعمها "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة".
أمّا حادث مقتل ثلاثة جنود أتراك جراء غارةٍ سورية شمال سوريا، وفقٓ رواية أنقرة، فيعني انّ روسيا ستستعمل هذه الأساليب لتحذير تركيا من مغبة تجاوز الاتفاقات بينهما، ولإفهامها انّ ايّ لٓعِبٍ بالنار سيكلفها غالياً، حسبٓ ما رأت المصادر نفسها.
وأضافت ان "اتهامٓ انقرة النظامٓ السوري بقتل الجنود وتوعّدها بالرد، ليسا سوى فرقعات اعلامية، لان روسيا تمنع حصول اكثر من توتّر كلامي".
وشددت على ان "الأتراك وقعوا في المستنقع السوري وبدأت مؤشرات هذا الوقوع تظهر عبر اسر تنظيم داعش جنوداً اتراك، ومقتل عدد من الجنود الآخرين خلال عملية الفرات، ما يشكل صورة عن الوضع الصعب الذي ينتظر تركيا في سوريا".
لكن انقرة فهمت تفاصيل اللعبة في سوريا، وهذا ما بات واضحا جدا من خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردوغان بعدٓ تصريحات الاخير، واتفاقهما على وقف الاشتباك في حلب، واتفاق لافروف ونظيره التركي جاويش أوغلو على استمرار التنسيق بينهما.
غير انّ مصادرٓ اخرى قالت ان "تصريح اردوغان كان جرس انذار منه بعدما شعر انه اصبح "يأتمر" بروسيا للتحرك في سوريا بانتظار تسلّم الادارة الاميركية الجديدة مهماتها "، مؤكدةً ان "تراجعه عن التصريح سببه فقط ضمان عدم توتر العلاقات الروسية – التركية مجددا والالتزام بالاتفاقات التي اعلن لافروف بدء تنفيذها، ما اظهر نجاح زيارته لتركيا".
وشددت على ان "هذا ما يريد اردوغان اظهاره للغرب اي ان علاقاته مع روسيا ستبقى جيدة ولن يتمكنوا من العبث بها، خصوصاً بعد ازمة تركيا مع الاتحاد الاوروبي الذي علّقٓ مفاوضات انضمامها اليه، ما اجبرها على الاعلان عن وجود بدلاء مِنهُ".
 

  • شارك الخبر