hit counter script

مقالات مختارة - علي ضاحي

للاستاذ والسيد: لا تُركّبوا أحدًا على ظهورنا بالستين

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٦ - 08:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من مجزرة ايلول 1993 في طريق المطار الى حي السلم فالرمل العالي فالشياح، كلها فواتير دم دفعتها الطائفة الشيعية ولم تطالب بالثأر من احد وعضت على الجراح لتسلم الوحدة الوطنية. هذا بعد الطائف وحتى يومنا هذا. اما قبل الطائف ومنذ اعلان ما يسمى دولة لبنان الكبير التي يتغنى البعض بتأسيسها اليوم ويقيم احتفالات سنوية لها، وهي الدولة التي اعلنها الجنرال غورو دولة محتلة ومنقوصة السيادة والبنيان الوطني في العام ،1920 كان ابناء الطائفة الشيعية عمالاً واجراء عند البيك والشيخ والرئيس والاقطاعي الذي عاث الفساد في البلاد وحرم اولاد الطائفة الشيعية من التعليم والوظائف وغيرها. لم يتورط الامام موسى الصدر في الحرب الاهلية، ولم يخذل القضية الفلسطينية، ولم يتعامل مع العدو الاسرائيلي بل قاومه وأسس نواة "حركة المحرومين" والتي صارت "حركة امل" في ما بعد. وناصر الامام الصدر حق السائل والمحروم وسعى الى تقريب المذاهب والطوائف ووحدتها. وناضل واعتصم لوقف الحرب الاهلية، وجاهد في ذلك حتى اختفائه في غياهب المؤامرة الكبرى، كما لم ينس رفع الغبن والحرمان عن ابناء الطائفة الشيعية الذين بدأوا يستعيدون حقوقهم الى ان استعرت نيران الحرب الاهلية. وخلال هذه الحرب ولد "حزب الله" من رحم مقاومة الاجتياح الاسرائيلي ومعركة خلدة. و"حركة امل" بدورها كانت السباقة كتنظيم شيعي مسلح خلال الحرب الاهلية الى مقاومة الاحتلال وقادتها الشهداء، من داوود داوود الى محمد سعد وخليل جرادي شواهد على النضال. فلولا بعض السقطات في الحرب الاهلية من زواريب بيروت الغربية الى اطراف المخيمات الفلسطينية لكانت "امل" وتاريخها ناصعين ايضاً خلال الحرب الاهلية من دون نقاش ظروف وطبيعة انخراط "امل" في هذه السقطات اكان اضطراراً او قصداً او توريطاً الخ. كما كان لابناء الطائفة الشيعية منذ ادهم خنجر الى صادق حمزة الى معركة المالكية الى النضال ضد العدو الاسرائيلي في كل التنظيمات الشيوعية اليسارية والقومية والبعثية والمنظمات الفلسطينية والشواهد كثيرة على ذلك.
بعد الطائف تولت "حركة امل" عبر رئيسها نبيه بري قيادة الطائفة الشيعية سياسياً، وحصر رئيس مجلس النواب كل ما يتصل بالطائفة بشخصه واداره. بينما تفرغ "حزب الله" الى مقاومة الاحتلال الاسرائيلي الى ان كان نصر العام 2000 وتحرير جزء كبير من جنوب لبنان.
ومنذ العام 2005 دخل لبنان في مرحلة جديدة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وحاول اطراف كثر محليون وعرب ودوليون الصاق التهمة بالشيعة اللبنانيين وحليفتهم سورية ونصيرتهم ايران. فاحتوى الشيعة الفتنة وسارعوا الى حلف رباعي خسروا منه سياسياً وعددياً وانتخابياً وكسبوا وطنياً، وفي العام 2006 وبعد عدوان تموز دخلنا في ازمة جديدة، ولم تنته الا بعد تصحيح خلل 5 ايار 2008 والذهاب الى الدوحة والعودة الى لبنان، بخسارة سياسية عبر الاتيان برئيس مموه للجمهورية ورئيس حكومة يشكل جزءًا من حربة العداء للطائفة الشيعية ولسورية وايران. والاخطر ايضاً القبول بقانون الدوحة او قانون فؤاد شهاب الذي فُصّل في العام 1960 على قياس قواها السياسية وبقي حتى اليوم مع بعض الحبر الزائد او الناقص!
اليوم وبعد التمديد المتكرر للمجلس النيابي منذ ايار العام 2013 وحتى ايار من العام المقبل، ثمة من يريد ابقاء الستين بعد نسجه تحالفات، ساهم في تعويمها الشيعة وخصوصاً "حزب الله" وشكل رأس حربة في مواجهة آخرين يحملون التفكير والعقيدة وارثاًَ اسود من الحرب الاهلية. ويريدون اليوم ان يعيدوا رسم المشهد السياسي على حساب الشيعة والسنة والدروز وحتى رفاق طائفتهم ومناطقهم. اليوم وليس غداً مطلوب من السيد حسن نصرالله شخصياً ومن الرئيس نبيه بري شخصياً ايضاً، ان يرفضا القبول بجر لبنان مجدداً الى نفق الستين، وان يستمعا الى نبض الشارع الشيعي اولاً المطالب بالنسبية. وبتغيير قانون البؤس والتهميش والحرمان الذي يريد آخرون استبدال الوصايات التي كانت موجودة بغول متوحش يريد التهام كل شيء في السلطة بعد جوع وحرمان لم يسببه الشيعة بل كانوا ضحاياه ايضاً.
وللامانة ايضاً مطلوب من السيد و"الاستاذ" الّا يركبوا احدًا على ظهورنا بقانون الستين، كما ان يرفضا كل قانون لا يصحح التمثيل ويعبّر عن نبض الشباب والشارع المدني، كي لا يتحول الاقطاع في زمن ما قبل الطائف الى اقطاع حزبي بعده..
 

علي ضاحي- جريدة صدى البلد- السبت 3 كانون الاول 2016

  • شارك الخبر