hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

من هو "أبو تراجيديا" بل "تراجيديا" ابنة من؟

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٦ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعض المشاهدات في المسلسلات والإنتاجات المحلية اللبنانية تدفع بالمشاهد مهما ارتفعت نسب حماسه للأعمال اللبنانية إلى الضحك من شدة الحزن على هفوات يمكن تداركها. هنا بعضها وهي على بساطتها مثل الزبابة في كوب اللبن الناصع البياض.

يضحكني المشهد التمثيلي الذي يستعيد فيه الممثل أحداثاً على طريقة "الفلاش باك" بأدق تفاصيلها. فيتذكر حتى سماكة الغبار على الطاولة التي تجلس عليها الشخصيات. يتذكر كميتها وحجمها. لكننا نكتشف أن كل الممثلين كانوا في المشهد المستعاد باستثناء الممثل المستعيد.

يضحكني مبالغة بعض نجوم الدراما في الدفاع عن بعض الإنتاجات واعتبار كل من يتناول المسلسل الفلاني والعلتاني مهما كان هزيلاً فإنه "يدق بشرف الدراما". أظن هذا الممثل المدافع والمرافع عن الدراما لو رزق توأم إناث سيطلق عليهما إسمي "تراجيديا وكوميديا"، لكننا سنحتار عندئذ ماذا نطلق عليه: أبو دراما  أو أبو تراجيديا أو أبو كوميديا؟!

يستفزني في بعض الأعمال الدرامية اللبنانية مشهد الممثل الذي ينظر إلى الكاميرا بعد مغادرة الممثل الذي أمامه فيحدق بها غاضباً ويقول على سبيل المثال "بفرجيك" أو "الله لا يخليني إذا تركتك طيب". لا أدري من أين أتينا بهذه العادة. ممثل يتحدث مع ظله وهو بكامل قواه العقلية. أظن ذلك!

الدراما اللبنانية التي يجتاح قطاعها اليوم "اليد العاملة السورية" من تقنيين ومصورين وإضاءة لا تزال تشجع العاملة اللبنانية على العاملة الأجنبية، وإن سألتم كيف؟ الجواب بهذه البساطة في أغلب البيوت اللبنانية الخادمات أجنبيات (سريلنكية، فيليبينية، أثيوبية...) إلا في بيوت المسلسلات فالخادمات لبنانيات وممثلات قديرات، مرة نجلا الهاشم، ومرة ليلى قمري، ومرة جمانة شمعون، ومرة نويل شمعون...

التيار الكهربائي في لبنان ينقطع عن أغلب قرى وبلدات لبنان أقله مرة أوثلاث في النهار أو الليل وبعد لحظات تبدأ إنارة المولد الكهربائي عند المشتركين إلا في الدراما فلم يحصل مرة أن عم الظلام المباغث أحد المشاهد الدرامية. الدراما "منورة" 24 على 24.

حين يسافر أحدنا لتمضية إجازة صغيرة في قبرص أو تركيا يأخذ معه أكثر من حقيبة سفر كبيرة، إلا في المسلسلات اللبنانية فالمهاجر من لبنان إلى أي بلد يخرج وفي يده حقيبة يد صغيرة نستخدمها عادةً حين نقصد الأندية لممارسة الرياضة أو حين نذهب إلى الشواطئ للسباحة. هل الحقيبة الكبيرة تشكر عبئاً على الإنتاج؟!

في بعض المسلسلات لا تزال المشاهد الخارجية مضحكة خصوصاً المصورة في السيارات وهي تهتز قليلاً لكنها لا تسير. السبب ليس تقصيراً تقنياً لكن ربما الممثل الذي يجسد المشهد لا يملك دفتر قيادة.

حوادث السير في أكثرية المسلسلات طفولية ولادية تشبه الحوادث التي كانت تصور أيام تصوير المسلسلات في الأستديوهات المقفلة. ولو حضر أحد خبراء السير ليعطي تقريراً لكتب: الإخراج تحت السن القانوني وشركة التأمين لا تعترف ولا تتحمل أخطاء الصغار الذين لا يسمح لهم بالقيادة حتى قيادة الكاميرا مهما كانت الملاحظة تراجيدية!

  • شارك الخبر