hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

وفي ليل "أمير الليل" لم يفتقد العرش!

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٦ - 06:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو كنت ممثلاً وطلبت مني الكاتبة منى طايع أن ألعب دور البطولة الأولى في مسلسل كتبته سأعتذر فوراً لأنني مهما بذلت جهداً وأديت الشخصية ببراعة ومهارة فلن أكون البطل لأنه في مسلسلات طايع نصها هو البطل والبطلة. كيفما تنوعت الشخصيات بين ثري وفقير وبين حاشية وأمير فنص منى طايع هو صاحب السمو وصاحب الجلالة.
كنت اتخذت قراراً منذ سنة اعتزال النقد الدرامي وبالوقوف على مسافة واحدة من جميع الشركات الإنتاجية متوقفاً عن التقييم والتقويم وعن الإضاءة والتعتيم إلى أن لاحظت أن النقاد في الدراما أصبحوا أكثر من المحللين السياسيين عبر الشاشات فلم يبق ناقد طارئ وناقدة واعدة إلا وبلّوا أيديهم في مسلسل "أمير الليل" يساعدهم في هذه المرجلة صمت الكاتبة التي إن كانت لا تهوى الإعلام فلا يعني ذلك موافقة واستسلام (مع كامل احترامي للنقد البناء الصادر أو الذي سيصدر). أعترف أنني لست معجباً بإخراج "أمير الليل" شأنه شأن أغلب مسلسلات منى طايع القوية مع استثناءات صغيرة. وأعترف أيضاً أن بعض الأسماء في الكاستينغ ليست الأمثل والأفضل لكنني في المقابل أجد أنه بعيداً عن الأسماء المستوردة ثمة باقة من الممثلين أغنت المسلسل بحضورها وكان اختيارهم صائباً مثل بيتر سمعان وميس حمدان وهيام ونغم أبو شديد ونهلا داوود وبياريت قطريب ونجلا الهاشم وروان طحطوح ولودي طايع وكذلك أسعد رشدان وعصام الأشقر وجهاد الأندري بتعويضهم بعض النقص في كاستينغ الرجال – النجوم. أما في موازاة الإحتراف هناك قافلة من الممثلين الصاعدين أو الذين بدوا كذلك ينجحون في مشهد ويخفقون في خمسة وكانوا بحاجة إلى إرسالهم إلى محترف الممثلة تقلا شمعون لمزيد من التدريب.
بالعودة إلى البطلين داليدا ورامي، داليدا خليل التي بدت مقنعة في انفعالاتها وتفاعلاتها وأحاسيسها فقد استطاعت بلباسها الرداء الدرامي التاريخي للمرة الأولى أن تظهر بتلقائية وعفوية، فيما يظهر بعض النجوم بهذا الرداء كأنهم في حفلة تنكرية. أما النجم رامي عياش فلا تجوز مقارنته كممثل مع يوسف الخال ويورغو شلهوب (يليق بهما الدور) بل يجب أن يقارن حضوره كممثل مع المطربين الذين خاضوا التجارب الدرامية.
فلو عدنا إلى التاريخ التمثيلي في مصر ولبنان لم نر أي ناقد فني أو درامي محترف أو متطفل يقارن بين قدرة رشدي أباظة التمثيلية وقدرة فريد الأطرش في أفلامه، أو بين صباح كممثلة وشقيقتها الممثلة لمياء فغالي. لم نقرأ مقالة نقدية تقارن بين القدرة التمثيلية لدى العندليب الأسمر ووحش الشاشة؟ لم نقرأ مقالة نقدية تقارن بين ليلى مراد في التمثيل وفاتن حمامة. لذا أظن المقارنة العادلة هي بين تجربة رامي عياش ونجوم الغناء في التمثيل مثل كارول سماحة في "الشحرورة" و"نورا" وغسان صليبا في "وأشرقت الشمس" وميريام فارس في "اتهام" وسابين في "أحمد وكريستينا" وزياد برجي في "غلطة عمري" و"حلوي وكذابة" إضافةً إلى هيفا وهبة في تجاربها في السينما والتلفزيون وعاصي الحلاني في مسرحية "شمس وقمر". ورامي الذي جاء إلى الدراما من نجومية الغناء الطافحة والمنتشرة، لو أتى من بوابة المسرح الإستعراضي ربما كانت النتيجة ضامنة ومضمونة وإن كانت هذه الملاحظة لا تقلل من نجوميته ونسب المعجبين والمعجبات التي لا يستهان بها من المتابعين له شاهدة مهما تباينت وتناقضت نسب المشاهدة.
غريبة عجيبة الكثير من الإنتقادات التي طالت النص التي اشتغلته منى طايع بحرفية التطريز العالية أي ال Dentelle Breton، فسئلت الكاتبة لماذا استخدمت الريشة في هذه اللوحة؟ (لأنهم لا يميزون الدنتيل بروتون من الرسم). النقد في بعض الحملات التي استهدفت نص "أمير الليل" كان بحاجة إلى نقد. فهل نسجل غلطة على المسلسل لأن الشيخ بيار جميل لم يكن مقاسه كما الممثل الذي يجسد دوره (على سبيل المثال)؟ مقارنات بعض نقاد الدراما بحاجة إلى نقاد. فهل حين غنت الفنانة المعتزلة "طروب" أغنية "يا دادا يا ختيارة" ونالت رواجاً كبيراً وشهرة واسعة جرت مقارنة مضمونها مع "ستي يا ستي" للسيدة فيروز لمجرد أن الغناء هو للجدة؟
بعد كل ما أسلفناه بات يمكننا القول: في ليل "أمير الليل" لم يفتقد لا للبدر ولا للعرش.

  • شارك الخبر