hit counter script
شريط الأحداث

- ابراهيم درويش

بين علي وملحم بركات... هذا ما حصل يوماً

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٦ - 11:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فيما سيلي سطور نقلتها عن صفحة صديق، تسرد حادثة واقعية جمعته مع الموسيقار الراحل ملحم بركات في ظروف غير طبيعية...

 لم اكن اعرف ملحم بركات معرفة شخصية، لكن الى جانب عظمته الفنية، وجنونه الدفاق، كنت ارى فيه حالة شعبية، غير متكلفة، تقتحم القلب قبل الاذن...

ما روى الصديق علي لمع عن ملحم بركات على صفحته ( بتصرف طفيف):

لقد ترددت كثيرا قبل أن اكتب عنك، لكن ربما الان قد اًن الاوان كي أُنصُفك ... !!!
شباط ١٩٨٤. والعواصف الممزوجة بالريح تمرح خارجا، وكما جرت العادة، في كل مرة استجيب فيها لنداء الواجب، ارتدي قبلات أبي ودعاءه. وأذهب منطَلِقا غيرَ آبِهِ !!! فالله وأبي معي !!
يومها تلعثم أبي بالدعاء ... لحظة اعتراه الخوف كما اعتراني.
انطلقت برحلتي أنا ورفاقي عند بزوغ الفجرِ الى حيث يجب أن نكون عند نقطة (نهر الأولي .. !!! ) الى ان حصل الذي حصل من دون تفصيل !!! .. منا من قضی، ومِنّا من أخّر الله أجله.
سلكت انا وصديقي طريقاً جبلية، عبرنا خلالها مجموعة من التلال والاودية، الی أن وصلنا الى شرق صيدا لحظة قاربت الشمس علی الايذان بيوم حياة جديد، بينما نحن نحمل ارواحنا على اكتافنا، التي تخضبت بمختلف انواع الاشواك ...
عويل كلب انقذ حياتنا وبالصدفة مرة ثانية من كمين اسرائيلي محكم.
علی مسافة تقارب المئة متر، لمَع مصباح سيارة، بدا وكأن الله ارسلها الى طريقنا، لم يكن هناك خيار امامنا سوى القفز الى منتصف الطريق.
توقفت السيارة، بينما السائق يتأملنا بعينين مشدوهتين بما ترى... فتحنا باب السيارة، واستقلينا المقعد الخلفي من دون استئذانه.
بجانب السائق، كان يجلس رجل وسيم، أخذ يتفحصنا، وبدا انه اطمأن الى هويتنا والى ما نقوم به من دون ان يوجه لنا اي سؤال...
بصوت هادئ، خاطب الوسيم السائق: جورج اكمل طريقك ولا تنظر في المرآة، ولا زلت اذكر كيف كان جسمي يرتجف من البرد والوجع ..
سألنا عن وجهة سيرنا، فأجبنا: صيدا القديمة... وبعدها يمكن ان نتدبر امورنا...
قال: يا جورج لا اريد ان اری اي حواجز للاحتلال، اسلك الطرق الفرعية... وقبل ان نلج المكان المقصود بقليل، سألني "ألا تعرف من أنا؟ هززت برأسي الى الاعلى، في جواب انيق يشتمل النفي.
قال: أنا ملحم بركات .
رددت: تشرفنا ولكن انا لا أعرف من تكون !!!
فقال: أنا الموسيقار ملحم بركات، وانتهيت للتو من حفلة غنائية في جزين، لحظة فاضت من عينيه حنيّة غير موصوفة...
كانت ثقافتي الفنية يومها تعادل الصفر... أسريّت له بذلك معتذرا عن جهلي بشخصه، قبل امتار على انتهاء رحلتنا.
فتحنا باب السيارة، حين القى في اذني جملة لا زالت راسخة حتى تاريخه وكأنه يرددها اليوم : اذهب في أمان الرب ليتني معكم".
اقفلت الباب مودعاً، عندما سألني عن اسمي، فقلت: علي...
ضحكت عيناه ضحكة دافئة، ورمی نحوي مبلغ خمسمئة ليرة، لاشتري ثيابا جديدة بدل الممزقة وانطلق ...
انني علی يقين ان الله ارسله هو ولم يرسل غيره لكي يأتي هذا اليوم واشكره، واسر ما كتمت مطولاً..
ملحم بركات أنت الاجمل
ملحم بركات : بَدنا مليون سنة تنعرف إنتَ مين ... 

  • شارك الخبر