hit counter script

متفرقات

فضيحة جنسية لرجل عربي عبر سكايب? من هو؟!

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 08:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

“أنا فتاة لبنانية عمري 23 عاما” هكذا قدمت الفتاة الجذابة نفسها على سكايب عندما بدأت الدردشة مع سمير الشاب الفلسطيني المقيم في إيطاليا (هذا ليس اسمه الحقيقي). لم يتخيل سمير للحظة أن تلك الفتاة المثيرة التي لم تكن ترتدي إلا القليل أمامه على سكايب هي في الواقع شاب مغربي يعيش في مدينة وادي زم التي اقترن اسمها خلال السنوات الأخيرة بعمليات النصب الإلكتروني.
تفاصيل ما بدأ دردشة مثيرة مع فتاة حسناء وانتهى بكابوس مزعج رواها سمير بكل صراحة للصحفي شون أونيل.
حدث ذلك عندما كنت وحدي بالمنزل. أضافتني تلك الفتاة على فيسبوك. لم أستغرب الأمر لأنني أتلقى باستمرار طلبات صداقة من زملاء دراسة مثلا لا أتذكر الكثير عنهم.
في اليوم التالي بعثت لي برسالة قالت فيها:”لقد اطلعت على صفحتك وسجلت إعجابي لصورتك” فقمت بزيارة صفحتها وبهرني جمالها. فقد كانت مثيرة للغاية.
في تلك الليلة بدأنا الدردشة عبر سكايب. قالت إنها في الثالثة والعشرين وإن والديها متوفيان وتعيش مع شقيقتها الكبرى في مدينة صيدا اللبنانية. وأضافت أنها تشعر بالضجر لأنها لا تعمل أو تدرس وشقيقتها صارمة جدا. عندما سألتها عن هواياتها صارحتني مباشرة أنها تحب الجنس كثيرا.
تعجبت لصراحتها في البداية. أثارت فضولي ولكن ساورتني الشكوك بسبب حديثها المباشر عن الجنس مع شخص لا تعرفه. ولكني كنت أشعر بالملل أيضا. كانت صديقتي متغيبة خارج المدينة ولم يكن لدي ما أفعله فقررت مسايرة هذه الفتاة حتى أرى أين ستؤدي بِنا هذه الدردشة.
بعد قليل سَألَتْ إن كانت لديّ كاميرا ويبكام. قمت بتشغيل الكاميرا وقلت لها: “هل يمكن أن أراك أيضا؟”. عندما شغلت الكاميرا رأيت أنها بالفعل جميلة.
واصلنا الدردشة ولكن بالكتابة فقط حيث قالت إن شقيقتها موجودة في الغرفة المجاورة وقد تسمع صوتها. تطور الحديث بيننا إلى أن قالت إنها تشعر بالإثارة.
بعدها طلبت أن ترى عضوي الذكري. انصعت لطلبها ثم قلت لها: “جاء دورك الآن”. فاستلْقَتْ على ظهرها وخلعت ملابسها وبدأت تُمارس العادة السرية. قلت لنفسي:”غير معقول، لم أصادف شيئا كهذا من قبل. وبهذه السهولة!”
بدأت أفعل نفس الشيء. وبعد لحظات بدا عليها هي أيضا وكأنها بلغت ذروة النشوة. بعدها عاودت الدردشة معي وهي لا تزال دون ملابس. سألتني عن عملي فقلت لها إنني أعمل في مجال التسويق في إيطاليا. فردّت: “لا بد أنك ثري” فقلت لها ‘أنا لا بأس بي’. في هذه اللحظة كتبت أنها تسمع وقع خطوات شقيقتها وإنه لا بد أن تنهي الدردشة.
بعدها بنصف ساعة تقريبا تلقيت رسالة على فيسبوك نصها كالتالي: ‘اسمع، أنا رجل
لقد سجلت لك فيديو وأنت تمارس العادة السرية..
هل تود مشاهدته؟’
أرسل لي التسجيل وكان عبارة عن خمس دقائق أظهر فيه وأنا أمارس العادة السرية.
أضافت الرسالة: ‘لديّ قائمة بكل أفراد أسرتك الموجودين على فيسبوك- والدتك، شقيقتك، أولاد عمومتك… أمامك أسبوع واحد لترسل لي 5000 يورو وإما سأرسل لهم الفيديو.
أصبت بحالة من الصدمة. قلت لنفسي يا إلهي، إنها مصيبة! أول ما فكرت فيه كان أن أدفع المبلغ فورا. ثم قمت بإزالة الفتاة – أو ذلك الرجل- من قائمة معارفي على سكايب ولكن بعدها فورا تلقيت رسالة على واتساب تقول “أنا هنا”.
فبدأت أستعطفه. قلت له إنه ليس لدي 5000 يورو. قال: “بالطبع لديك. أنت تعمل في وظيفة جيدة في أوروبا”. قلت له ‘لا أنا كنت أكذب لنيل إعجاب الفتاة. أنا مجرد موظف توصيل طلبات في محل بيتزا’. تذكرت أنني أرسلت لها صورة لي وأنا أقوم بتركيب البلاط في حمام بيتي وقلت له ‘هل تعتقد أنه لو أنني ثري كنت سأقوم بهذا العمل بنفسي؟”
يبدو أنه اقتنع بعض الشيء وقال لي ‘”قد يكون هذا صحيحا ولكنني لا أبالي. لديك أسبوع واحد لترسل لي 2000 يورو وإلا سأرسل هذا الفيديو لجميع أفراد أسرتك”.
حاولت أن تمالك نفسي وأن أفكر بشكل منطقي. قلت لنفسي: لو أرسلت إليه المبلغ، ما الذي سيمنعه من العودة لطلب المزيد؟
حينها فكرتُ أنه لو أرسل الفيديو لقائمة أصدقائي – والذين لا يعرفونه – فسوف يذهب في صندوق بريد المهملات. وحتى لو وجدوه لن يقدم أحد على فتح فيديو أرسله مجهول. من المحتمل أنه قد يكون فيروسا. وجدت نفسي أمام خيارين: إما أن أدفع المبلغ المطلوب دون أي ضمان أنهم لن يعودوا لطلب المزيد فيما بعد.
في هذه اللحظة أرسل لي يقول إنه سوف يرفع التسجيل على موقع يوتيوب. قلت له “افعل ذلك، لم يعد يهمني”.
بعدها حذفته من قائمة أصدقائي على فيسبوك وعدّلت إعدادات الخصوصية لحظر أي شخص من النشر على صفحتي أو الإشارة إليَّ دون موافقتي.
لكنه عاود وأرسل لي رابط الفيديو على واتساب. شاهدت نفسي مرة أخرى أمارس العادة السرية على موقع يوتيوب. شعرت عندها بالغثيان.
أبلغت إدارة يوتيوب فورا لاحتواء التسجيل على مشاهد جنسية. في تلك الأثناء كان يواصل تهديدي بأنه سيرسل الفيديو لأقاربي على فيسبوك لو لم أدفع. صممت على موقفي فغضب بشدة وبدأ يبعث برسائل سباب قائلا إنه سيرسل التسجيل لوالدتي وكل معارفي. بعد حوالي ساعة رفعت إدارة يوتيوب الفيديو من على الموقع. أعتقد أن كل المشاهدات المسجلة كانت لي باستثناء مشاهدة واحدة ربما. قد يكون المُشاهد هو المبتز نفسه أو ربما أحد أقربائي. لن أعلم بالتأكيد ولكنني لم أسمع شيئا من أحد.
ربما أحد أقربائي الذكور شاهده ولم يبلغ أحدا. ولكن تخيلوا لو شاهدته مثلا إحدى عماتي أو خالاتي؟ كانت بالتأكيد ستبلغ شقيقتها، وزوجها وأبويها وسرعان ما كان سينتشر الخبر في العالم أجمع. فأنا لدي أقارب في أمريكا وكندا وأستراليا والسعودية ودول الخليج وأوروبا.
ماذا لو شاهدت أمي ذلك التسجيل؟ لو حدث ذلك سألقي بنفسي من النافذة من شدة العار!
لم أسمع من ذلك الشخص بعد حذف الفيديو من على فيسبوك. أعتقد أنه انتقل لصيد فريسة أسمن. عندما سألته لماذا يستهدف شخصا فقيرا مثلي قال لي: “هل تعتقد أنني لا أستهدف أثرياء الخليج؟ بالطبع أستهدفهم. من حسن حظك أن صفحتك على فيسبوك تقول أنك لست متزوجا وإلا كنت طلبت منك مبالغ أكبر بكثير”.
أعتقد أن الأمر انتهى ولكنني من حين لآخر أبحث في فيسبوك إن كان قد رفع التسجيل مرة أخرى.
داخل مدينة وادي زم
نسبة غير صغيرة من حالات النصب الإليكتروني أو ما يمكن تسميته “فخ الجنس عبر سكايب” تم تعقبها في مدينة وادي زم في وسط المغرب والتي تقع على بعد حوالي 150 كيلومترا شرق مدينة الدار البيضاء.
في يونيو 2016 تمكن الصحفي في بي بي سي رضا الماوي من الوصول إلى أحد هؤلاء المحتالين في مدينة وادي زم وهو شاب في العشرينات من العمر، طلب منه أن يسميه “عمر” وهذا الاسم على ما يبدو هو كناية عن المال الوفير باللغة “الدارجة” عند الشباب المغربي.
شرح “عمر” لرضا الماوي بالتفصيل جميع مراحل عملية النصب بدءا من الرصد ثم الاستهداف ومن ثم الإيقاع بالضحية وصولا إلى الابتزاز في النهاية. وشرح له كيف يمكنه رصد الضحية المُحتملة.
فكل ما يود معرفته عن الضحية موجود على فيسبوك: مدى ثراء الضحية، وضعه في المجتمع، حالته الاجتماعية. فصفحاتهم في الغالب تظهرهم وهم يقودون سيارات فارهة ويسكنون منازل فخمة أو في سفراتهم إلى الخارج. أضاف أنه بحكم خبرته لاحظ أن المشاركين في موقع إنستغرام يكونون أكثر ثراءا في الغالب من الموجودين على مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي. كما أن نوعية الهاتف المستخدم تدل أيضا على وضعهم المادي.
“نقطة الضعف عند العرب معروفة وهي الجنس”. هكذا استهل عمر حديثه مع رضا الماوي قائلا: “نقطة الضعف الأخرى هي لو كان الشخص متزوجا ولديه معارف كثر على فيسبوك. كل هذه النقاط يمكن أن نستغلها ضده”. ويقول عمر إن الدول الأسهل في الاستهداف هي دول الخليج.
استمر عمر في شرح نوعيات الرجال الذين يشكلون صيدا سمينا له:
“هناك مثلا أصحاب الدين. تتعجب وتقول ‘هذا يبدو شيخا جليلا ويحمل القرآن ومن المستحيل أن يقع في ذلك الفخ. فلنجرب معه” وعندما تجرب يقع في الفخ!”.
يتسم أسلوب عمل عمر وأقرانه بفاعلية واضحة اكتسبوها بحكم الخبرة والتكرار. فهم يفتحون بالتوازي عدة خطوط دردشة قد تصل إلى 10 حوارات في نفس الوقت. وبمجرد رد الضحية على مكالمة سكايب – أو من خلال فيسبوك نفسه مؤخراً- يشغلون برنامجا محددا يظهر للضحية وكأنه يخاطب مباشرة فتاة على الخط الآخر. في الحقيقة تكون “الفتاة” تسجيلا مسبقا لحوار على ‘الويبكام’ مأخوذ من أحد المواقع الاباحية.
وهم لذلك لا يخاطبون ضحاياهم بالصوت بل بالدردشة الكتابية حتى لا ينكشف أمرهم. وما يساعدهم على ذلك هو أنهم يعرفون عن ظهر قلب جميع إيماءات وحركات الفتاة على الفيديو ويقومون بتوجيه الدردشة حسب تسلسل مشاهد التسجيل.
يستطرد عمر قائلا: “نطلب منه أن يخلع ملابسه ويأتي بحركات مخلة، وأشياء إباحية. من الضروري أن يكون مجردا من ملابسه تماما. ويجب أن تكون اعضاؤه واضحة. وعليه أن يأتي بحركات محددة اثناءها يتم تسجيله مع التقاط وجهه. إذن يتم تسجيل ذلك ووجهه واضحا حتى يظهر الفيديو بمصداقية أكبر”.
يستخدم المحتالون برنامج كمبيوتر يقوم بالتقاط فيديو الضحية ويتولى تسجيله.
“بعد تسجيل المقطع نضعه على حساب على موقع يوتيوب ونبعث به في رسالة خاصة بمعنى أن الضحية فقط هو الذي يمكن أن يطلع عليه. نبعث له الرابط ونطلب منه أن يشاهده. وحينها يبدأ التهديد”.
ولخص عمر عملية النصب والابتزاز في ثلاث مراحل: 20 دقيقة كلام ودردشة، 20 دقيقة لمقطع الفيديو الذي نسجله ثم نحفظه، والعشرين دقيقة الأخيرة تكون للتهديد. التهديد والتفاوض.
مدينة وادي زم لا تبدو عليها علامات الثراء الفاحش باستثناء عدد من السيارات الفارهة والدراجات البخارية غالية الأثمان. ولكن بي بي سي أحصت أكثر من 50 مكتبا للتحويلات المالية في المدينة وهو رقم مرتفع إذا ما قيس بحجم المدينة وعدد سكانها. أحد أصحاب هذه المكاتب – رفض أن نذكر اسمه – قال إن المكتب الواحد يدخله في المعدل ما يوازي حوالي 10 آلاف دولار يوميا من أموال الابتزاز.
قبل انتشار هذه الظاهرة كانت مدينة وادي زم تعتمد على تحويلات من نوع آخر، وهي تحويلات أبناء المدينة الذين يعملون في أوروبا وبالأخص إيطاليا، حسب الدكتور أمين السعيد وهو محاضر في مادة القانون وأحد أبناء وادي زم والذي يعمل على توعية الشباب بعواقب ومضار النصب الإلكتروني أو “الأرناك” كما يطلق عليه باللغة الفرنسية. يستطرد الدكتور أمين السعيد أن الأزمة الاقتصادية التي عمت أوروبا منذ 2008 أثرت بشدة على تحويلات أبناء المدينة العاملين بالخارج مما دفع قطاعا من الشباب إلى البحث عن مصدر بديل انطلاقا من فكرة أن الغاية تبرر الوسيلة.
بحث أبناء المدينة عن مصادر دخل من الخارج يعود في الأصل إلى تراجع الاعتماد على الزراعة كمصدر أساسي للعيش بسبب عدم تطور أساليب الزراعة في المنطقة مما أثر على مردودها.
هذا يضاف إلى مشكلة البطالة التي يعاني منها شباب المدينة على الرغم من أن إقليم خريبكة الذي تقع فيه مدينة واد زم يحتوي على ثالث أكبر مخزون لمادة الفوسفات الخام في العالم.
وشهدت ساحة الشهداء، في مقابل مبنى الكنيسة التي تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، الصيف الماضي سلسلة من المسيرات والوقفات الاحتجاجية لخريجين يطالبون بتوظيفهم ومن بينهم حركة ‘بغيت حقي في الشغل’. عضو الحركة صلاح الدين الكنان يقول إن الحركة تطالب بتطبيق حق التشغيل الذي كفله دستور عام 2011 وبتعيين أبناء المدينة في مجمع للفوسفات الذي يقع على بعد أقل من 20 كيلومترا خارج المدينة.
“مخزون الفوسفات في الإقليم هو من الأعلى في العالم ويساهم في الأمن الغذائي العالمي بينما سكان المدينة يعانون من آثار صناعة الفوسفات الصحية مثل الربو والسرطان وهشاشة العظام”.
يضيف الكنان أنه من العار أن تتحول مدينة وادي زم من “مدينة الشهداء” التي صمدت في وجه الاستعمار الفرنسي إلى عاصمة ما يعرف بالأرناك.
هذا التقرير جزء من سلسلة خاصة في تحقيقات وتسجيلات بالفيديو لبي بي سي تبحث كيفية اصطدام التكنولوجيا الجديدة مع الأعراف القديمة الخاصة بالعار والشرف في شمال افريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. يمكن المشاركة في النقاش الدائر حول القضية في سائر أرجاء العالم بالانضمام للنقاش الحي.
المصدر: bbc عربية

  • شارك الخبر