hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

بأمرك دولة الرئيس بري...

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"بأمرك دولة الرئيس نبيه بري": سنلبّي الدعوة. عبارة كتبها النائب حكمت ديب على صفحته على فايسبوك تعليقا على تلقّي النواب دعوة من "دولة الرئيس"، وهو المتواجد حاليا في جنيف، لحضور "جلسة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الاثنين الواقع في 31 تشرين الاول 2016 لانتخاب رئيس الجمهورية. نأمل حضوركم في الموعد المحدّد". 

45 مرّة دعا فيها بري سابقا النواب الى جلسة انتخاب الرئيس. مرّة واحدة تأمّن النصاب في 23 نيسان 2014، و"هيّ كانت". لم ير النواب العونيون طوال فترة السنتين والنصف حاجة الى التجاوب مع دعواته المتكرّة للنزول الى القاعة العامة لمجلس النواب لانتخاب "الرئيس الضال".
لكن هذه المرة انقلبت كل المقاييس والمعطيات. العونيون سيسبقون نواب الرئيس نبيه بري الى مقاعد الرئاسة التي صارت في الجيبة. بحلول يوم الاثنين تكون النائبة جيلبرت زوين قد عادت من الخارج بعد سفرها من ضمن الوفد النيابي الذي رافق بري الى جنيف لحضور اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي. عصام صوايا، النائب المغترب، صار في لبنان. النصاب "البرتقالي" مؤمّن وجاهز.
في الرابية توقفت المواعيد بدءا من يوم الاربعاء. لا استقبالات ولا مواعيد لتقبّل التهاني باستثناء دائرة ضيقة جدا من الاصدقاء والمعارف. في الداخل ورشة "نقل" حقيقية معجونة بفائض من المشاعر الملبّكة والطافحة. هي الايام الاخيرة في الرابية مع إصرار منذ البداية على عدم مواكبتها بضجة إعلامية الى حدّ رفض عشرات الطلبات من مؤسسات إعلامية لتغطية ورشة الانتقال من مقرّ الجنرال في الرابية الى القصر الجمهوري. يوم الاحد، كما يوم الاثنين نهار الانتخاب، سيسود الصمت داخل المنزل الذي مكث فيه ميشال عون 11 عاما، وكان تقدمة من الكس بوري احد أصدقاء عون.
على الورقة والقلم صار أنصار الرابية أمام معادلة هي الثابتة ما لم تطرأ مفاجأة ليست في الحسبان في اللحظة الاخيرة: الوقت القصير الفاصل عن يوم الانتخاب لن يكون كافيا، كما يقول مقرّبون من ميشال عون، لتذليل العقبات أمام تأمين توافق وطني شامل وجامع على "الجنرال" يشمل بشكل أساس أصوات نواب كتلة بري، ونواب فرنجية (أميل رحمة الذي يعيش صراعا رئاسيا كبيرا سيمنح صوته لعون التزاما بقراره المبدئي بالتصويت وفق ما يصوّت نواب "حزب الله")، و"حزب الكتائب" وبعض النواب المسيحيين المستقلين.
في الدورة الاولى التي صارت أمرا واقعا فرضه الرئيس بري لدواع دستورية وقانونية شرحها للعديد من المستفسرين قبل سفره الى جنيف، لن ينال ميشال عون أكثرية الثلثين المطلوبة، وهو أمر سبق ان ناقشه الرئيس سعد الحريري مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أثناء زيارة الاخير الى بيت الوسط مؤخرا.
في الدورة الثانية سينتخب ميشال عون بالاكثرية المطلقة، وهنا سيقال الكثير عن الاصوات "البلاس" التي سترفد رئاسة الجنرال بـ "سكور" عالي او منخفض.
هذا في المبدأ، لكن النزاع القائم بين الرابية وعين التينة بشأن آلية الانتخاب (دورة أولى بنصاب الثلثين ثم دورة ثانية بالاكثرية المطلقة، أو انتخاب عون بالاكثرية المطلقة على ان تكون هذه الدورة تكملة للدورة الاولى عام 2014) قد يفضي الى اعتماد تسوية يشتغل عليها الوسطاء تقوم على الالتزام باقتراح بري (الاكثر دستورية) والقائم على اعتماد منطق الدورتين، لكن في الوقت نفسه العمل على تأمين الاصوات اللازمة لفوز ميشال عون من الدورة الاولى بالثلثين.
لكن الهواجس القائمة لم تؤثّر على مسار التحضيرات لليوم الكبير، وما سيليه من احتفالات. لكن منذ الان بدأ "البرتقاليون" يحسبون حساب الاستحقاقات الجدّية: عهد جديد يعني وجوها جديدة. كل المحيطين بـ "الجنرال" من نواب وطامحين ومرشحين (للتوزير او النيابة) واصدقاء "التيار" بدأوا يستعدون لمرحلة ما بعد الانتخاب. ورشتان تستحقان بذل الغالي والرخيص كي لا يمران مرور الكرام على اجندة مسيرتهم السياسية: تأليف الحكومة والانتخابات النيابية... الطموح كبير، فكيف إذا وعدهم عون يوما بأنه سيستعيد حقوقا كانت مسلوبة واسترجعها!

  • شارك الخبر