hit counter script

مقالات مختارة - وائل ابو فاعور - السفير

"الشريف" يرحل

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 09:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وائل أبو فاعور - السفير


رحل الزاهد الذي ما أغْرَته الرتب بل اختار القناعات، وما عنته المناصب بل الامانات، وما شدته المواقع بل النضالات.

رحل الشجاع الذي ما غاب يوما عن ساح جهاد. تقدم الصفوف لأجل العروبة والكرامة والوجود في الأيام العجاف يقود «قوات الشهيد كمال جنبلاط» منشدا نشيده الغالي:

كل نهر إنما يجري لبحر

انت بحر الطهر دمع الفقراء

يا جبالا أزرعي في القبر قبر

نحن جيل المجد جيل الكبرياء.

رحل الوفي الامين، الذي عند اشتداد مرضه قال للرئيس وليد جنبلاط أعاهدك أن أبذل تحت رايتك آخر نفس في هذه الحياة، وهو الذي ما عناه يوماً اي يد ترفع الراية، بل عناه ان تبقى الراية مرفوعة.

رحل الشريف الذي ازدرى المال واستهان بالمناصب وظل مثالا للتقدمي الاشتراكي في مسلكه وحياته وعمله قبل فكره وقناعاته.

رحل المناضل شريف فياض.

عرفتك دروب فلسطين، يا مقدم، في الجنوب والعرقوب، في الحركة الوطنية مع المعلم كمال جنبلاط والمقاومة الفلسطينية، وظللت تلهج باسمها معتصما بانتمائك اليها حتى آخر نبض.

عرفتك دروب العروبة في كل مواقع الشرف والوجود تقود المجاهدين على خطوط النار بكل شجاعة وحكمة ورباطة جأش.

عرفتك دروب المصالحة التي ما تهت عنها مع رفيق دربك وليد جنبلاط.

مِنَّا مَن عرفك قائدا عسكرياً ببزتك الشريفة تقود المواجهات، ومنا من عرفك أمينا على السر وصاحبه، ومنا من عرفك مؤتمنا على مؤسسات الحزب وشبابه وأجياله بكل أبوة وحرص، ومنا من عرفك قراءة حارساً للذاكرة عندما أرّخت للحرب بكل حقائقها وبطولاتها وتضحياتها لكن بروح المصالحة، ومنا من عرفك مؤتمنا على العلم والمستقبل في «مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية».

تعلمنا منك الكثير، لكن أنَّى لنا ان نبلغ شجاعتك وصفاءك وزهدك.

لقد صعَّبت المهمة علينا يا مقدم.

اليوم يودعك حزبك وحركتك الوطنية ورفاقك من قضى منهم ومن بقي، من غاب منهم ومن شاب، لكنهم على العهد جميعاً... باقون

تستحق الحياة يا مقدم لكن هذا الزمن لا يستحق أمثالك.

  • شارك الخبر