hit counter script

أخبار محليّة

هكذا خطّطت "مجموعة البريص" لضرب دوريّة عرسال

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في 19 أيلول 2014، دوّى انفجار في عرسال استهدف «ريو» تابعاً للجيش اللبنانيّ يقلّ 8 عسكريين عند طريق الجمالة الواقع بين وادي حميد وحاجز المصيدة، حيث وقع للجيش شهيدان و 3 جرحى. وخلّف الانفجار الذي كان الأوّل من نوعه باستهداف الجيش داخل عرسال، حفرة قطرها متر وعمقها 90 سنتيمتراً.
تبين أنّ الانفجار هو عبارة عن عبوة ناسفة تحوي نحو عشرين كيلوغراماً من المتفجّرات زرعت جنب الطّريق لتفجّر لاسلكياً، من دون أن يعرف الأمنيون من تجرأ على زرع هذه العبوة في مكان آهل بالسكان.
بعد فترة زمنيّة، أقرّ الموقوف محمّد ع. الذي تمّ توقيفه في نهاية الـ2015 بضلوعه بهذه العبوة.
لم يكن ابن الـ21 منضوياً في أيّ فصيل ولا على دراية بما يحصل داخل التنظيمات الإرهابيّة، إلا حينما ربطته علاقة عمل بأحمد أمّون الملقّب بـ«البريص». صار محمّد يتردّد على الأخير ليلتقي بمجموعة من الأشخاص أبرزهم المسؤول الأمني لتنظيم «داعش» إبراهيم الأطرش الملقّب بـ «أبو حسن» وابن شقيقته محمّد الحجيري الملقّب بـ«كهروب» بسبب تخصّصه في تفخيخ السيّارات، وصهر «أبو حسن» اللبنانيّ علي ياسين الملقّب بـ «أبو علي الصيداوي» لكونه من صيدا، نوح زعرور و «أبو هاجر» و «أبو بكر الرقاوي»، و«أبو عائشة» و «أبو مطر»..
كان الحديث بين هؤلاء يتركّز على تجميل صورة «داعش» أمام الزائر الجديد وإقناعه بأنّه التنظيم الوحيد الذي يطبّق الشريعة الإسلاميّة، حتى اقتنع الشاب وبدأ يتابع دروساً دينيّة يعيطها «أبو هاجر» و «أبو عائشة» و «أبو مطر». ثم ما لبث أن حرّضه «أبو حسن» على ضرورة متابعة دورة شرعيّة في الجرود.
وبالفعل توجه محمد برفقة «البريص» ونوح زعرور و «أبو علي الصيداوي» إلى الجرد وبدأ بمتابعة الدورات التي كان يعطيها «أبو دجانة اللبناني»، قبل أن يعود أدراجه إلى عرسال لأنّه المعيل الوحيد لعائلته.
ومع عودته إلى عرسال، واظب الشاب على التردّد إلى منزل «أبو حسن» و «البريص» من دون أن تمنعه الأحاديث التي سمعها على لسان الموجودين من الانقطاع عنهم، خصوصاً بعد أن كلّف «أبو حسن» زعرور بالذهاب إلى الكولا لملاقاة رجل ملقّب بـ «الحاج» الذي سيعطيه مبلغاً من المال على أن يسلّمه قصاصة ورق دوّن عليها «أبو حسن» معلومات بخطّ يده لم يفصح عنها أمام الموجودين.
أمّا الحديث الثاني فكان مباشراً أكثر، حينما حضر «البريص» و «الصيداوي» إلى منزل «أبو حسن» بهدف تأمين عبوات ناسفة. حينذاك، توجّه الرجلان في اليوم التالي ومعهما محمد على متن «بيك اب» شيفروليه أسود اللون إلى مقر «أبو حسن» في جرود الرهوة للطلب من «أبو قتادة» تزويدهم بالبضاعة. وطلب الأخير العودة لاحقاً كي يقوم بتصنيعها.
بعد يومين، عاد محمّد إلى منزل «البريص» ليجد عبوتين موضوعتين في صندوقي بلاستيك معدّين أصلاً لتوضيب الخضار، وعندما سأل «البريص» عن حاجته بهما، ردّ: «بوقتها بتعرف شو بعمل فيهن»!
لم تردع هذه الجملة ابن بلدة عرسال، بل استمرّ على ما بدأ به إلى أن تلقى اتصالاً من «البريص» عند منتصف الليل يطلب إليه الحضور إلى منزله بواسطة سيارة عمه. وحينما وصل، أبلغه «البريص» و «أبو علي الصيداوي» أنّهما ينويان زرع العبوة خلف طريق الجفر لاستهداف دوريّة تابعة للجيش.
وبعد أن نالا موافقته، توجّها إلى المكان على متن سيّارة من نوع «كيا سيرانو» فضيّة اللون، ووضعوا العبوتين في صندوق السيّارة. وفي منتصف الطريق، طلب «البريص» من محمّد قيادة السيّارة ثمّ ركنها بجانب منزل أحد أبناء عرسال القريب من «محطة السماقة» كي يقوم بمراقبة الطريق وترجّل «أبو علي» و «البريص» من السيّارة وقاما بزرع العبوة.
وعند السّاعة السادسة من صباح اليوم التالي، عاد الثلاثة إلى مكان زرع العبوة، حيث طلب «البريص» من محمّد التوقّف أمام مغسل للسيارات لمراقبة الطريق في حال قدوم دوريّة للجيش من ساحة الجمرك باتجاه حيّ السبيل ثمّ إلى طريق الجفر، وذلك لإفادة «البريص» عبر الاتصال به وإقفال الخطّ.
في هذا الوقت، كان «أبو علي» قد توجّه على متن دراجة ناريّة من نوع «كروس» حمراء اللون إلى الجهة الأخرى من الطريق وذلك لمراقبة الطريق في حال مجيء دورية للجيش من رأس السرج إلى وراء الجفر.
وبعد مرور نحو نصف ساعة، حضرت آلية للجيش من نوع «ريو» من الجهة التي كان يراقبها «أبو علي»، فتلقّى محمّد رسالة نصيّة من «البريص» مضمونها: «دوِّر وفلّ». بينما توجّه «أبو علي» باتجاه «البريص» لاصطحابه معه على دراجته.
ولدى وصول الدوريّة إلى نقطة قريبة من مكان العبوة، قام «البريص» بتفجيرها بواسطة جهاز تحكُّم عن بُعد.
هذا ما رواه محمد في إفادته الأوليّة، التي اعترف فيها أيضاً بأنّ «أبو علي» الذي كان يبيت في منزله في بعض الأحيان، أخبره أنه «البريص» يركن في محلّه سيارتين قام «كهروب» وشخص اسمه خليل بتفخيخهما، الأولى من نوع «كيا» ريو لون فضيّ والثانية من نوع «فولفو» سوداء اللون.

لينا فخر الدين - السفير - 

  • شارك الخبر