hit counter script

أخبار محليّة

بو صعب: الجامعة اللبنانية نموذج لشراكة تتكرس مع الإستحقاق الرئاسي

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 16:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيم ظهر اليوم، في الجامعة اللبنانية - مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث - قاعة الاحتفالات، احتفال تسليم وتسلم بين الرئيس السابق للجامعة الدكتور عدنان السيد حسين والرئيس الجديد الدكتور فؤاد أيوب، في حضور رنده بري ممثلة الرئيس نبيه بري، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثلا الرئيس تمام سلام، النائبة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية كميل حبيب ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النقيب طوني زينون ممثلا النائب العماد ميشال عون، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري، مدير كلية القيادة والاركان العميد الركن علي مكي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزير السابق عدنان منصور، نقيب المحررين الياس عون، العقيد موسى كرنيب ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المقدم نجم الاحمدية ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المقدم انور حمية ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، المفتي الشيخ عبد الامير شمس الدين ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيسة رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتورة راشيل حبيقة وعدد من الملحقين الثقافيين في السلك الدبلوماسي واعضاء مجلس الجامعة اللبنانية وعمداء الكليات ومديري الفروع وشخصيات اكاديمية وفكرية واجتماعية وحشد من الاساتذة والطلاب.

بداية النشيد الوطني ونشيد والجامعة عزفتهما موسيقى الجيش، فكلمة ترحيبية من عريف الاحتفال الدكتور انطوان شوفاني، ثم تحدث السيد حسين فقال: "نحن اليوم في مناسبة جامعية راقية، نوجه التحية والتقدير للرئيس الجديد لجامعتنا الدكتور فؤاد أيوب، راجين له وللجامعة كل تقدم ونجاح، ومتضرعين إلى الله كي يحفظ جامعتنا ولبنان. تعود بنا الذاكرة إلى يوم الرابع عشر من تشرين الأول 2011 يوم تسلمت مسؤولية الرئاسة من الأستاذ الدكتور زهير شكر، قلنا في ذلك اليوم: "على الرغم من أزمتنا الداخلية الممتدة منذ العام 1975، التي خلفت جراحا ومآسي، بقيت الجامعة اللبنانية موئل العلم والوطنية. نافست أعرق الجامعات في لبنان والخارج، وقادت عملية الإنماء البشري في الريف وعلى مساحة الوطن. جامعتنا الوطنية هي الجيش الثاني، المؤهل بحكم القانون والاختصاص لتحقيق الترقي الاجتماعي، وتعظيم الإنتاج، وتحقيق تكافؤ الفرص بعيدا من الفئوية المدمرة للذات والآخر. إنها البيت اللبناني العريق".

اضاف: "وفي هذه المناسبة لا أجد مبررا لسرد الأعمال التي قامت بها جامعتنا، وهي بلا شك غنية ومؤثرة في مسارها. فالتقرير السنوي الذي أنجزناه إنفاذا لقانون الجامعة كاف للاجابة على مدى خمس سنوات من النضال اليومي. حسبنا التوقف عند كل من ساهم في هذه النتائج والأعمال الجامعية بالشكر والعرفان، وبالدعوة المخلصة إلى مزيد من المتابعة لمشاريع بدأ تنفيذها، أو هي ما تزال في طور التخطيط أو التفكير. بيد أن هذا الحفل لا يسمح بسرد كل الأسماء التي ستبقى في ذاكرة الجامعة نبراس هداية. شكرا لكل من ساهم من أساتذة الجامعة وصولا إلى عمدائها ومديريها. وتحية للموظفين المخلصين الذين انتموا إلى الجامعة الوطنية وافتخروا بمستواها الأكاديمي، شكرا للذين ساعدوا في تطبيق قانون المجالس التمثيلية لأول مرة من القاعدة إلى القيادة وبالانتخاب، من ممثلي الأساتذة ورؤساء الأقسام إلى مجالس الفروع والوحدات إلى المديرين والعمداء إلى مجلس الجامعة، إلى ترشيح خمسة أساتذة لرئاسة الجامعة وبطريقة الانتخاب لأول مرة منذ العام 1990. تحية إلى من عمل لتطوير المناهج والبرامج الأكاديمية والأنظمة الداخلية للوحدات الجامعية، وكان آخر تعديل لها حصل في العام 2000. والتقدير للمجهودات الكبرى التي بذلها الأساتذة من أجل تفرغ عدد كبير منهم ثم قبول موجبات قانون التفرغ على نطاق واسع، وذلك كان متوقفا منذ بداية الأحداث المؤلمة في العام 1975".

وتابع: "نعتز بما تحقق في تعظيم عملية البحث العلمي على المستويين الاستراتيجي والتنفيذي، وفي مجال إطلاق مراكز الأبحاث وتفعيلها، وفي ربط العملية البحثية بالمجتمع من خلال الوزارات المعنية ومؤسسات القطاع الخاص. لقد باتت كتلة وازنة من علماء الجامعة العاملين والمتقاعدين معا في ورشة بحثية غير مسبوقة نرجو لها الصعود الدائم. ولما تراجع مستوى التعليم في بلادنا وتراجعت معه اللغات العربية والأجنبية نهض مكتب تنسيق تدريس اللغات ليردم الهوة اللغوية والثقافية بين مرحلة التعليم ما قبل الجامعي ومرحلة التعليم العالي. وما تزال مهام هذا المكتب مطلبا استراتيجيا لحماية التعليم العالي في لبنان وفق معايير الجودة العالمية. إن اختيار جامعتنا من بين خمس مؤسسات وإدارات عامة للحصول على دعم برامج الجودة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة الدولة للتنمية الإدارية لهو أمر لافت. علينا متابعة أعمال اللجان المتخصصة بضمان جودة التعليم في إطار الانفتاح على التجارب العالمية، وهنا تمكن مكتب العلاقات الخارجية من الإسهام في هذه العملية الراقية في الوقت الذي فتح آفاق التعاون الأكاديمي والبحثي والثقافي مع جامعات الصين وروسيا وإيران وإيطاليا فضلا عن تعزيز العلاقات التاريخية مع الجامعات الفرنسية في إطار الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF".

واردف: "ما كانت هذه الأعمال لتحصل لولا التفاعل المستمر مع الوحدات والفروع الجامعية في أكبر وأعمق مناقشة حصلت بين رئيس الجامعة والأساتذة والموظفين وقطاعا واسعا من الطلبة على امتداد لبنان. نحيي الذين أعادوا لاحتفالات التخرج وحدتها في الكلية الواحدة، والفنيين الذين أوجدوا الشهادة الموحدة للتخرج. وللذين ساهموا في يوم الجامعة، يوم السابع عشر من نيسان، ليكون يوما وطنيا يشهد على وطنية الجامعة ونهضتها الفكرية في إطار المواطنة الحقة التي نحتاج لهؤلاء كل التقدير. ولا ننسى يوم افتتاح العام الجامعي في بدايات تشرين الأول للتذكير بالمهام، ولتوحيد الجهود في إطار استراتيجية التطوير. شكرا للقانونيين والإداريين الذين أنتجوا أكبر عدد من القرارات والتعاميم والمذكرات التنظيمية منذ أن نشأت جامعتنا في العام 1951 ووضعوا مشروع قانون جديد لتنظيم الجامعة اللبنانية استنادا إلى تراثنا القانوني".

وقال: "شكرا للعاملين في مركز مصادر المعلوماتية الذين نقلوا الجامعة من الملفات الورقية إلى المكننة وصولا إلى التسجيل online هذا العام. شكرا للجان الأكاديمية والإدارية والمالية، وبينهم اللجان المنبثقة عن مجلس الجامعة في البحث العلمي والتطوير وفي الإدارة والقانون. شكرا لكل من ساهم في إبراز صورة الجامعة بعيدا من التضليل عندما تعرضت جامعتكم من رئيسها إلى مسؤوليها لأبشع حملة تحريض منظمة بهدف منعها من النهوض. شكرا لمن ساهم في تثبيت أكثر من 250 موظفا من الفئة الثالثة في الملاك الإداري والفني، ولمن شارك في دورات التأهيل والتدريب. شكرا للطلبة الذين انخرطوا في عملية تقييم الأساتذة الجامعيين وفق معايير عالمية رصينة، وذلك لأول مرة منذ أن توقفت في العام 1975. وآن لهؤلاء أن يُنشئوا اتحادهم الوطني في إطار وحدة الجامعة. وتحية لكل من ساهم في إطلاق المنشورات والمجلات المتخصصة القديمة التي كانت متوقفة، والجديدة المبتكرة في إطار التحكيم البحثي".

اضاف: "في هذه المناسبة، أحيي المركز الصحي الجامعي مؤسسة ناهضة على عاتق كليتي العلوم الطبية والصحة العامة، ومركز مراقبة جودة الغذاء والدواء بالتعاون مع وزارة الصحة العامة. إنهما معلمان من معالم ربط العلوم التطبيقية بالمجتمع ومؤسسات الدولة، ومصدران للتمويل الذاتي. ما كانت هذه الأعمال، وغيرها، لتنجز لولا التعاون مع مجموعات من الخبراء والعلماء من جامعتنا، ولولا الدليل الاستراتيجي الذي وضعناه في العام 2012 استنادا إلى التجارب السابقة كافة، ولولا الانفتاح على التجارب العالمية".

وتابع: "يا اهل الجامعة اللبنانية، أنتم المسؤولون عن تعزيز القيم الإنسانية بين المواطنين بحكم القانون، فلا نتراجع عن القيم الاجتماعية الواحدة في المواطنة والعمل للخير العام والنبل والوفاء. ومهما تفشت المحاصصة والزبائنية ومظاهر الفساد في بلادنا وسط الحريق الهائل في الشرق الأوسط، تبقى حقيقة الشعب اللبناني لا الجماعات اللبنانية حقيقة قائمة. وحتى نحمي جامعتنا الوطنية من المخاطر والعواصف، أطرح أمامكم ثلاث توصيات للعمل بها، وأعتبرها أولويات استراتيجية مباشرة:

أولا، الدفاع عن استقلالية الجامعة واستعادة صلاحيات المؤسسة العامة المستقلة أكاديميا وإداريا وماليا. استعيدوا الرسوم المستوفاة من الطلبة لصالح الجامعة، ولنضع حدا لتخفيض الموازنة سنويا. لنعمل معا من أجل استعادة صلاحية الجامعة في تعيين الموظفين طالما أن مجلس الجامعة يقوم بمهام مجلس الخدمة المدنية وهيئة التفتيش المركزي. أما صلاحية التعاقد مع أساتذة جدد فهي للجامعة، بل لا توجد جامعة في العالم تعطي هذه الصلاحية لأي سلطة كانت. ولنحافظ على صلاحيات رئيس الجامعة حتى يقوم بمهام الإدارة والمهام الأكاديمية، ولنحترم قرارات مجلس الجامعة في تجديد عضويته حسب القانون لا أن نقع في الفراغ كما حصل منذ العام 2004"، إن علاقة الجامعة بوزارة الوصاية ليست علاقة التبعية الإدارية وإلا فقدت المؤسسة العامة المستقلة مقوماتها، وكيف إذا مورست الضغوط على الجامعة كي تنخرط في تبعية سياسية أو غيرها؟ علاقة الوصاية يحددها القانون، وهي في جوهرها رفع مطالب الجامعة إلى مجلس الوزراء والدفاع عنها. ولن تتحقق هذه العملية إلا في إطار التعاون واحترام القوانين والأنظمة النافذة التي تؤكد استقلالية الجامعة كي تقوم بوظائفها".

واردف: "ثانيا، إنشاء المجمعات الجامعية في جبل لبنان والشمال والبقاع والجنوب على غرار مجمع الحدث. المجمعات الجامعية بديلا عن الأبنية السكنية المتهالكة، وكيف إذا عرفنا أن بدلات الإيجار السنوي وما يلحقها من صيانة تصل إلى عشرين مليار ليرة؟ المجمع الجامعي مساحة تفاعل ثقافي وعلمي ووطني بين الطلبة. والمجمعات مسألة مطروحة منذ عقدين، فلماذا التأجيل وتشويه صورة الجامعة في أبنية متناثرة لا تراعي شروط جودة التعليم. تستأهل أولوية بناء المجمعات تحركا جامعيا عاما في إطار ما يسمح به القانون، إنها مسؤولية كل مكونات الجامعة في وضع خطة عمل ضاغطة لإنجاز هذا الهدف الكبير.
ثالثا، تلبية حاجة الجامعة إلى موظفين جدد في الإدارة والمعلوماتية والمحاسبة. لقد تقاعد أكثر من ثمانمائة موظف خلال العقدين الماضيين، في الوقت الذي ارتفع عدد الطلبة من خمسين ألفا إلى أربعة وسبعين ألفا، ووصل عدد الفروع الجامعية إلى 49 فرعا، لا بل نشأت كليات جديدة ومعاهد جديدة للدكتوراه واختصاصات جديدة. إن التذرع بالمناصفة الطائفية سببا لعدم إدخال موظفين جدد إلى جامعتنا عن طريق المباراة أمر مرفوض في الدستور والقانون، لقد حافظت جامعتنا في كل مستوياتها على التعدد الديني والمذهبي طوال عهودها المختلفة، وهي التي تعرف كيف تستمر جامعة وطنية جامعة".

وختم: "يا أهل الجامعة اللبنانية، أسلم رئاسة الجامعة إلى رئيس جديد في ظروف صعبة على المستوى الوطني، آملا من أهل الجامعة مساعدته كي يقوم بمهامه. ونحن معه في هذه المسيرة الشاقة والطويلة سندا ومدافعا. واسمحوا لي أن أنهي كلمتي بما قاله الرئيس الأسبق المرحوم الدكتور أسعد دياب، وهو القاضي والوزير، يوم تسليم الرئاسة للدكتور إبراهيم قبيسي في تشرين الأول سنة 2000، حيث قال:
" نود لفت نظر المنتقدين الذين ينادون باستقلالية الجامعة وتطويرها، ونحن رواد هذه المناداة والمدافعون عنها بقوة إلى أن التشهير يسيء للجامعة نتيجة المعلومات السلبية غير الدقيقة التي تنشر قبل التحقق الموضوعي من صحتها. إنه أسلوب يضر ولا يطور . إن الحرص على إصلاح المؤسسة لا يكون بالخروج عنها، وإنما من ضمن المؤسسة ذاتها، وهذا هو العمل المؤسسي الصحيح الذي يجب أن يعي الجميع أهميته، ويتعاونون على تحقيقه لأنه من صميم آداب كل مهنة، ومن مناقبية المنتسبين إليها".

وبعد عرض وثائقي عن شخصيته ومسيرته العلمية والاكاديمية، قال أيوب:"في هذه المناسبة، اسمحوا لي أولا أن أعبر عن امتناني للتوافق الذي شكل حالة إجماع على تعييني في منصب رئاسة الجامعة. كما أتوجه بالشكر إلى دولة الرئيس نبيه بري، وإلى الحكومة بشخص رئيسها دولة الرئيس تمام سلام وسائر الوزراء، وأخص بالذكر معالي وزير التربية الياس بو صعب... إلى هؤلاء جميعا أتوجه بالشكر، على الثقة التي منحوني إياها. وأيضا، أشكر كافة الفرقاء السياسيين، ومجلس الجامعة، رئيسا وأعضاء، وكل من وقف إلى جانبي، من أهل وأصدقاء وأساتذة وطلاب وجمعيات وجهات نقابية، على تأييدهم لي في تحمل هذه المسؤولية، والوصول إلى هذا المنصب. وأسأل الله أن يوفقني إلى أداء هذه الأمانة الغالية، وأن أكون عند حسن ظن الجميع والوطن".

أضاف: "لا يخفى على أحد من أبناء الوطن أهمية الجامعة اللبنانية، بما هي صرح وطني وأكاديمي أنيط به جانب كبير من مهمة النهوض الحضاري في لبنان، حيث أن الجامعة هي المؤشر لصحة الشأن العلمي والمعرفي والثقافي وسلامته في البلاد. وهي المعنية أولا بمواجهة التخلف والجهل والفوضى والاحتراب. مما تقدم، أجد أن المسؤولية الملقاة على عاتقي، إلى جانب أهل الجامعة، هي مهمة جسيمة، تستدعي مني استنفار الطاقات كافة، والعمل بشكل متواصل، من أجل الارتقاء بالجامعة نحو الأفضل، استكمالا للمشوار الذي بدأ به المؤسسون والرؤساء السابقون، وكان آخرهم الرئيس الدكتور عدنان السيد حسين".

وأكد أن "الجامعة اليوم، بالرغم من دورها الرائد والمحوري على صعيد التعليم العالي في لبنان، وبالرغم من التقدم الذي حققته على مختلف المستويات الأكاديمية والبحثية والإدارية، إلا أنها تمر في ظروف صعبة، لأسباب مختلفة، منها ما يتصل بالمرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها البلاد، ومنها ما يعود إلى إهمال السلطة لها. بالإضافة إلى أسباب ذاتية على صلة بضعف الإمكانات المادية والإدارية المتوافرة لدى الجامعة، قياسا إلى حجم المهام المطلوبة منها.
بناء عليه، نحن نتعهد أمام الجميع أننا لن ندخر جهدا خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بالجامعة من الواقع الذي تعيشه، إلى مستوى الطموحات. ولسوف نعمل على إعادة بناء الجامعة، من خلال الحرص على إعداد العنصر الأكاديمي الأفضل والمتمثل بالطاقات التعليمية المثلى، وعلى دعم العمل البحثي، وتنويعه في مختلف المجالات، ومحاولة ربطه بالاحتياجات العملية للبلاد. هذا إلى جانب إيلاء عناية خاصة بالطالب، وتوفير كل المقومات التي تساعده على الدراسة في أفضل الظروف، بوصفه الغاية من وجود الجامعة، وثمرة جهودها. فضلا عن الجهود التي سوف نبذلها في تشكيل الجهاز الإداري في الجامعة، وملء الفراغات بالطاقات المميزة، على قاعدة الكفاءة، والشخص المناسب في المكان المناسب".

وتوجه إلى "كل اللبنانيين بالقول: إن الجامعة أمانة في أعناقنا جميعا. المطلوب من الجميع، دعمها والوقوف إلى جانبها لتكون في طليعة الجامعات في لبنان والمنطقة، وذلك من أجل ضمان مستقبل لبنان وأبنائه. فالمطلوب العمل على توفير الظروف المساعدة لها، والإجماع حولها، لتصبح مؤسسة وطنية وأكاديمية تليق بأبنائنا، وتساعد على تأمين فرص العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم وطاقاتهم.
أما السياسيون، فأنا أدعوهم، بكل إيجابية ومحبة، للوقوف إلى جانب الجامعة، والعمل على توفير ما تحتاج إليه من دعم مالي وموازنات، والعمل أيضا على تحييدها عن التجاذبات والخلافات السياسية، وذلك على قاعدة تسخير السياسة في خدمة الجامعة، وليس تسخير الجامعة لأغراض سياسية. وإذا كان لبنان وطن التعدد والتعايش، فإن الجامعة موطن التوحد والانصهار. ففي الجامعة اللبنانية لا انحياز الى طائفة أو مذهب أو حزب أو فئة. الجامعة على مسافة واحدة من الجميع. وهي لا تنحاز إلا للمعايير الأكاديمية والوطنية والإنسانية. رسالة الجامعة هي صناعة الانسان المتعلم، المثقف، وإشاعة قيم المواطنة والمحبة والتسامح، وليست مكانا لترويج الانقسام والكراهية والعصبية".

واردف: "أما رسالتي إلى أهل الجامعة، من أساتذة وطلاب وموظفين، فهي التكاتف والتعاون بين الجميع... والتعامل بإيثار ومثابرة وإيجابية، والتحلي بروح الصبر والاجتهاد، والعمل كخلية نحل، وفريق عمل جماعي، والتنافس لصالح الطالب والجامعة، كل من موقعه، وذلك في سبيل تطوير الجامعة وتحصينها، والوصول بها إلى أهدافها السامية. فالجامعة هي بيتنا الكبير ووطننا الصغير، وهي انتماؤنا الجميل، وهويتنا الناصعة التي نحرص على التمسك بها، والحفاظ على أصالتها".

وقال: "عهدي إليكم يا أهل الجامعة أن أتعامل بصدق وتفان وإخلاص وأمانة وشفافية مع كل شأن من شؤونها. وأود التأكيد أن الحفاظ على القوانين، والتزامها، هو البوصلة التي سأهتدي بهديها في كل صغيرة وكبيرة. كما أجد أن من مهامي الأساسية في الجامعة بالتعاون مع مجلسها الكريم، المحافظة على أموالها ومواردها وأصولها، ومنع الهدر، ومحاسبة الفاسد، ومواجهة الظالم، إلى جانب مكافأة المخلص، والوقوف إلى جانب المظلوم".

أضاف: "نحن نعلم أننا أمام مهام شاقة وصعبة. لكن، متى توافرت الإرادة الصلبة، والإدارة الجيدة، مع التفاني والإخلاص في العمل، فمن الممكن عندئذ بلوغ المطلوب، وتحقيق المرتجى، بالرغم من تواضع الإمكانات المادية.. على هذا الأساس، لا بد من التأكيد أن إدارة الجامعة، بالتعاون مع مجلسها وسائر العاملين فيها، ستكون في خضم ورشة عمل تهدف إلى تنظيم شؤونها في مختلف المجالات، وتحديدا على صعيد اعتماد اللامركزية الإدارية، وملء الشغور في الوظائف، مع إعطاء الأولوية في التوظيف لذوي الاحتياجات الخاصة عملا بالقانون 220/2000.إلى جانب العمل على تثبيت المستحقين من الأساتذة المتعاقدين، بما يتناسب مع الاحتياجات التعليمية في الجامعة. هذا مع العمل على بناء المجمعات المركزية في المحافظات، والحد من اللجوء الى استئجار المباني. بالإضافةإلى العمل على إجراء انتخابات الطلاب، وإدخال مندوبيهم إلى مجلس الجامعة،عندما تتوفر الظروف المؤاتية لذلك. هذا كله، عدا عن خوض معركة استرداد كامل صلاحيات الجامعة من مجلس الوزراء، والنأي بها عن التجاذبات السياسية في توجهاتها، وقراراتها...على أمل أن يؤديكل ذلك إلى انتظام شؤونها على أكمل وجه، وإلى رفع مستواها التعليمي في مختلف المجالات، حيث يبقى هذا الأمر هو المؤشر الأساسي على النجاح أو الإخفاق".

وتابع: "لقد تعلمت خلال مدة سبع وعشرين سنة من عملي في الجامعة اللبنانية، أنها تظل في حالة عطاء للجميع، حتى لو كانت تعيش الإهمال، والتقشف، وقلة الاهتمام. لكنها في المقابل، تعطينا أفضل ما لديها عندما نبذل من أجلها جهودنا المخلصة، وعندما نعمل لخدمتها بمحبة وكفاءة وإخلاص. هي جامعتنا الوطنية التي لا بديل منها، وهي التي تجمعنا على العلم والمعرفة والعمل المفيد. نهوض لبنان لا يكون من دون جامعته الوطنية، كما لا نهوض للجامعة الوطنية من دون التفاف اللبنانيين جميعا حولها، ودعمهم لها".

وختم: "تجدر الإشارة إلى أن كل ما تقدم هو بمثابة عناوين عريضة سيجري العمل على تفصيلها والحديث عنها في مناسبات لاحقة، إلى جانب عناوين أخرى. وإننا منفتحون على كل اقتراح إيجابي مثمر، وكل ما فيه خير للجامعة وطلابها وأساتذتها والعاملين فيها.
أشكر لكم حضوركم، وآمل أن تبقوا ملتفين دائما حول الجامعة وأهلها".

من جهته، قال بو صعب: "اشتاقت البلاد إلى احترام المواعيد في التناوب على رئاسة المؤسسات، واشتاقت المؤسسات إلى تكريس انتقال المسؤوليات بصورة طبيعية. وها هي الجامعة اللبنانية تشكل المثال والقدوة في احترام المواعيد وفي تسليم المسؤوليات، من رئيس سابق إلى رئيس جديد".

أضاف: "الجامعة اللبنانية كبرى المؤسسات الوطنية، ومقلع الموارد البشرية المتمايزة، والحصن المنيع ضد كل أشكال التفرقة والتمييز، كانت منذ اليوم الأول لتسلمي مهام وزارة التربية والتعليم العالي، في رأس أولوياتي، وسوف تبقى اليوم وغدا تحتل مساحة مهمة في تفكيري واهتمامي. هذه المؤسسة العظيمة هي مرآة للبلاد في صورتها الجميلة، وهي الرائدة في ترسيخ احترام القوانين والأنظمة والأعراف والتقاليد الجامعية، يتسلم مقاليد رئاستها اليوم الدكتور فؤاد أيوب من الرئيس السابق الدكتور عدنان السيد حسين الذي نشكره على جهوده في السنوات الخمس المنصرمة التي قمنا بها بالكثير من الإنجازات وأولها تفريغ الأساتذة وثانيها تعيين العمداء بالأصالة، حتى أصبحت الجامعة سيدة قرارها".

وتابع: "إن الكثير من المهام تنتظر الرئيس أيوب، ومنها ملء الشغور في مواقع ستة عمداء بلغوا سن التقاعد، ومتابعة ملء الشواغر في الجامعة لجهة الملاك والتفرغ، ووضع الطاقم الإداري والفني في الموقع الملائم. إنني أبني الآمال الكبار على الإستعدادات التي يعبر عنها الرئيس الجديد، وإنني متأكد من عزمه وإرادته في تحقيق قفزة نوعية تهدف إلى تطوير الجامعة وتحديث مناهجها وانتقال كلياتها وأساتذتها إلى العصر الرقمي، لكي تصبح جامعة تضيف إلى مصادر العلم أبحاثا وتسجل إكتشافات، وتدخل من باب الجودة إلى الترتيب العالمي الذي يليق بها".

وأردف: "إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية بات على الأبواب، والبلاد تعيش جوا من عودة الأمل، لكي يتنفس المواطنون الصعداء، وتتحرك عجلة المؤسسات الدستورية، وفي هذا الجو دفع كبير لتنشيط عمل الجامعة وتسهيل مهامها، لكي تلعب دورا بارزا في تطوير مرافق البلاد، وتأمين أفضل الكوادر والقيادات لكي تتسلم المسؤوليات في الدولة ومؤسساتها. الجامعات هي المؤسسات التي تستبق حركة المجتمع وتصنع التغيير، وإننا نعول على الجامعة اللبنانية برئاستها الجديدة لتكون رأس حربة في صنع الإستقرار، وفي حرية التعبير عن الرأي، وفي التخطيط لمستقبل البلاد وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة".

وتمنى على "العهد الجديد: الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، ان يكون عهد دعم الجامعة اللبنانية جامعة الوطن"، داعيا الى "إنشاء فروع للجامعة على مستوى كل المخافظات للتخفيف عن الطلاب عبء الانتقال والسكن في بيروت من اجل الحصول على العلم".

وقال: "الجامعة اللبنانية نموذج للشراكة الوطنية التي تتكرس راهنا مع الإستحقاق الرئاسي وبعده مع تشكيل حكومة جديدة تجمع كل المكونات اللبنانية، وتتعاون مع رئيس الجمهورية ومع المجلس النيابي من أجل إدارة البلاد وتعويض ما فاتها في الأزمة السياسية التي نأمل أن تكون انتهت إلى غير رجعة".

وشدد على "ضرورة استقلالية الجامعة لتستطيع اتخاذ قرارات تفريغ الاساتذة دون العودة الى مجلس الوزراء"، وقال: "نكاد ان نكون البلد الوحيد في العالم الذي يكون تفريغ الاساتذة فيه عبر مجلس الوزراء".

وختم: "إننا نبارك للرئيس الجديد للجامعة الدكتور فؤاد أيوب لمناسبة تسلمه مهام الرئاسة رسميا، ونكرر الشكر للرئيس السابق الدكتور عدنان السيد حسين، ونعاهد الجامعة أينما كنا في المسؤولية بأن نبقى إلى جانبها، ندافع عن قضاياها، ونسهل مسيرتها لكي تبقى المؤسسة النموذج في لبنان ويتوسع دورها وانتشارها لكي تقدم التعليم المتمايز إلى كل اللبنانيين".  

  • شارك الخبر