hit counter script

باقلامهم - الدكتورة ريتا الصياح نعمه

اللبناني والـ Défaut de fabrication

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


الله خلق اللبناني، وخلق معه "النكد" وميزة "تركيب المقالي". لايعجبه العجب، رأيه هو حقيقة مطلقة، استنتاجاته تحاليل صائبة. يتأفف اذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية بسبب الانقسام السياسي "لو بيتّفقوا شو بريحونا"، ولا يعجبه اذا ما اتفق الأخصام على هوية الرئيس العتيد "بشرفكن...هلق صاروا يحبوا بعض عاملين حالن". اذا عَملت الدولة على تزفيت طريق أو اصلاح شبكة هاتف "بقيموا القيامة..عملولنا عجقة سير مش طبيعية"، واذا تقاعصت أية وزارة عن أداء واجباتها، ينزلونها "من المنخل". حتى ملكة جمال لبنان، من 30 سنة حتى اليوم، لا تعجبهم. اذا ما كان شكلها طبيعي "غير مُعدّل"، يقولون أنها "مش خرج"، واذا كانت قد خضعت لعملية تجميل، يقولون أنها "مش خرج". "الناصح لازم يضعف"، و"الضعيف...كتير ضعيف ولوو". القصير "حرام الله لو يعطي شوية طول"والطويل "شي ومنو الطول"،الخ.

الكل حوله لتشريحه ومناقشته وتحليله وتمليحه وتبهيره، معين، يجتمع Theme بات للصبحيات والمسويات والدردشات اليومية
مستعينين أحيانا بمواقع التواصل الاجتماعي "لكبّ السموم" ونشر الاهانات والتطاول على الناس و"تلطيشهم" ...
ضمن اطار محاضرات جامعية عن فن التواصل بين الحضارات والثقافات المتعددة، نعلّم طلابنا على عدم الثقة بالمظاهر وعدم الاستسلام للأفكار المسبقة، بل نحضّهم على الاعتراض على "قفشة" أراد صاحبها استعراض هضامته على حساب الناس وكراماتهم وسمعتهم، نشجّعهم على تثقيف أذهانهم والنظر الى روح الشخص والتعرف اليه قبل الحكم عليه ومحاكمته غيابيًّا ، مهما كان لونه، دينه، عرقه، ميوله الجنسية، جنسه... فكيف حال شخص أو موضوع "منّا وفينا"، يعني "من عظام الرقبة"؟!
حب الدراما والتشويق و"ومين بجيب أبشع خبرية اليوم"...كلها منافسة على ثرثرات تضج بفراغها، وتبني لمستقبل فارغ من المضمون، تحكمه السخافة وقلة العقل.

 

  • شارك الخبر