وانا اتنقل بين عدد من الشوارع اللبنانية وجدتني استلّ جوالي، مستعينا بكاميراته، لالتقاط مجموعة من الصور لمناظر أخّاذة.
كسائح تأسر عينيه مشاهد ساحرة، فيقرر ايقاف عجلة الزمن بأمر من عدسته الصغيرة ليوثّق ما أسرت نظراته لهفة الى ما هو مختلف، على الرغم من أن رحلتي بين هذه الشوارع ليست الاولى بل هي تكاد تكون طقساً يوميا امارسه، قسرا او طوعاً.
في منطقة الحمراء كانت المحطة الاولى، حيث وثّقت ومن دون هدف محدد اول صورة لاكياس النفايات المكدسة على الطرقات، لاستعين بكاميرتي مرة اخرى والتقط صورة للنفايات المبروزة على كورنيش المزرعة، فمنطقة الطيونة بعدها، وكنيسة مار مخايل، كما هو الحال في الدورة، ومحيط السفارة الكويتية وخلدة.
انتهى بي الامر، بمحصلة من صور النفايات التي تزيّن عددا من الشوارع اللبنانية، وخطرت لي خاطرة، أن اجمعها في البوم انشره واذيّله بعبارة "بعدستي"، الا ان فكرة اجمل راودتني:
لماذا لا تقيم الدولة اللبنانية مسابقة تحمل اسم اجمل صورة "زبالة"؟ يتقدم اليها عدد من الراغبين ممن التقطوا صورا تخضع للمواصفات والمعايير المناسبة، يختار منها مجموعة من الصور، توضع على الطوابع البريدية، ويقيم مجلس الوزراء احتفالاً ضخماً، احتفاء بهذا الانجاز العظيم، وطبعا يمكن ان نتقدم بهذا الانجاز الى غينيس، تحت عنوان اضخم واجمل تجمع للنفايات في دولة في القرن الواحد والعشرين، من دون ان ننسى وجوب ربط هذا الانجاز بالمجلس الوزاري القائم.
منشغلون انتم برأس الهرم، وفي آخر حساباتكم القاعدة الشعبية الغارقة بنفايات من انتاجها.
فهنيئاً لنا ولكم، هذا النجاح والازدهار، في بلد اردناه على صورتنا.
أخبار ذات صلة
