hit counter script

أخبار محليّة

تطمينات عونية للقاهرة: انفتاح على السنّة... والعرب

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تقارب مصر دورها المقبل في لبنان في إطار رؤيتها لدورها الأكبر في المنطقة، والواقع أن القاهرة كانت قد بدأت بتدشين هذا الدور قبل فترة، وهي التي تنظر الى لبنان باعتباره بوابتها الى المنطقة الشرقية.
ذلك ليس غريباً عن مصر التي ترى أن لبنان يشكل جزءاً من الأمن القومي المصري، ومتى كان سليماً، فإن ذلك سينعكس سلامة في الجسد المصري. لذلك، فإن استقرار لبنان يعدّ حيوياً بالنسبة الى القاهرة التي تحركت في الأسابيع الأخيرة، على خط معالجة الأزمة اللبنانية، من بوابة الرئاسة.
ويقول متابعون للعلاقات المصرية اللبنانية، إن ثمة مخاوف اعترت القاهرة في الفترة الأخيرة على الاستقرار اللبناني انطلاقاً من واقعه الأمني الهشّ، بعد معلومات وردتها عن محاولات للعبث بالأمن اللبناني، كما سرت مخاوف في القاهرة عن الاستقرار الاقتصادي والمالي للبنان.
وكان من الضروري للقاهرة أن تتحرك. وقد مثلت زيارة وزير خارجيتها سامح شكري للبنان قبل نحو شهرين، مؤشراً الى اهتمامها بالتوصل الى تسوية رئاسية.
لم يعلن شكري في زيارته عن اسم مرشح القاهرة للرئاسة، وهو أكد في جولته على المسؤولين الرغبة بحل لبنان داخلي وبرئيس جامع للبنانيين.. لكن، كان لافتاً للنظر، خلال الأسابيع الماضية، زيارة شخصيات مصرية للعماد ميشال عون في الرابية، بعيداً من الإعلام.
مثلت تلك الزيارات محاولة «جسّ نبض» حيال المواقف التي سيتخذها عون في حال وصوله الى الرئاسة. كان من الواضح أن القاهرة قد رصدت توجّس الشارع السني من عون، مثلما تابعت حذر بعض الدول العربية من وصول «الجنرال» الى الرئاسة، وقد خرج الزوّار المصريون من الرابية بـ «انطباع إيجابي» عن العلاقة التي سينسجها «الجنرال» مع الطائفة السنية.
ومصر، المسكونة بهاجس مواجهة التطرف والتكفير على الساحة السنية، تريد تقوية خط الاعتدال داخلها في لبنان، وهي تنتظر زيارة قريبة للرئيس سعد الحريري بعد أن تم تأجيل زيارته التي كانت مقررة في 22 الشهر الحالي «بسبب تداخل المواعيد».
وقد أعلن الزوّار المصريون للرابية عن رغبتهم بتحصين رئاسة الحكومة اللبنانية، سياسياً وشعبياً، خلال العهد الجديد، انطلاقاً من خشيتهم على الاستقرار اللبناني، ذلك أن لمصر مخاوفها من انتقال الإرهاب واللااستقرار الى المشهد اللبناني، خاصة من البوابة السورية.
ويشير المتابعون الى تلقي المصريين تطمينات عونية حيال نقاط ثلاث: العلاقة بالسنة، تحصين رئاسة الحكومة والعلاقة مع العالم العربي. علما أن القاهرة تريد من عون أن يكون رئيساً جامعاً لكل اللبنانيين، يؤمن بمؤسسات الدولة، ويساهم في تفكيك أزمات البلاد، ربطاً بالوضع الإقليمي البالغ الدقة.
يأتي ذلك في ظل مرحلة بالغة الأهمية على صعيد الدور العربي لمصر التي تنظر الى لبنان جزءاً من خاصرتها العربية الشرقية إضافة الى سوريا والأردن، تلك الخاصرة المهددة بوحدة أراضيها كما من قبل الإرهاب التكفيري الذي تجب مواجهته خارج الحدود المصرية قبل أن يلج الى مصر ويهددها باستقرارها ووجودها. علماً أن الخاصرة الأخرى يشكلها العمق الليبي الرازح أيضاً تحت خطر الإرهاب..
من هنا كان التحول في الموقف المصري مما يحدث في سوريا، الذي كان السبب الأكبر للخلاف مع بعض الدول العربية كالسعودية وقطر، في ظل الثوابت المصرية الثلاث: وحدة سوريا، حفظ الدولة السورية وحماية الجيش العربي السوري.
ويصف المتابعون السياسة المصرية الجديدة بأنها تشكل تحولاً استراتيجياً، سواء في علاقاتها العربية، أو في التطور الجاري في صلات مصر مع روسيا التي دلت عليها المناورات العسكرية الروسية المصرية الأخيرة.
يختصر المتابعون للدور الحالي للقاهرة، بأن مصر تبحث عن دور لها يفرضه عليها واقع كونها الدولة العربية الأكبر. وتخشى مصر من عملية جارية لتفتيت العالم العربي، وهي، إذ ترفض «الطموحات الإيرانية المزعزعة لوحدة الأراضي العربية»، تنظر بقلق الى «مطامع» تركيا في العراق، انطلاقاً من الموصل، وفي سوريا، عبر التدخل العسكري الفعلي، وتعمل على محاولة صياغة موقف عربي استباقي بوجه تلك المطامح، يفرضه عليها أمنها القومي.
من هنا، يأتي الاهتمام المصري بحلّ الأزمة في لبنان، وانفتاح القاهرة على مختلف الأفرقاء فيه. وليس الدور الحالي لمصر في لبنان مستجداً، فقد بدأ في شكل جزئي مع مساهمتها في انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس دار الفتوى، في ظل تفاهم إقليمي مع أكثر من قوة إقليمية، بينها السعودية وسوريا..

 

عمار نعمة - السفير - 

  • شارك الخبر