hit counter script

أخبار محليّة

عون رئيسا لن يسير بـ"أجندة أحد" وسيعطي بـ"المفرّق" ما رفضه في "السلة"

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يكن جفّ حبر خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله غروب اول من امس، والذي أطلق عبره «ضمانات كافية» لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب حليفه، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، حتى قام الأخير، يرافقه صهره رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل بـ «زيارة شكر» ليلية لنصرالله.

في البيان، الذي وزّعته العلاقات الإعلامية في «حزب الله» جاء ان اللقاء «استعرض آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، وخصوصاً ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي القائم وضرورة مواصلة الجهود لإنجاحه في أفضل الأجواء الإيجابية الممكنة».

ونقل البيان عن العماد عون قوله: «جئنا نشكر السيد حسن نصرالله على مساعدتنا في حلّ المشكلة التي كانت مستعصية في انتخاب رئيسٍ للجمهورية، وأعطى كل التسهيلات لحلّ هذه القضية، والحمدلله وصلنا الى نهاية سعيدة، ونتمنى ان تُستكمل الأمور، ودائماً كنا نجد كل مساعدة وكل تَسامُح في القضايا الوطنية».

وبدا عون في مسارعته لزيارة نصرالله وما قاله عن فحوى اللقاء، كمَن يردّ التحية بمثلها للامين العام لـ «حزب الله» الذي كان أعلن للتوّ في خطابه انه قدّم تضحية كبيرة جداً لضمان وصول عون الى الرئاسة، معلناً ان نواب حزبه سيصوّتون له بـ «أوراق مكشوفة».

غير ان هذا «العرفان بالجميل» من عون لـ «وفاء» نصرالله بتعهده لم يحجب الأنظار عن «الثقة المهزوزة» التي رافقت إدارة الشوط الأخير من المعركة الرئاسية، والتي يمكن اختصارها بثلاثة عوامل:

• ما يثار من «أخذ وردّ» حول طبيعة التفاهم الذي استجدّ بين تيار عون وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، والذي أفضى الى تجرُّع الأخير كأس ما وصفه بـ«المخاطرة الكبرى» في تبني ترشيح عون.

• بقاء الحليف «الأصلي» لـ «حزب الله» زعيم حركة «امل» ورئيس البرلمان نبيه بري خارج التسوية التي ستحمل عون الى الرئاسة، وهو الأمر الذي جعل «حزب الله» بين ناريْ حليفيْه، بري وعون.

• عدم الارتياح الذي لا يخفيه «حزب الله» حيال الدور الذي يضطلع به رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الى جانب العماد عون، وهو ما لمح اليه نصرالله في خطابه أول من أمس أكثر من مرة.

واذ بدا هذا المناخ وكأنه أصبح من الماضي، مع اكتمال النصاب السياسي لفوز عون بالرئاسة في الجلسة «شبه الأكيدة» للبرلمان نهاية هذا الشهر، فان أسئلة استباقية بدأت تُطرح حول المرحلة المقبلة، وما ستنطوي عليه من صراعات تلي التكليف المضمون للحريري تشكيل الحكومة الاولى في العهد الجديد.

وفي قراءة لأوساط واسعة الاطلاع في بيروت، ان عون الذي سيصل الى القصر متعباً لوجود معارضةٍ مرموقة له موزَّعة على البيئات الشيعية والسنية والمسيحية والدرزية، سيكون مضطراً لإعطاء بـ «المفرّق» ما رفضه بـ«الجملة»، اي «سلة الحل المتكاملة» التي تشتمل على الحكومة وتوازناتها وقانون الانتخاب، وهي السلّة التي كان اول مَن تحدث عنها نصرالله قبل ان يتمسّك بها بري.

وفي تقدير هذه الاوساط ان «حزب الله» الذي وفى بوعده للعماد عون عبر ضمان وصوله الى الرئاسة لن يكون ملزماً بأيّ تعهدات، وتالياً فان تحالفه مع الرئيس بري سيتقدّم على ما عداه، وخصوصاً ان المكاسب التي يطالب بها رئيس البرلمان ليست شخصية انما تعود الى المكوّن الشيعي في السلطة.

وفي رأي الأوساط عيْنها انه اذا كان وصول عون الى الرئاسة بركوب «الحصان الرابح» اي «حزب الله»، أنهى الفراغ الرئاسي، فمن المتوقع ان تبدأ مرحلة من التناحر السياسي بعدما نجح «خيار عون» في إحداث تَصدُّع في «8 و 14 آذار».

ورغم ان هذه الأوساط تبدي ميلاً واضحاً الى ان عون لن يمشي بـ «أجندة» أحد، لا «حزب الله» ولا سواه، فانها تبدو غير جازمة في الاتجاهات التي سيعتمدها زعيم «التيار الحرّ» الذي سيكون حريصاً على انطلاقة مريحة لعهده عبر توسيع نطاق التفاهمات.
"الراي"

  • شارك الخبر