hit counter script

أخبار محليّة

جلسة انتخاب الرئيس بعد أسبوع: خصوم عون يحشدون لـ"انتصارٍ سياسي"

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أسبوعٌ كاملٌ تماماً يفصل لبنان عن موعد الجلسة الحاسمة لانتخاب رئيسِ الجمهورية يوم الاثنين المقبل، بما يعني ان هذا الأسبوع يفترض ان يشكّل بداية الاستعدادات لاستقبال عهدٍ جديدٍ يضع نهايةً لحقبةِ الفراغ الرئاسي التي تمادت نحو سنتين وخمسة أشهر.

وعلى أهمية هذا التطور الذي تنحبس حياله أنفاس اللبنانيين، بدا المشهد الداخلي مضطرباً بقوّة في ظل العدّ العكسي النهائي، او المفترض انه نهائي، لانتخاب زعيم «التيار الوطني الحرّ» العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 الجاري، وسط التداعيات الرافضة لانتخابه من جهة، والجزم بأن انتخابه صار محسوماً من جهة مقابلة.

ذلك ان اكتمال عقد القوى التي ستؤمّن تَوافُر الاكثرية النيابية لانتخاب عون بات أمراً مبتوتاً واقعياً ولم يعد موضع تشكيكٍ من الناحية السياسية والعددية، ولكنه ينتظر موقف كتلة النائب وليد جنبلاط الذي تريّث في حسْم موقفه ولم يُصدِر أيّ بيان بعد اجتماع كتلته اول من امس في المختارة. ولكن المؤشرات ترجّح ان يعمد الى مماشاة انتخاب عون مع ترْك الحرية لثلاثة نواب على الارجح لن ينتخبوا زعيم «التيار الحر» أبرزهم النائب مروان حمادة باعتبار ان جنبلاط لا يمكنه تجاهل واقع مناطق نفوذه في الشوف وعاليه حيث يتداخل هذا النفوذ مع نفوذ الثنائي المسيحي «التيار الحر» و«القوات اللبنانية». وفي الوقتْ الذي سيَحسم فيه جنبلاط موقفه، ستكون الأكثرية المطلوبة لانتخاب عون قد حظيت بإسنادٍ مهم إضافي مع احتساب نوابِ كلٍّ من الثنائي المسيحي وكتلة «المستقبل» وكتلة «حزب الله» وأصوات نوابٍ مستقلين آخرين.

ولكن حتى الساعات الأخيرة، بدا واضحاً ان العاملين على تحقيق رقمٍ انتخابي كبير يحمل عون الى الرئاسة بغطاءٍ سياسي واسعٍ، بدوا أمام واقعِ عدم القدرة على خرق سقفٍ يتجاوز الـ 72 الى 74 نائباً، فيما يطمح هؤلاء الى حلول يوم الانتخاب برقمٍ يتجاوز الـ 80 نائباً على الأقلّ.

وإذا كانت مهلة الاسبوع المتبقية عن الاثنين المقبل، لا تزال تفسح المجال أمام متغيّراتٍ في لوحة التصويت لعون، فان الأوساط المعارِضة لانتخابه يحدوها أملٌ ولو انه بدأ يتراجع بإمكان بقاء الفرصة سانحةً لإبراز الحجم الكبير والنوعي للمعارضة بما يحفز جميع رافضي انتخاب زعيم «التيار الحر» على تشكيل جبهة قوية في مواجهة التحالف الذي يدعمه.

والواقع ان رهانات المعارضين على إسقاط انتخاب عون تراجعت الى حدود كبيرة، ولا يُنتظر ان يحمل الاسبوع المتبقي ما يُسقِط خيار عون، الا اذا حصلت تطورات مفاجئة ليست في الحسبان سياسياً او أمنياً. ولكن الحركة المعارِضة لانتخابه تبدو في ذروة زخمها لجهة توظيف عوامل كثيرة من شأنها إبراز واقعٍ داخلي وخارجي مناهضٍ بقوّة لانتخاب عون وعدم التسليم بمفاعيل التحالف السياسي الذي سيحمله الى الرئاسة.

وتقول الاوساط الوثيقة بجهاتٍ معارِضة لانتخاب عون ان كتلة الرفض الناخبة حتى لو لم تتمكن من إسقاطه، فإنها يفترض ان تثبت الحضور المؤثّر للصوت المعارض سواء عبر انتخاب منافِسه النائب سليمان فرنجية او عبر التصويت بأوراق بيض. وتضيف هذه الاوساط ان احداً لا يمكنه من الآن الجزم بما ستكون عليه مجريات جلسة 31 الجاري التي لن يمرّ انتخاب عون فيها في الدورة الاولى التي تتطلب نيله ثلثي أعضاء مجلس النواب اي 86 نائباً، وهو امر مستحيل تماماً. وسيتطلب الأمر دورة ثانية يمكنه الفوز فيها بالأكثرية المطلقة شرط بقاء توافُر النصاب الدستوري اي 86 نائبا في هذه الدورة ايضاً. وهنا قد يكون الباب مفتوحاً على مفاجأة من شأنها ان تُفقِد النصاب ولو ان هذا الاحتمال يبقى ضعيفاً. علماً ان رئيس البرلمان نبيه بري، شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية والذي يتصدّر قوى الرفض لانتخاب عون، كشف امس من جنيف التي وصل اليها على ان يعود الى بيروت السبت المقبل، عن أنه قال لزعيم «التيار الحر» إنّ «تعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة ولكن لستُ انا من يلجأ الى تعطيل النصاب… لم ولن أفعلها».

وفي حال حصول الانتخاب، فإن المعارضة تطمح الى تسجيل سقفٍ مفاجئ واسعٍ في عدد الرافضين لعون أكثر مما يجري تداوله راهناً. وتستند في ذلك الى التململ الواسع في كتلة «المستقبل» حيال خيارٍ ليست مقتنعة به بما يمكن ان يوسع رقعة الرافضين لانتخاب عون، وايضاً الى النواب المستقلين المسيحيين فضلاً عن الكتل الرافضة أساساً لعون والمؤيّدة لفرنجية وأبرزها الرئيس بري.

ولا تخفي هذه الأوساط ان الغموض الذي يطغى على المواقف الدولية من انتخاب عون يساعد في شدّ عَصّب المعارضين اذ ان غالبية القوى الداخلية تدرك تماماً ان زعيم «التيار الحرّ» يثير تحفظاتٍ ومخاوف غربية وخليجية معروفة. واذا كان الخارج يبدو غائباً عن هذا الاستحقاق، فليس معنى ذلك ان انتخاب عون كأمرٍ واقع سيمرّ من دون تداعيات حين يصبح العالم مضطراً للتعامل معه كرئيسٍ للجمهورية. وفي اي حال، يكتسب الاسبوع الجاري سمة بالغة الأهمية حيث سيشكّل العد العكسي النهائي قبل الاثنين الانتخابي الحاسم، بما يعنيه ذلك من اندفاع كلٍّ من مؤيدي عون ومعارضيه الى استنفاد كل الأوراق والوسائل في معركةٍ، وإن بدت نتائجها محسومة لمصلحة زعيم «التيار الحر»، الا ان هامشاً كبيراً منها لا يزال عرضة لمفاجآت اللحظة الأخيرة.
"الراي"

  • شارك الخبر