hit counter script

باقلامهم - سعد حسامي

الموصل والرقة مقابل حلب؟

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتجه المعارك التي بدأها الجيش العراقي منذ أسبوع في اطار عملية واسعة لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش" بدعم من "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، الى هزيمة التنظيم في أهمّ معاقله خلال أشهر والسيطرة على المدينة تزامناً مع فرار عناصره الى سوريا وفق اتفاق اميركي – سعودي استنادا الى اخر التقارير.
هذا السيناريو الذي يُطبّق في الموصل سينسحب على الرقة التي لمّحت واشنطن وقال عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صراحة إنها ستكون الهدف المقبل للتحالف الدولي. هذا يدل على ان الدول الكبرى تريد التخلص من التنظيم السنة المقبلة، حيث يكون الرئيس الأميركي المقبل قد تسلّم مهماته فعلاً، وذلك تحضيراً للانتقال الى مرحلة التوصل إلى حل سياسي.
ولا تشارك روسيا كلاً من العراق والتحالف في معركتهما ضد داعش في الموصل وهو على الارجح ما سيكون عليه السيناريو أيضاً في الرقة، فموسكو تقدم دعما معنويا فقط من خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعرب فيه بوتين عن دعمه لمعركة الموصل وتمنى النجاح لها.
وسط هذه التطورات، تستمر روسيا في قصف حلب تزامناً مع نشر اسطولها البحري بكامله في البحر المتوسط استعداداً لشن هجوم كبير ونهائي على حلب في الأسابيع المقبلة. غير انها اعلنت هدنة في حلب مراراً تفادياً لامكان تعرضها لعقوبات إضافية يفرضها الاتحاد الاوروبي في وقت تعاني موسكو أزمة اقتصادية.
ويؤكد متابعون أن روسيا ستواصل قصف حلب عند انتهاء الهدنة الأحادية ويتوقعون ان يستعيد الجيش السوري بدعم من حلفائه وبغطاء جوي روسي كثيف حلب في مدة أقصاها شهران، على ان يتم تهجير سكانها الباقين لاكمال التغيير الديموغرافي. وقد لمّح إلى ذلك وزير الخارجية الاميركية جون كيري قبل ايام بتأكيده ان "استعادة الجيش السوري حلب بكاملها لن يوقف الحرب السورية". ويرى المراقبون ان ذلك سيغيّر في مسار الاحداث وفي معادلة الازمة السورية. فلو كانت واشنطن تعارض الأهداف الروسية لكانت منعتها من التقدّم، وذلك عبر تزويدها المعارضة المسلّحة بالأسلحة التي تطلبها والمضادة للطيران.
وأكّد المراقبون أن القصف الروسي على حلب في الايام الماضية كان غير مسبوق، بدليل أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تحدث عن 500 قتيل على الاقل في الايام الماضية، وهو ما أثار استنكار العالم وآخرهم القادة الاوروبيون و المفوض السامي لحقوق الإنسان في الامم المتحدة الذي دان "الجرائم ذات الأبعاد التاريخية" التي تحصل في سوريا، خصوصاً في حلب التي تحولت "مسلخاً". لكنّ ذلك يحصل، وفق المراقبين، بضوء اخصر من واشنطن وتل أبيب لأنّهما تريدان التخلص من "الاسلاميين المتطرفين"، فلذلك تسمحان لروسيا بالتخلص منهم في حلب مثلما فعلت في ضواحي دمشق، وما يؤكد ذلك هي مراسلات المرشحة الديموقراطية للانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون التي نشرها موقع "ويكيليكس" والتي كشف فيها عن خوف إسرائيل من سقوط الرئيس بشار الاسد وحلول الاسلاميين مكانه.


 

  • شارك الخبر