hit counter script

خاص - جورج غرّة

يوم الغضب الشمالي... تمخض الجبل فولد فأرا

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فور إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيحه للعماد ميشال عون من بيت الوسط، كان من المنتظر ان يتحرك شمال لبنان بحسب ما سمع الجميع من مصادر المتحركين هناك ومن نبض الشارع وما كان يجري التداول به، ولكن رد الفعل أتى عبر بعض اللافتات التي تتهم الحريري بـ"الخيانة" وعون بأنه "إيراني".
يوم السبت الماضي وبعد تحضيرات كثيفة واتصالات لم تتوقف ليلا ونهارا، أعلن عن يوم غضب في طرابلس وعكار أي في كل شمال لبنان، الجميع انتظر أمرا مخيفا في الشارع، ولكن الآمال لم تأت بحسب التوقعات، فإقتصر التجمع على بعض الخيالة والدراجات النارية والمواكب السيارة التي قدم بعضها من عكار وبعضها الآخر من الضنية، وحافلة صغيرة من طريق الجديدة.
البعض عقد آماله على اسقاط ترشيح الحريري لعون في الشارع، وأن يتحول التحرك الذي كان من المقرر ان يكون ضخما إلى ثورة لإسقاطهما، وكان من المقرر أن تأتي الوفود من وادي خالد وجبل اكروم، والضنية، والمنية، وقضاء زغرتا، وقضاء الكورة، والطريق الجديدة، ومن البقاع الغربي والأوسط، ومن كل مناطق طرابلس، والنقليات كانت مؤمنة.
الشبان الذين عملوا على تأمين الحشد كانوا يعملون عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتحميس كل شخص "زعلان" من الحريري ولا يريد عون رئيسا، ولكن الجميع أدرك ان الامر صعب، لأن القافلة السياسية انطلقت وعون سيكون رئيسا في اول جلسة رئاسية تعقد، والحريري سيجلس في كرسي القصر الحكومي حيث سيستعيد عافيته وقوته وشارعه.
المصادر الطرابلسية تقول ان اللواء اشرف ريفي خُذل يوم السبت لأنه كان يتوقع مدا بشريا مخيفا، يرتجف منه الجميع، وما اغضبه يومها اكثر هو إزالة اللافتات المنددة بعون والحريري، فقام مساء برفع مكان الواحدة عشرة. الحضور امام مكتبه في طرابلس كان اكثر من عادي وهذا حشد يستطيع أي مخلى سبيله من السجن في طرابلس تأمينه في المدينة للإحتفال وإطلاق الاسهم النارية. والفئة التي حضرت الى المكان كانت معروفة في طرابلس وهي الفئة اللصيقة بريفي.
تشدد المصادر الطرابلسية على ان المهرجان لم يكن منظما فكانت الأجواء مشحونة، وكانت الشتائم تطلق طوال الوقت لعون والحريري ونهاد المشنوق، الامر الذي أضر بريفي. أما عكار، فقد خذلت ريفي لأن السيارات التي قدمت منها للمشاركة قليلة جدا، وذلك بالرغم من الاجتماعات الكثيفة والتحضيرات اللافتة في مكتب المنية، كما كان الأمر مماثلا في بيروت التي أرسلت باصا فيه 25 شخصا. وهذا الخذلان من عكار ربما أتى على يد النائب خالد الضاهر الذي ابتعد عن ريفي وعاد الى بيته الأصيل، ولو تحرك الضاهر مع ريفي لكانت الأمور مختلفة في الشارع. ويوم الاحد حاولت عكار إرضاء ريفي بموكب سيارات عادي انطلق نحو مكتبه.
البعض في تيار المستقبل يعتبر ان ريفي مني بفشل كبير، وكان آخر ما يتوقعه، لأنه بحسب مراقبته اليومية لشبكات "الواتساب" الخاصة به يرى تجاوبا كبيرا من الجميع، وهو كان يتوقع يوم غضب شبيه بيوم كانون الثاني في العام 2011 في طرابلس، وهو عقد اجتماعات ليلية لتقييم ما حصل معه من فشل.
منذ يوم الخميس الماضي كانت التحضيرات للتظاهرات والاعتصامات قد انطلقت في كل مكاتب ريفي، ولكن انصار اللواء لاحظوا انتشارا كثيفا للأجهزة الامنية وشعروا بإمكانية التصادم مع الدولة في حال خروج التحركات عن سلميتها، لذلك بدّل ريفي مسار التحركات وحولها إلى "ثورة سلمية" لأنه ادرك ان هناك من ينتظره على الأرض.
كل هذه التحضيرات كانت تحصل وريفي موجود في اسطنبول، وهو طلب عدم التحرك الى حين تأمين الحشد اللازم، دائما بحسب المصادر الطرابلسية، وعندها انطلق العمل نحو رؤساء المجموعات لجس نبض الشارع لمواجهة ترشيح عون وإفشال الحريري.
وبحسب مصادر مقربة من ريفي فهو منزعج من موقف النائب خالد ضاهر واعتبر ان الضاهر تركه، لذلك لجأ ريفي الى عقد لقاءات مع مخاتير ورؤساء بلديات وشخصيات وفعاليات من كل الشمال، وكل ذلك لم يفلح ايضا، لأن اللحظة السياسية تبدلت وأصبحت في يد الحريري.
جورج غرّة - ليبانون فايلز - 

  • شارك الخبر