hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في غرفة زحلة عن اعادة الاندماج الاجتماعي للسجينات

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 15:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقامت جمعية دار الامل، بالشراكة مع مؤسسة دياكونيا، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، ندوة لاقتصاديين في منطقة زحلة والبقاع، عن اعادة الاندماج الاجتماعي للسجينات بعد خروجهن من السجن، في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع، في حضور السيدة سوسن ابو حلا ممثلة وزارة الشؤون الاجتماعية، آمر سجن زحلة المقدم عماد بيضون، رئيس غرفة التجارة والصناعة في زحلة والبقاع ادمون جريصاتي والمدير العام يوسف جحا، رئيس لجنة الاقتصاد طوني طعمة، أعضاء المجلس البلدي في زحلة، أعضاء الصالون الثقافي في مدرسة راهبات سيدة الرسل في قب الياس، أصحاب شركات ومؤسسات وأعضاء مجلس ادارة جمعية دار الامل.

بداية، رحب رئيس اللجنة الصناعية في غرفة زحلة والبقاع انطوان صليبا بالحضور، والقى كلمة قال فيها: "في خضم ما تشهده المنطقة من حروب ونزاعات محلية وإقليمية وتهجير في مجتمعنا العربي وبين الأديان والمذاهب، ما زال في لبنان جمعيات إنسانية مثل جمعية دار الأمل، غايتها مساعدة الأطفال والفتيات والنساء الذين يعانون من ظروف عائلية وإجتماعية ومن عنف وإستغلال على جميع أنواعه، والعمل على إعادة تأهيلهم وإندماجهم في المجتمع لتعيد لهم الأمل في حياتهم من جديد".

اضاف: "ان موضوع اللقاء اليوم هو إعادة الإندماج الإجتماعي للسجينات بعد خروجهن من السجن. ونحن بدورنا كفاعليات إنتاجية وإقتصادية نبدي كل إستعداد للتعاون معكم ولما تقومون به من عمل إجتماعي وإنساني خصوصا في هذا الموضوع".

ثم القت السيدة هدى قرى كلمة باسم رئيس جمعية دار الامل الاستاذ حبيب حاتم استهلتها بالترحيب بالحضور وقالت: "يسعدنا أن نلتقي اليوم معا، لنطرح ونتشاور، حول أوضاع فئة ضعيفة، مهمشة من مجتمعنا، تحتاج لمساعدتنا. هن نساء شاءت الظروف أن يدخلن الى السجن لسبب أو لآخر، ويعشن أوضاعا صعبة داخل السجن وينلن العقاب. ثم يخرجن من السجن الى سجن أكبر، ولا يجدن من يساعدهن ويمد اليد لهن كي يندمجن مجددا في المجتمع".

اضافت: "منذ سنة 1996 تساعد دار الامل سجون النساء والسجينات باعادة تأهيل وتجهيز سجون النساء الثلاث بعبدا وطرابلس وزحلة، كما تساعد السجينات على جميع الصعد، عبر فريق متعدد الاختصاص. وقد بدات دار الامل مساعدة سجينات سجن نساء زحلة".

واشارت الى ان "دار الامل تؤمن للسجن التجهيزات والادوات والمواد الضرورية وللسجينات الحاجات الضرورية والمساعدة الاجتماعية والنفسية والطبية والقانونية، كما تنظم دورات تعليمية، ودورات تدريب مهني متنوعة، تساعد السجينة على كسب مهارات مهنية والاستعداد للعمل بعد الخروج من السجن. ويتم التعاون عبر مشروع اعادة تأهيل واندماج اجتماعي داخل السجن وبعد الخروج منه، مع المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وبالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات ومؤسسات دولية، خصوصا دياكونيا، التي هي شريكة مع دار الامل منذ سنة 2000 وشراكة مع مؤسسات محلية ومساعدة أصدقاء وصديقات للجمعية".

وتابعت: "نحن أبناء هذا البلد، نعيش معا أسوأ ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية. مرت علينا. وطننا على وشك الانهيار التام. وقد تأثرنا كثيرا جميعا بهذه الاوضاع. معظم الشركات تصرف العديد من الموظفين والعمال والعديد منها اقفلت أو أوشكت على الافلاس. ولكننا نحن اللبنانيين لا نستسلم، ونستمر بالعمل والمثابرة، آملين ان تتحسن الاوضاع قريبا. أقول هذا، اذ اننا في جمعية دار الامل نساعد الفئات الاكثر فقرا وبؤسا، ومن ضمنهن نساء كن سجينات وهن فئة من مجتمعنا. ونحن على قناعة تامة، أننا معا نستطيع اعطاء هذه النساء المستضعفات، الفرصة لكل واحدة منهن، كي تحقق ذاتها، وتأمل بمستقبل أفضل".

واشارت الى انه "من واجب الدولة أولا، ومن واجب كل من يعمل بالقطاعين العام والخاص، أن نسعى جميعا لحماية حقوق الانسان، كل انسان بحاجة للمساعدة والحماية، وبدون أي تمييز"، آملين في "التعاون معا لمساعدة هذه النساء بعد خروجهن من السجن لايجاد عمل ولو بسيط وكسب العيش".

بعدها، القى المقدم بيضون كلمة شرح فيها باسهاب مفهوم الاندماج الاجتماعي، معتبرا ان "الاندماج من الامور الايجابية التي تؤثر على الفرظ والمجتمع في آن معا، ومن شأن ذلك ان يقلل الجريمة واضرارها، وكل ذلك يتم بتضافر جميع الجهود ما بين السلطات الرسمية والمؤسسات الاهلية والخيرية، وصولا الى اصلاح الفرد وتسهيل اندماجه بالمجتمع، وذلك ضمن برنامج فعال وسليم ومراقبة ومتابعة مستمرة لهن مع مراعاة الفروق الفردية بينهن".

وقال: "ان واقع سجون النساء وسجيناته اليم مرير وشائك ومزمن واكثر معاناة بسبب الاكتظاظ وقدم المباني وحاجتها الى الصيانة وافتقارها الى المساحات والمنشآت الترفيهية والى الصعوبات من جراء الروتين الاداري والنقص في العديد والعتاد والاموال المخصصة في الموازنة، بالاضافة الى ان ادارة السجون مهمة شائكة وصعبة".

وشكر "المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بتشريفي بهذا الانتداب، كما واشكر جمعية دار الامل القيمة على هذه الندوة، لان غايتها حماية حقوق الاطفال وفتيات ونساء معرضات للعنف والاستغلال الجنسي وتعمل على اعادة تأهيل واندماج موجه لسجينات داخل السجن وبعد خروجهن منه".

ورأت صاحبة ومديرة متجر شموع في زحلة رنا سلامة كفوري التي من خلال تعليمها حرفة التزيين للسجينات في زحلة، ان "موضوع الاندماج الاجتماعي للسجينات هو واسع ومشعب، وهو يساعد الفرد بشكل عام على التكيف مع المجتمع، وبدونه يسود الانفصال والتفكك الاجتماعي، وتظهر الفروقات بشكل كبير، فتصبح مكونات المجتمع عبارة عن جماعات مغلقة ومنفصلة عن بعضها البعض وعبارة عن مجتمعات داخل المجتمع تتناحر فيما بينها، مما يؤثر سلبا على الثقافة ونمط الحياة، وكذلك ينعكس سلبا على الفرد وتواصله مع الآخرين".

وعرضت سلامة تجربتها مع السجينات وتدريبهن، معتبرة ان "المهنة هي خيط البداية الذي ستتعلق به لينتشلها من فترة البؤس والمرارة التي عاشتها خلال فترة قضائها لمحكوميتها من جهة، ولكسب عيشها وقوتها بطريقة مشروعة من جهة اخرى".

وثمرة لهذا التدريب والجهد، افتتح معرض صغير لاشغال السجينات بالتعاون مع جمعية دار الامل في دار بلدية زحلة، الذي يعود ريعه لسجينات زحلة".

وتوجهت سلامة لاصحاب المهن ممن لديه الرغبة بالمساعدة بتعليم مهنتهم للسجناء، بضرورة التوجه الى جمعية دار الامل لخبرتها الواسعة في كيفية التوجيه في المكان المناسب.

وختمت سلامة بأن هذه التجربة كانت من اروع التجارب التي مرت بها في حياتها، وتمنت لو كانت قد بدأت بهذه المرحلة قبل الآن، معتبرة ان "الوقت كان ضائعا وان العمل يثمر اكثر بمساعدة الغير وبمد يدنا الى من هو بحاجة لنتلاقى سويا في حياة افضل".

ثم كانت شهادة حياة لسجينتين شرحتا فيها معاناتهما بعد الخروج من السجن من جهة وصمة العار ونبذ المجتمع لهن وعدم اعطائهن فرص للعمل لتأمين متطلبات حياتهن اليومية. 

  • شارك الخبر