hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في الضنية حول كتاب "توت عليق: أوراق من الذاكرة" لمؤلفه توفيق يوسف

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 13:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظم المنتدى الثقافي في الضنية، ندوة حول كتاب "توت عليق: أوراق من الذاكرة"، لمؤلفه توفيق حمدي يوسف، شارك فيها الدكتور محمد الجسر، رئيس بلدية بخعون الأمين العام السابق للمنتدى الثقافي في الضنية زياد جمال والدكتور محمود عثمان، في قاعة محاضرات مسجد الصديق في بلدة سير، في حضور النائب أحمد فتفت، الأمين العام للمنتدى الثقافي في الضنية أحمد حمدي يوسف، رئيس بلدية سير أحمد علم، ومخاتير وأساتذة جامعيين ووجوه وفاعليات ثقافية وإجتماعية ومهتمين.

بعد النشيد الوطني تحدث جمال، فأشار إلى أن "الكتاب الذي هو باكورة أعمال المؤلف، هو حكايات ومشاهد دارت في قرية الكاتب وبيئته، تتحدث بلسان حال المواقف المألوفة في حياتنا الإجتماعية بأسلوب قريب إلى ثقافة الناس، وثيق الصلة بقاموس حياتهم. ومن يقرأ هذه الحكايات والمشاهد يجد أن الكاتب ينهل من معين البساطة اللفظية المصبوغة بصبغة الحياة اليومية، وكأنه يقص على قرائه مشاهد من دفتر حياته، بواسطة مداد يحمل حبرا من واقع الحياة، يكتب فيه ذكرياته في رحاب قريته والمحيط، بأسلوب مزخرف في الجوهر، مطرز في المعنى وعذب في الإيقاع والنغم، يتسم بالسخرية المرة والتهكم اللاذع وخفة الروح والجرأة والصراحة العفوية، عاكسا بذلك مأساة الحياة من خلال هذه الحكايات المستلهمة من وحي القرية والتي تفيض بالمعاني الإنسانية".

ثم ألقى الجسر كلمة وصف فيها الكاتب "بالرسام الذي تتدفق من كلماته الألوان والأنوار والأحاسيس والطرف، فإذا قارىء كلماته هو كالمتأمل لشلال من الذكريات والعواطف والروايات والقصص والأمثال والعبر، رسام عاشق للطبيعة ويجذبه الحنين إليها دائما، قليل الكلمات لكنه مبدع في الوصف والتوصيف، عندما يصف عرزاله أو خيمته الصيفية بأن لها قمرها الحصري، وأن من ينام فيها صيفا يدرك أنه نام على حرير ليس كمن نام على خرير".

واعتبر الكاتب "شاهد على توالي الأجيال منذ ما قبل التاريخ، وهو في الكتاب معلم وناقد ورسام وفيلسوف ومؤمن صوفي وثائر وأديب ساخر، ومؤرخ للحكايات والأفعال والأزياء والعادات والتقاليد والمواقع وأسماء الاماكن، ولكنه كان في توت عليق أشد ما كان عاشقا للضنية، ولمهبط عزها سير".

وتحدث عثمان، فقال: "أن الكاتب لم يكن المغامر الأول على دروب الريف، ولا السارد الأول لذكرياته، أو الراوي الأول لسيرة المكان، إنه ينضم إلى قافلة الأدباء المعروفين، كمارون عبود وأمين نخلة وأنيس فريحة وسلام الراسي، وإبن الضنية مخايل مسعود وغيرهم".

ورأى أن الكاتب "يختزن في ما كتبه دنيا من الرؤى والذكريات، يصوغها بأسلوب عفوي طريف، لا تعوزه الإشارة المعبرة، ولا اللفتة الساخرة، ولا الصور الساخرة. وهذا النوع من الكتابة ينتمي بشكل أو بآخر إلى الأدب الشعبي الريفي، ولا يخلو أسلوبه المتماسك من نفحات رومنسية عذبة، كما نجح الكاتب أيضا في تضمين بعض نصوصه إشارات من النقد الإجتماعي والسياسي".

وخلص إلى أن الكاتب، أو "عاشق توت عليق" كم وصفه، "لا يخفي إنحيازه الساطع إلى القرية، وهي القرية التي تسكن خياله وذاكرته، وليست قرية الحاضر، حيث التشييع الصامت لحضارة في طريق الزوال على حد تعبير أنيس فريحة".

واختتمت الندوة بإلقاء الكاتب بعضا من قصص كتابه على الجمهور، قبل أن يوقعه. 

  • شارك الخبر