اختارت لجنة تحكيم دولية يرأسها اللورد بيتر بالومبو، وهو رئيس جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، التصميم الفائز في مسابقة تصميم "متحف بيروت للفن "، (BeMA). فَمِن بين قائمة مختصرة ضمّت 13 فريقًا من المصممين، وقع اختيار اللجنة على شركة هالة وردة للهندسة (HW architecture) التي ترأسها المهندسة اللبنانيّة - الفرنسية هالة وردة. وسيُشيَّدُ المتحف في قلب بيروت، في منطقةٍ تذخرُ بالرمزيّة والدلالاتِ عُرفت في ما مضَى، خلال الحربِ الأهليّة اللّبنانيّة، كخطوط تماس فاصلة بين جبهتين ستتحوّل الى مساحة جامعة للقاء. هذا وستضمّ مجموعة المتحف الدائمة أعمالًا فنيّة مُعاصرة وحديثة تحملُ توقيع اللّبنانيين المقيمين في لبنان كما اللبنانيين المنتشرين في مختلف أصقاع العالم.

وقد ضمّت لجنة التحكيم القيّمين الفنيين الآتي ذكرهم:هانس أورليخ أوبريست والسيّدة جوليا بيتون-جونز والمهندسين وجورج عربيد والدكتور فارس الدحداح والدكتور رودولف الخوري وريم كولهاس إلى جانب اللّورد ريتشارد رودجرز والفنانة لميا جريج ورئيسة الجمعية اللّبنانيّة لتعزيز الفنون وعرضها، هنرييتا نمّور. كما ولا تزال زها حديد عضوَ شرفٍ في لجنة التحكيم بعدما كانت عضوًا فاعِلًا فيها إلى حين رحيلها المُؤسف في العام 2015.
يتضمن التصميم الفائز برج أجراس مركزي سيرتفع حوالى 122 مترًا ليقومَ مقامَ منارة ثقافية تنير المدينة بأكملها، وسيضم مساحات لإقامة حلقات العمل ولعرض الأعمالِ الأدائيّة، ولاستقبال برامج الإقامة الفنيّة. ويُطِلُّ البرجُ على مناظر خلّابة من وسط المدينة. هذا ويضمّ التصميم أيضًا حديقة عامّة ومَنتزه مشجّر يتناسبانِ والَمُنشآت الخاصة بالموقع والأعمال الفنيّة المُحاطَةِ بالمساحات الخضراء، بالإضافة إلى مدرجٍ مُخصّصٍ للفنون الأدائيّة. ويقعُ المتحف على عقارٍ تعود ملكيّته إلى الجامعة اليسوعيّة، لذا، فإنّ التصميمَ المُختار يُعيرُ الأحرام الجامعيّة المُجاورة والمُحيط المدني الأوسع نطاقًا أهميّة قُصوى.
وقد أوضحت اللجنة في بيان اعلانها عن الفائز الدّافعَ لاختيار هذا التصميم دون سواه، إذ إنّ المناظر الطبيعية والمساحات العامّة تتعاقب فيه بطريقة يظهر فيها جليًا تفاعل الفنّ مع المجتمع. وقد أعار التصميم انتباهًا كبيرًا إلى الروابط بين الحديقة والمدرج والمعرض والحديقة العلوية كي يتفاعل الزائر لا مع الأعمال الفنية المعروضة فحسب، بل مع البيئة المحيطة أيضًا."
وأعربت الفائزة بالمسابقة المهندسة هالة وردة عن حماستها الفائقة، قائلةً: “يُسعدني ويُشرّفني أن أُنفّذَ مشروعِيَ الضّخمَ الأوّل في بيروت، المدينة التي وُلدت فيها، في موقعٍ استثنائي. فبرنامج المتحف، وارتباطه بالجامعة، من شأنهما أن يُتيحَا لنا المجال في ابتكارِ مساحةٍ اجتماعيّة وثقافيّة جديدة تحوي حديقةً ومدرجًا كما من شأنهما أن يُميّزَا هذه البقعة الفنيّة بمنارةٍ مدنيّة سرعان ما ستتحول، بسبب وجوهها المتنوعة، إلى معلم من معالم المدينة. وإنّها لصدفة مؤثرة أن أتلقّى هذا الخبر السّار في الوقت الذي يجتمع فيه عالم الهندسة في لندن لتكريم زها حديد التي كانت قدوة للنساء والمهندسين في أنحاء العالم كافّة، وعضوًا في هذه اللجنة. فأنا أفكر فيها اليوم وفي قلبي محبّة كبيرة تجاهها.”
وذكّرت اللجنة بالمعايير العالية المتعلّقة بتقديم اقتراحات التصاميم والمُتّبعةِ طوالَ فترة المُسابقة التي بدأت في شهر تشرين الأول – أكتوبر من العام 2015. وشكرت اللجنة المشاركين جميعًا لاقتراحاتهم المُبتكرة التي أسهمت في فهم قدرات الموقع والمتحف معًا. وخصّت اللجنة بالشكرِ شركةWORK Architecture في نيويورك التي ترأستها عميدة كليّة الهندسة في جامعة كولومبيا أمال أندراوس.
يُعتبر " متحف بيروت للفن " BeMA أحدَ أبرز معالم تطور الفنّ والثقافة اللبنانية منذ أجيال، ومن المتوقع أن يفتحَ أبوابه في العام 2020 ويُتطلّعُ إلى أن يُشكّلَ هذا المتحف مركزًا متعدد الاختصاصات يجمع ما بين الفن والتصميم ويُكرّسُ لتسليط الضوء على الثقافة اللبنانية الحديثة والمعاصرة. وستشرف على بناء المتحف الجمعية اللبنانية لتطوير الفنون وعرضها APEAL ، وهي جمعية لا تتوخى الرّبح تهتّم بالبرامج ذات المستوى العالمي ولا سيّما تلك التي تشجع الفن في لبنان وفي أنحاء أخرى من السّاحة الفنية العالمية.
سيعلن المتحف في الأشهر القادمة عن المزيد من التفاصيل حول مجموعاته ومشاريعه. ولا يزال البحث عن مدير - مؤسس للمتحف متواصلًا حتّى اللّحظة.