hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

كبير العيلي أم كبار العائلات؟

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تعتقد بعض الأقلام الناقمة على المصيلح أو الحاقدة على عين التينة أن الهدف الأسهل هي حاملة اسم العائلة نوال بري. والتهجم على اعلامية أكانت في "الجديد" أو في الـ "أم تي في" لا يورط بمشاكل كالتي يمكن أن يسببها قضائياً وأمنياً التهجم على نواب تكتل التنمية والتحرير مثل الوزير علي حسن خليل أو أيوب حميد أو علي بزي أو أنور الخليل أو ياسين جابر أو غازي زعيتر أو... وآل بري أو "بنت بري" على الشاشة هي كبش المحرقة في التعليقات والإعتصامات والمظاهرات والكتابات الفايسبوكية كأنها "اللوغو" النسائي لحركة أمل وكل ذلك لأنها "بري".
ليست نوال الوحيدة في عالم الإعلام والأضواء التي تحمل على بطاقة هويتها عائلة من عائلات القاموس السياسي والأمثلة كثيرة، فهل تقاطع مثلاً محطة الـ"أو تي في" المسلسلات التي يكتبها السيناريست طوني جورج شمعون كلما هاجم "الريس دوري" الجنرال وذنبه فقط أنه من عائلة شمعون؟ أو تمنع الممثل الكوميدي بيار شمعون من دخول المحطة لأن "الريس دوري" لن ينتخب الجنرال. ومن قال إن الممثلات تقلا شمعون وشقيقتها نويل وجمانة منتميات إلى حزب الوطنيين الأحرار؟
ومن قال بالتالي إن الإعلامية ماغي عون ومعها الفنانة كارول عون والممثلة غريتا عون تتحملن مسؤولية كل خطاب يلقيه النائب نبيل نقولا أو النائب زياد الأسود؟
ومن قال إن الممثلة رولا حمادة هي نسيبة النائب مروان حمادة، وإن الفنانة مي الحريري تمتلك بطاقة حزبية في تيار المستقبل؟
وهل كان على الـ"او تي في" أن تقول للإعلامي كريم الجميل إذهب ببرنامجك إلى صوت لبنان – الأشرفية؟ وهل كان على الرئيس نجيب ميقاتي أن يبلغ الإعلامي فارس الجميل أن مكانك في الصيفي وليس في السراي الحكومي (يومذاك)؟ هل على كل من المطربين داني شمعون وربيع الجميل إحياء السهرات الأول في دير القمر فقط والثاني في بكفيا؟ الإعلامي مهما كانت هويته لا يقترع على الهواء ولا تجوز محاسبته على اسمه أو شهرته أو طائفته.
لا يجوز استعماله صندوقاً بريدياً لإيصال رسائل بمودة أو بفتور أو بجفاف. المشاهد ليس ولي أمر المذيع أو المقدم (ة) أو المراسل أو المحرر أو المصور من يؤيد ومن يعارض خارج الشاشة. لا يسمح له بأكثر من محاسبته أو معاقبته على مهنيته وموضوعيته. وبالتالي فإن أصحاب نظريات الحياد والتجرد لكي لا تغضب شريحة من الناس نسألهم ماذا نفعل بهوياتنا ونحن نفخر بها؟ هل على الإعلاميين والممثلين والمطربين الذين يحملون شهرة سياسية اعتماد شهرة فنية وهمية؟ تصوروا مثلاً أن الممثل نيكولا معوض (وهو معوض غير زغرتا) أن يعتمد على عائلة أخرى في مجال الدراما. وإن تغير الإعلامية شرلي المر عائلتها لتستطيع محاورة وزير الإتصالات بطرس حرب؟ وهل حضور الإعلامية رندا المر في الشاشة البرتقالية بالخطأ والخطيئة وكان يجب عليها أن تكون في النقاش؟ لا نستطيع أن "نبلع" كيف يستطيع الإعلامي في برنامجه أن يجاهر على الهواء بتشجيعه للمنتخب البرازيلي ولا ينزعج منه جمهور المنتخب الألماني، وفي المقابل لا يستطيع أن يحمل شهرة من قاموس العائلات السياسية؟!
أذكر أنني حين كنت أقدم برنامج "خود خبارن من نسوانن" على شاشة الـ"او تي في" في عز الإنقسام السياسي بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، وفيما كنت أحاور عقيلة أحد النواب "الأكثرية" يومذاك اقترب مني "سعادته" وأسرّ في أذني: "كيف صحتو معالي.. أوصل له سلامي وقل له إنني رغم كل الظروف لا زلت وفياً له". نظرت إلى النائب وقلت له: "لست صندوقاً بريدياً، أنا هنا لأقدم برنامجي. لماذا لا تتصل به وتخبره بما قلته لي منذ لحظة؟".
 

  • شارك الخبر