hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

عون يشكر الحريري من بيت الوسط: في الميثاقية لا ثنائية

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 19:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل، وعقد معه اجتماعا استمر ساعة كاملة، تم في خلاله بحث آخر مستجدات الملف الرئاسي والوضع السياسي العام.

بعد اللقاء، تحدث العماد عون فقال: "أتينا اليوم إلى دولة الرئيس الحريري، أولا لكي نشكره على دعمه ترشيحنا لسدة الرئاسة، وقد تعاهدنا سويا لإنجاح المهمة والعمل على حل أزمة لبنان، وإن شاء الله يكون عهدا ناجحا ونرد للبنان استقراره وأمنه بالكامل، وننهض به اقتصاديا بعدما وصل إلى أزمة كبيرة".

وتابع: "بالطبع، كيف وصلنا إلى هذا الحل؟ الأمر بسيط، وهو أننا اعترفنا أن هناك مشكلة في لبنان وأن هذه المشكلة لا بد لها من حل. وتناقشنا حول عدة مواضيع، وكل منا كان له رأيه فيها، وجمعنا هذه الأفكار لكي نحل هذه الأزمة. هذا هو المسار الذي سرنا فيه. أقول ذلك لأني سمعت خطاب الرئيس الحريري اليوم وأسمع ما يقوله الناس، بأن هناك من سلم البلد للفئة الأخرى وأن هناك من انتصر وهناك من انكسر. بالحوار لا أحد يخسر، كلنا نربح ولبنان يربح، والنتيجة للاثنين معا. لا علاقة لمن ساهم أكثر من الآخر في الوصول إلى هذه النتيجة. المهم أن كلانا وصل إلى حل المشكلة لمصلحة لبنان واللبنانيين".

وأضاف: "كذلك جرى الحديث عن موضوع الميثاقية، وهي ليست للمسيحيين فقط، بل هي عهد بين المسلمين ككل والمسيحيين ككل أن يعشوا مع بعضهم البعض متساوين بالواجبات والحقوق. المسلمون سنة وشيعة. لا ثنائية في الميثاقية. بعد ذلك جاء اتفاق الطائف الذي أعطى السنة والشيعة والمسيحيين. من هذا المنطلق ليست هناك اتفاقيات، لا ثنائية ولا ثلاثية ولا رباعية. هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلد. لذلك لا يخافن أحد، لا يمكننا أن نكون ثنائيين بهذا المعنى السياسي الحالي، نحن ثنائيون بالمفهوم الأول للميثاق، كما كان على أيام الرئيسين الراحلين بشارة الخوري ورياض الصلح اللذين أسسا للبنان المستقل. وأهم من كتب الميثاق كان ميشال شيحا. ولطالما رددت أمام الجميع وعدة مرات، وطبعا هناك من لا يسمع، أن من يحاول السيطرة على طائفة يحاول إلغاء لبنان. فلبنان صيغة فريدة، نعم فريدة لأن فيه توازن إسلامي مسيحي وحضارات متراكمة، وهو المكان الوحيد الذي فيه حوار سليم بالرغم من كل الصراعات الحالية، وهذا ما سنحافظ عليه وهذا ما نحن متفاهمون عليه. بالطبع هناك من لن يستطيع أن يستوعب كل ما نريد القيام به والعمل عليه، ولكننا متأكدون أن من يعارضون الآن، فإن معارضتهم نابعة من معتقدات مسبقة. غدا نرى. لا أحد سيبقى في الخارج، نحن لن نمارس الكيدية".

وقال: "في الموضوع الإسلامي المسيحي، من يراجع كتاباتي عن الإسلام يعرف أني مشرقي، والمشرقية بالنسبة لي هي تراكم الحضارتين المسيحية والإسلامية. المسيحيون كانوا أكثرية في البداية ثم بات المسلمون أكثرية، ولكن في النهاية جميعهم بقوا ضمن هذا الإطار الجغرافي وساهموا في إنشاء هذه الثقافة الحالية المتفاعلة فيما بينها من مسيحية وإسلامية".

وتابع قائلا: "لبنان هو اليوم جوهرة الأرض وجوهرة العالم. شاهدوا ما يحصل اليوم في العالم كله، فيما نحن ما زلنا محافظين على استقلالنا وسيادتنا واستقرارنا، بالرغم مما أحدثته الأزمات من حرارة مرتفعة لكنها لم تستطع أن تشعل حريقا. نحن الآن نعتبر أننا أنقذنا مما يحصل. طبعا الانقسام السياسي موجود، وسنسعى لإعادة ترتيب الوحدة الوطنية لأنها هي الأهم في المحافظة على لبنان واستقلاله وسيادته. كما أننا لسنا آتين لكي نكون ضحايا، آتون لكي نربح معركة لبنان، فنحن لدينا أخوة وأولاد وأحفاد، وهؤلاء من نعمل لأجلهم. من هنا آمل من الجميع أن يعي ويتنبه وأن يكونوا متعاونين ولا يأخذ أحد مواقف مسبقة. لينتظروا أداءنا الذي يدل على ما سنقوم به. في السياسة هناك اختلاف في الرأي أحيانا، وهذا أمر طبيعي، ومن هنا ضرورة الديمقراطية، لكي يعبر الجميع عن رأيه ويأخذ فيما بعد قراراته. وفي الماضي تراكمت الأخطاء، ولا بد أن يخطئ الإنسان مرة في حياته، لكنه لا يستطيع أن يبقى في الخطأ وخلافات الماضي، فإن لم نخرج منها كيف سنبني المستقبل، كيف نبني مستقبلا ونحن ننظر إلى الخلف. طبعا لا يجب أن ننسى الماضي لكي لا نكرر الخطأ. فالماضي إن بقينا فيه لا نستطيع إعمار المستقبل ولكن إذا نسيناه نقع في الخطأ مجددا. هذه الأمور نتمنى أن يفكر فيها كل مواطن".

وقال: "نحن لم نأت إلى هنا بالصدفة، بل نعرف بعضنا منذ زمن، قمنا بعدة محاولات، ولكن الظروف لم تكن مؤاتية، هذه المحاولات كانت منذ سنة 2005 و2006 و2007، وبعدها في 2014 في روما وباريس ولكن هذه المرة الظروف نضجت أكثر. ولكن هل يقال أن كل هذه المحاولات فاشلة، كلا، لو كان باستطاعة الجميع اجتراح حلول لما كانت هناك مشاكل. لذلك حل المشكلة يحتاج إلى مفاهيم جديدة. لا نستطيع أن نقول أن فلان تراجع أو تغير، نحن نعيش هنا ونعرف أن لدينا مكونات وطنية أساسية، وهذه المكونات جميعها يجب أن تتوافق، تجتمع على ما تتفق عليها ومن ثم تتفاهم حول ما لا تتوافق عليه. وأعتقد أن الثقة المتبادلة التي نبنيها في ما بيننا تدعو إلى التفاؤل، ليس العفوي أو العاطفي بل التفاؤل بأن لبنان سيعاد إعماره وسيسترد وحدته الوطنية وسننجح في هذه المهمة، طبعا بمساعدتكم أنتم المسؤولين عن تكوين الرأي في المجتمع. نأمل أن يكون الجميع واقعيا ومساعدا لكي ننجح ويجب أن نحمل رسالتنا إلى كل الناس. فبالشائعات لا يبنى وطن. ونطلب منكم أن تنشروا الحقيقة فقط وتتوقفوا عن محاكمات النوايا، التي هي العائق الأول لتكوين رأي عام صحيح. في كل بلاد العالم باتت محاكمة النوايا تشكل مخالفة كبرى".

وختم قائلا: "نتمنى أن يكون هناك من الآن فصاعدا عهد جديد في لبنان بين كل مكوناته، ونتلاقى سويا في وطن مزدهر مطمئن لمستقبله".

  • شارك الخبر