hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الحريري يعلن دعم ترشيحه لعون من بيت الوسط: هو الخيار الوحيد المتبقي

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 17:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أعلن الرئيس سعد الحريري "تأييد ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، خلال كلمة ألقاها من "بيت الوسط"، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة والوزيرين نهاد المشنوق ونبيل دو فريج وأعضاء كتلة "المستقبل" والنائبين محمد الصفدي وخالد الضاهر وحشد من الشخصيات ورجال الصحافة والإعلام.


وقال الحريري: "منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ذلك اليوم المشؤوم، أمسكت بمسؤولية الفراغ الكبير الذي تركه رجل بحجم وطن. ومنذ تلك اللحظة، كان دليلي في العمل السياسي، وبوصلتي الوطنية والأخلاقية، سؤال واحد: ماذا كان ليفعل رفيق الحريري في مثل هذا الموقف أو حيال ذاك القرار؟ ماذا عسى رفيق الحريري كان فاعلا بعد 14 شباط 2005؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد 14 آذار 2005؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد عدوان تموز 2006؟ وماذا عساه كان فاعلا إزاء الإرهاب الآتي من أقبية النظام السوري إلى نهر البارد؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد 7 أيار 2008؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد انتخابات 2009؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد مبادرة السين - سين؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد الانقلاب على الحكومة في 2011؟ وماذا عساه كان فاعلا بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن؟ والوزير الشهيد محمد شطح؟ وماذا عساه كان فاعلا إزاء انخراط حزب الله في الدم السوري وإزاء الخيارات الهوجاء التي قابلته في عبرا وطرابلس وغيرها؟ أو ازاء العدوان الارهابي والظلم الوطني الواقع على اهلنا في عرسال؟ وماذا عساه كان فاعلا مع نهاية ولاية فخامة الرئيس ميشال سليمان؟ ماذا برأيكم كان ليفعل رفيق الحريري؟ هل كان ليصرخ او ليحرض طائفيا ومذهبيا؟ هل كان ليقول احملوا السلاح في 7 أيار؟ هل كان ليخرج من المحكمة في لاهاي، ويقول إنه لا يريد ان يتكلم مع أحد في البلد؟ هل كان ليوقف الحوار؟ هل كان ليقول بإبقاء الفراغ الرئاسي الى أبد الآبدين؟".

أضاف: "أنا متأكد أن كل واحد وكل واحدة منكم يعرف الجواب: كان رفيق الحريري ليسأل نفسه: كيف نحمي لبنان وأهله، وكان ليتكل عليكم بعد الله ويبادر ويبادر ويبادر ليصل الى تسوية!. واليوم، يعود السؤال البوصلة مجددا. فأتوجه إليكم في لحظة دقيقة ومفصلية، تفرض علينا مواجهة الأمور بكل واقعية وصراحة والتحرك المبادر لإنقاذ بلدنا ومستقبلنا، عوضا عن الاستسلام لمخاطر الجمود والفراغ والمكوث في أسر الماضي. قبل سنتين ونصف سنة، انتهى عهد فخامة الرئيس ميشال سليمان ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي. ومنذ تلك اللحظة، وفي الحقيقة منذ ما قبلها، كنا نحذر من مخاطر هذا الفراغ ونقوم بكل ما يمكننا لحماية لبنان من هذه المخاطر. وكانت أول خطوة حمائية تشكيل حكومة دولة الرئيس تمام سلام، لتفادي الفراغ الكامل في السلطة التنفيذية، أي غياب الرئيس والحكومة في آن معا. بعد ذلك، لم نترك محاولة إلا وقمنا بها لانتخاب رئيس للجمهورية".

وتابع: "بدأنا بالعمل لوصول مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع، وهو الأمر الذي لم يتحقق. إنتقلنا بعدها لطرح أسماء توافقية للرئاسة، إلا أن ذلك لم يجد تجاوبا من أحد عند الحلفاء والخصوم سواء. كنا قد قمنا بحوار أول مع العماد ميشال عون، طلبت فيه أن يتفق مع الدكتور سمير جعجع، لكنني لم أنجح في دفعهما إلى لقاء الحد الأدنى.
وبعد عام ونصف عام من الفراغ، وبعد حصر المتاح بالمرشحين الأربعة الذين تعاهدوا في بكركي، انتقلنا لتأييد ترشيح الوزير سليمان بك فرنجية، على أمل أن يؤدي ذلك بحلفائه المقاطعين إلى حضور جلسة الانتخاب. وبقينا عاما كاملا على هذا الموقف، ولكن أيضا، للأسف، من دون نتيجة. وفي هذه الأثناء، فإن كل اللبنانيين، وكل من كانوا لا يرون ما عانيناه منذ اللحظة الأولى بمخاطر الفراغ الرئاسي، باتوا اليوم يرون بأم العين ما يعنيه فعليا هذا الفراغ. كل اللبنانيين باتوا شهودا على كيف شل مجلس الوزراء؟ وكيف بات التشريع في مجلس النواب إستثناء؟ وكيف بدأ انهيار الدولة ومؤسساتها، فباتت عاجزة عن تأمين حتى أبسط الخدمات الأساسية. ولم يعد إثنان يختلفان على حقيقة الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية التي تنخر لبنان وقطاعه الخاص وحالات الإفلاس وتسريح العاملين بالآلاف والفساد المستشري في المؤسسات".

وأردف: "الأخطر من ذلك كله، بات الجميع شاهدا على عودة اللغة القديمة الجديدة وتعابيرها القاتلة للهوية الوطنية والمنافية للعيش المشترك والسلم الأهلي والاستقرار: لغة "ما عاد بدنا نعيش سوا، وما بقا ينعاش معن"!. كما بات السؤال ينتشر، أو ينشر، علنا وسرا، حول فشل النظام، فشل الطائف، وضرورة فرط النظام وإعادة تركيبه، بينما تتسابق العراضات الميليشياوية على شاشات الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي".

وقال: "نعم، إن الصراحة تفرض علي أن أقول: إن الوضع اليوم أخطر وأصعب بكثير مما قد يكون ظاهرا للكثير منكم. لأنه في الحالتين، مثل هذه اللغة وهذه الطروحات من شأنها أن تؤدي إلى حرب أهلية. حتى لو بقينا على رفضنا للصراعات الأهلية، سيجد هذا الوحش من يزايد علينا، علينا جميعا، ويتبناه. أينفع التذكير أنه في كل مرة وقع فيها لبنان في فراغ رئاسي ولم يبادر فيه أحد للتسوية، إنتهت الأمور بالخراب والمآسي، وبتسويات مجبولة بالموت والدم والدموع؟ في 1958 حصل ذلك، وفي 1988 حصل ذلك أيضا، وفي 2007 بدأ ذلك، وكاد أن يكبر لولا أن بوصلة رفيق الحريري دلتنا إلى القرار الصحيح بعد مأساة 7 أيار. أينفع التذكير أنه في عام 1975، في المرة الأخيرة التي قال فيها بعض اللبنانيين لبعضهم الآخر إنهم لم يعودوا يريدون العيش معا أو أنهم يريدون فرط النظام وإعادة صياغته، تكبدنا جميعا حربا أهلية واجتياحات إسرائيلية واحتلالا سوريا ومئتي ألف قتيل وجرحى ما زالوا معطوبين، ومخطوفين ما زال أهلهم يبحثون عنهم، ودمارا شاملا واقتصادا منهارا ودولة فاشلة، و17 عاما كان لبنان واللبنانيون خلالها على قارعة الجغرافيا والتاريخ والحضارة والتقدم والأخلاق والعلم والعالم".

أضاف: "لا يكذبن احد على احد، ويقول إن أي حرب جديدة لا سمح الله هذه المرة ستكون أرحم أو أسرع أو أقصر. يكفي أن نتطلع من حولنا الى سوريا والعراق واليمن وليبيا، هذه البلاد التي صار أهلها لاجئين مشردين، ان لم يكونوا جثثا عائمة على سطح البحر الأبيض المتوسط. أنا لم أتسلم القيادة السياسية كي يصل بلدي وأهل بلدي إلى هذا. بالأصل، أنا إبن رفيق الحريري، الذي فنى نصف عمره السياسي لوقف الحرب الأهلية، ونصفه الثاني لمحو آثارها الكارثية. نحن لو أردنا الإستسلام للغرائز وردات الفعل الهوجاء التي يتمناها ويراهن عليها خصومنا قبل المزايدين، لكنا دخلنا في صدام أهلي دموي في 7 أيار 2008، لكني رفضت يومها، كما أرفض اليوم حتى التفكير بمثل هذا الإحتمال، لأني كنت دائما وما زلت دائما أفكر بالناس، باللبنانيين واللبنانيات، بإبنائهم وبناتهم، بحياتهم ومستقبلهم. ولا يساور الشك احد منكم بأننا لو سرنا في 7 أيار بطريق الحرب الأهلية لكنا اليوم بعد 8 سنوات ما زلنا غارقين في مآسيها!
نحن من مدرسة تاريخها وحاضرها ومستقبلها بإذن الله قائم على التضحية من أجل الناس،
لا التضحية بهم! في الأصل أيضا، أنا لم أخض معترك العمل السياسي كي أكون نائبا أو رئيس كتلة نيابية أو رئيس حكومة. إخترت مواصلة مسيرة رفيق الحريري، بكل ما تعنيه من حب لبنان وإرادة للاعمار وحرص على كرامة اللبنانيين وأمنهم الإجتماعي واستقرارهم وتعلق بالعلم والتربية والثقافة ورفض للطائفية والمذهبية والتخلف الإقتصادي والسياسي والحضاري. وكان خياري مواصلة هذه المسيرة، تجسيدا لإرادة أكثر من مليون لبناني ولبنانية نزلوا إلى الساحات ليقولوا: سنكمل مسيرة رفيق الحريري، رغما عن القتلة. وحتى اليوم، ورغم كل الخلافات والنزاعات ما زال اللبنانيون من كل المذاهب والطوائف والإنتماءات السياسية، وإزاء الحالة المزرية التي بلغتها الدولة والسياسة والإقتصاد والخدمات في بلدنا، يترحمون على الفترة الذهبية التي عرفها لبنان قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وتابع: "لو أردت الثروة لما دخلت الحياة السياسية أصلا وأنفقت فيها كل ما ورثت دفاعا عن حلم من أورثني. رفيق الحريري ثروة وثورة. ذهبت الثروة حماية للثورة. الثورة على العنف. الثورة على الكيدية. الثورة على الاحقاد. الثورة على من يريد إقناعنا بأن لبنان مستحيل".


وقال: "أعلم جيدا أن هناك من سيقول إننا قادرون حتى الآن على حماية بلدنا من انتقال نيران الحروب المجاورة إليه. وهذا صحيح، لكن السؤال الحقيقي هو: إلى متى سنبقى قادرين إذا ما واصلت الدولة مسار تلاشيها؟ هل فكر احد ماذا سيحصل بعد عدة اشهر عندما تجري الانتخابات النيابية وتصبح الحكومة مستقيلة دستوريا، في غياب رئيس يقوم بالإستشارات ويكلف شخصا بتشكيل حكومة جديدة؟ حينها نصبح بلا رئيس جمهورية وبلا حكومة. وماذا سيحصل لمجلس النواب عندما سيرفض نصف النواب في المجلس الجديد إذا لم يكن اكثر ان ينتخبوا رئيسا للمجلس قبل ما يتمكنوا من انتخاب رئيس لجمهوريتهم؟ ماذا سيحدث حينها للجمهورية، بلا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة ولا رئيس لمجلس النواب؟ ماذا سيصبح بالدولة؟ بالمؤسسات؟ بالاقتصاد؟ بالأمن؟ بالناس؟".

أضاف: "أن يكون لبنان جزيرة من الإستقرار والأمان النسبي في بحر من الدماء والدمار يبتلع المنطقة برمتها، أمر لن يستمر بالصدفة ولا بالدعاء، بل بإرادتنا الواضحة وعزيمتنا الصلبة في الحفاظ على السلام، مع إعترافنا الصريح بحقيقة أن الوقوع في الحرب أسهل بما لا يقاس من الحفاظ على السلام. إن اكتمال النظام الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية هو العنصر الأساس في الاستقرار والحفاظ على الاستقرار. وإن الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية التي نعيشها والمخاطر الأمنية الماثلة أمامنا لا يمكن تصور أي حل لها، ولو موقتا، إلا عبر اكتمال نصاب المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. فكما كان الفراغ في رأس الجمهورية، مدخل ضرب الدولة والنظام والاقتصاد والمؤسسات والناس، يبقى سد الفراغ في رأس الجمهورية هو مدخل الحفاظ على الدولة والنظام والاقتصاد والمؤسسات والناس. وليس لهذا السؤال 20 جوابا، فمن يريد ان يكمل مسيرة رفيق الحريري، ومن يريد ان يحافظ على الدولة ويحمي البلد ويعطي الناس فرصة ليعيشوا ويأكلوا ويعملوا ويتقدموا يجب ان يضع حدا للفراغ الرئاسي، اليوم...قبل الغد. من يريد ان يعطي الدولة فرصة التوازن مع قوى السلاح غير الشرعي يجب أن يضع حدا للفراغ الرئاسي اليوم... قبل الغد. ومن يريد ان يعطي لبنان فرصة ليتخلص من عدم إكتراث المجتمع الدولي وأصحاب القرار حول العالم يجب ان يضع حدا للفراغ الرئاسي اليوم... قبل الغد. من يريد ان يعطي لبنان فرصة يستفيد خلالها من أي مساهمة دولية بمواجهة أعباء أكثر من مليون نازح سوري، يجب ان يضع حدا للفراغ الرئاسي اليوم... قبل الغد".

وتابع: "إذا اتفقنا على أن استمرار الفراغ ليس خيارا، وأن الدخول في صدام أهلي ليس خيارا، وأن الخيار الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، فالحقيقة والواقعية والصراحة تفرض علي أن أقول لكم إن الخيارات اليوم ليست كثيرة.
خيارنا الأول: مرشحنا الأول الدكتور سمير جعجع أو فخامة الرئيس أمين الجميل أو اي ممثل ل 14 آذار لم يأت برئيس.
خيارنا الثاني: مرشح توافقي، وسطي، أيضا لم يأت برئيس.
خيارنا الثالث: الوزير الصديق، لأنه فعلا بات صديقا وسيبقى صديقا بإذن الله، سليمان بك فرنجية، أيضا لم يأت برئيس، فلا نصاب ولا أي محاولة حقيقية جرت من أي طرف غيرنا لانتخابه.
وبقي خيار واحد، العماد ميشال عون، هكذا بوضوح وبصراحة، خصوصا منذ أن تبنى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه، لكن الأهم أننا نحن والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيرا إلى مكان مشترك، اسمه الدولة والنظام، فهو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، ولا نحن نريد لهما ذلك. واتفقنا بصراحة أن أحدا لن يطرح أي تعديل على النظام قبل إجماع وطني من كل اللبنانيين على هذا الطرح. وهذا كلام ينطلق من إجماعنا الذي كتبناه في دستورنا، دستور الطائف، على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية والإنتماء، وأن كل اللبنانيين يرفضون التجزئة والتقسيم والتوطين. وفي حوارنا أيضا وصلنا إلى اتفاق لإعادة إطلاق عجلة الدولة والمؤسسات ولإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد والخدمات الأساسية وفرص العمل، وفرصة الحياة الطبيعية للبنان واللبنانيين واللبنانيات".

وأردف: "أخيرا، وليس آخرا، توصلنا إلى اتفاق على تحييد دولتنا، الدولة اللبنانية، بالكامل عن الأزمة في سوريا. هذه أزمة نريد حماية بلدنا منها، وعزل دولتنا عنها، حتى إذا ما انتهت الأزمة واتفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم، نعود إلى علاقات طبيعية معها".

وقال: "بناء على نقاط الإتفاق التي توصلنا إليها، أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس، لكنه مرة جديدة قرار يستند إلى إتفاق بأن نحافظ معا على النظام ونقوي الدولة ونعيد إطلاق الإقتصاد ونحيد أنفسنا عن الأزمة السورية. هذا اتفاق يسمح لي أن بأعلن تفاؤلي، بأننا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكن من إعادة شبك أيدينا معا لنقوم بإنجازات يستفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا، ونعود لنجعل من لبنان نموذجا للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم".

أضاف: "العماد ميشال عون، وفق القواعد التي التقينا عليها مرشح ليكون رئيسا لكل اللبنانيين، وحارسا لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الإنقسام، سواء جاءت من حليف له أو خصم اختار مواجهته. وسيحرص، كما سنفعل نحن، على الانفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة بالمزيد من اسباب نجاحها".

وتابع: "ما نحن في صدده اليوم هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة، لكنني لن أختبئ خلف إصبعي، فأنا أعلم أن الكثير منكم غير مقتنع بما أقوم به، وبعضكم خائف من مخاطره علي، شخصيا وسياسيا، ويشكك، بناء على تجارب الماضي، بنوايا حزب الله الحقيقية بعد إعلاني هذا، ويقول لي: هذه ليست تسوية، هذه تضحية بشخصك، بشعبيتك، وربما بأصوات ناخبين لك في الانتخابات النيابية المقبلة. ولكل هؤلاء اقول: نعم انها مخاطرة سياسية كبرى، لكنني مستعد أن اخاطر بنفسي وبشعبيتي وبمستقبلي السياسي ألف مرة لأحميكم جميعا، ولست مستعدا لاخاطر مرة واحدة بأي واحد منكم لأحمي نفسي أو شعبيتي أو مستقبلي السياسي. نحن جميعا، أنتم وأنا وكل واحد يقول: "لبنان أولا"، وهو يعني ذلك، "لبنان أولا" يعني لبنان أولا، وليس سعد الحريري أولا. يعني اللبنانيين واللبنانيات أولا، وليس تيار المستقبل اولا. يعني كرامة المواطنين أولا ولقمة عيشهم أولا، وأمنهم واستقرارهم أولا، ومستقبل اولادهم أولا، وحماية الدولة والنظام أولا، وحماية لبنان أولا وثانيا وثالثا وأخيرا".

وأردف: "نعم، اني اخاطر من دون أي خوف، لان خوفي الوحيد هو على لبنان، عليكم أنتم، على مستقبل اولادنا، ولو كان هدفي الشعبية لكان الامر أسهل بكثير، ارفع صوتي، والوح بإصبعي واحقن الشارع، بالتحريض الطائفي والمذهبي الرخيص. نعم: لن تكون المرة الاولى ولا الأخيرة التي نفتدي فيها الوطن والدولة والاستقرار بمصلحتنا السياسية والشعبية، سنسمع المزايدين قبل الخصوم يقولون: ايضا تضحية جديدة. ولكن نحن في كل مرة ضحينا من أجل الدولة والنظام والوطن والناس، لم نسأل إلا عن رضا الله وتركنا الحكم للتاريخ علينا. بوصلتنا أن التاريخ والشعب اللبناني أنصفا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على كل تضحياته، وصولا إلى أكبرها وآخرها لأجل الوطن. وعندما تكون نجل الذي ضحى بحياته لأجل وطنه وشعبه، لا تسأل عن ثمن التضحيات، مهما كبرت أو كثرت. وكما كان يقول الرئيس الشهيد: مش مهم مين بيجي ومين بيروح، المهم يبقى البلد. قرار نابع من الخوف على لبنان؟... نعم قرار قائم على الأمل بلبنان واللبنانيين؟...نعم وألف مرة نعم".  

  • شارك الخبر