hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

مواصفات الرئيس القادم... من لبنان الآتي!

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

فاجأني أمس اتصال من شركة مكلَّفة من أحد المرشحين الى رئاسة الجمهورية، يتمنى عليّ تحديد ثلاثة مطالب وطنية عامة أتوجه بها الى رئيس الجمهورية الذي سيملأ فراغ بعبدا.

المتصل أوضح أن الرئيس الجديد يريد أن يشكّل بيانه الرئاسي من المطالب الشعبية، وبناء عليه تقوم الشركة باختيار عينات عشوائية، لتحمل مطالبها الى المرشح الرئاسي.

سررت بالمبادرة وعاجلت محدثي بالقول: أرجوك ان تفسح لي مساحة زمنية لا تتخطى الثلاث دقائق، وأترك لك حرية الاختيار، في أن توصل كل ما سأطلب الى المرشح الكريم أو أن تختار ثلاثة مطالب، ترى فيها الافضلية في أن تصل الى مسامعه.

ومن دون أن أنتظر موافقته على طلبي، قلت:

- أريد رئيساً لا لون ولا رائحة له سوى لون العلم اللبناني ورائحة الارز.

- أريد رئيساً يتقن العربية ويفهم اللغة الشعبية لا لغة السفارات والقنصليات.

- أريد رئيساً، يتعهد بألا يكون رئيس بعبدا فقط بل يكون رئيس ال 10452كم2.

- أريد رئيساً صوته جهوري لا يعلو فوق صوته الا صوت الحق.

- أريد رئيساً، قدماه في صلب الارض بين الفلاحين والمزارعين والحرفيين والصناعيين والطبقة الكادحة، ورأسه عالياً شامخاً في المحافل الدولية.

- أريد رئيساً، عيناه على الماضي وقلبه على المستقبل.

- أريد رئيساً قبعته الدستور وبزته الميثاقية.

-  أريد رئيساً يؤمن بدور الشباب، وبالتكامل بين الاجيال.

- أريد رئيسا يقسم بتسليح الجيش وحماية حق اللبنانيين في الدفاع عن ارضهم تجاه اي اعتداء خارجي.

- أريد رئيساً يتقن علم الجمع ويجهل القسمة.

- أريد رئيساً مارونياً، كاثوليكياً، أرثوذوكسياً، أرمنياً سنياً، علوياً، درزيا، شيعياً، علمانياً

- أريد رئيساً يرفع النفايات من الشارع، ويسهرعلى العتم الى أن ينير سواد كحلته.

- أريد رئيساً يعيد مياهنا المهدورة الى صنابير منازلنا.

- أريد رئيساً، يرفع الحرمان عن البقاع وطرابلس وعكار ويحتضن الجنوب.

- أريد رئيساً يؤمّن لي ولأولادي الحد الادنى من الاستقرار المفقود.

- أريد رئيساً قادراً على معالجة ملف النازحين واللاجئين.

- أريد رئيساً قادراً على الدفع قدماً بقانون انتخابي حديث، يؤمن صحة التمثيل ويمنع تهميش الكفاءات.

- أريد رئيسا كلمته ميثاق، ووعده قسم وعهد، يدخل بعبدا مرتديا "بدلة بيضاء"، يلبسها لحظة خروجه منها، من دون أن تكون ملطخة بأوساخ الحقبة، وتبقى حقيبته موضبة، استعداداً للرحيل في حال خارت قواه عن النضال وتحقيق ما وعد به.  

أنهيت مكالمتي، ووجدتني أنهي معها مقالي، بفائض من الاحلام المرة، فأي رئيس هو ذلك الذي يستمع الى مطالب الشعب! وإن كان بين المرشحين من اشتمل على صفات للرئيس الذي يحلم به الشعب، فهو أعجز من أن يسير عكس التركيبة السياسية القائمة، في بلد طوى شهوره الثلاثين بلا رأس، وسنواته التسعين بلا روح.

  • شارك الخبر