hit counter script

مقالات مختارة - غسان ريفي

مخاوف «مستقبلية» من «يوم غضب»

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 07:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

لا تخفي قيادات في «تيار المستقبل» تخوّفها من إمكان أن يؤدي إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية خلافاً للمزاج السني في لبنان، الى تحرك شعبي كبير في الشارع يقوده «المتضررون»، وذلك على غرار «يوم الغضب» الشهير الذي دعا إليه «التيار» في طرابلس غداة قبول الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة في 25 كانون الثاني 2011، تحت عنوان: «الخروج عن الإجماع السني».
واذا كان احتمال أن يعلن الحريري اليوم ذلك، بات مستبعداً، خصوصاً لما تعنيه ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن، من رمزية في الشارع السني عموماً والطرابلسي خصوصاً، فإن بعض قيادات «المستقبل» تخشى أن ينزلق الحريري الى ترشيح عون، من دون أن يُصار الى انتخابه فعليا في جلسة 31 تشرين الأول، خصوصاً، في ظل القناعة السائدة منذ سنتين ونيف بأن حزب الله لا يريد رئيساً للجمهورية، وهو ربما بذلك يكون قد كشف مخطط حزب الله، لكنه في الوقت نفسه سيكون أكبر الخاسرين في شارعه وفق القول المأثور: «رضينا بالهمّ، والهمّ ما رضي فينا».
وما يضاعف مخاوف «القيادات الزرقاء» جملة من التطورات التي يمكن أن تلي إعلان الترشيح وتنعكس سلباً على الحريري شخصياً، وعلى حضور «التيار» وشعبيته وأبرزها الآتي:
أولاً: تنصيب الرئيس نجيب ميقاتي زعيماً للمعارضة التي غالباً ما تشكل عامل جذب للشارع السني، خصوصاً عشية الانتخابات النيابية، وهو يبدو مستعداً للعب هذا الدور مستقبلاً، في ظل التناغم القائم بينه وبين المعارضين لانتخاب عون وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية.
ثانياً: تقديم كل أنواع الأسلحة لوزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي لاستهداف الحريري وتياره وتصفية الحسابات معهما في الشارع، خصوصاً أنه هدد أكثر من مرة بـ «عصيان مدني» في حال أقدم الحريري على انتخاب عون أو النائب سليمان فرنجية، علماً أن ريفي ألمح الى ذلك يوم أمس في النداء الذي وجّهه في الذكرى الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، حيث دعا «اللبنانيين الى أن يكونوا على الموعد لمواجهة ما ينتظرنا من تحديات».
ثالثاً: قيام المتضررين من أزمة الحريري المالية من موظفين في الداخل والخارج، مصروفين كانوا أو يعملون بـ «السخرة» منذ أكثر من سنة بالنزول الى الشارع رفضاً لترشيح عون من حيث الشكل، وللمطالبة بحقوقهم والرد على الحريري من حيث المضمون.
رابعاً: وصول الحريري الى رئاسة الحكومة منهكاً وغير قادر على مواجهة شروط الخصوم لا سيما حزب الله وتحديداً بما يتعلق بالبيان الوزاري.
خامساً: فقدان الحريري للغطاء الشعبي الذي لطالما كان يتحصن به في مواجهة خصومه، وفي دعم مواقفه وتوجهاته السياسية.
ووفق نقاشات أهل «تيار المستقبل»، ثمة قناعة بأن الحريري اتخذ قراره النهائي بترشيح عون لرئاسة الجمهورية منذ أن قام بزيارة النائب سليمان فرنجية في بنشعي، وإن كل ما فعله ويفعله من لقاءات خارجية وداخلية هدفه التخفيف من وقع الصدمة على شارعه، وتمرير هذا الترشيح بأقل الخسائر الممكنة.
في حين يرى مطلعون على أجواء «المستقبل» أنه «مهما حاول الحريري ذلك، فإنه لن يستطيع التخفيف من حجم الخسائر التي ستلحق به خصوصاً في ظل تراجع شعبيته، ووجود مَن يتحيّن الفرصة للنيل منه واستهدافه، ومواجهته لاحقاً على صعيد لبنان كله».

  • شارك الخبر