hit counter script

مقالات مختارة - وصفي الامين - الجمهورية

الشرق الأوسط بين «نعومة» كلينتون و«خشونة» ترامب

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وصفي الامين - الجمهورية
دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة الترقّب والانتظار، مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية الأميركية. فالغموض الذي يلفّ توجهات السياسة الخارجية الأميركية المستقبلية، أيّاً كان الفائز، والمخاوف من تبدّلها، يحتّمان على دول المنطقة الإستعداد للتغيير المتوقّع في معادلات القوة، بالسعي إلى إعادة صياغة سياساتها.مواقف المرشحَين، الديموقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، مختلفة، بل ومتناقضة أحياناً. ولكنّهما متفقان على عدم الرضى عن سياسة الرئيس الحالي باراك أوباما، وعلى عدم فاعليتها في القضايا العالمية والإقليمية الأساسية.

فالأساس الذي ستقوم عليه سياسة الرئيس المقبل، هو التحوّل نحو آسيا (حيث العالم)، ضمن استراتيجية الإستدارة التي تهدف إلى مواصلة السيطرة على الممرات المائية والبحار والأسواق، والحدّ من تنامي قوة الصين، المنافس الأساس الذي يهدّد هيمنة الولايات المتحدة، واحتواؤها إقليمياً ودولياً.

ولكي تتمّ الاستدارة بنجاح، يرى بعض صناع القرار الأميركيين ضرورة الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، وفك الارتباط معها، إذ لم تعد أولوية، كما في سياسات الإدارت السابقة.

تتطابق مواقف كلينتون مع مواقف أوباما على المستوى الاستراتيجي، لكنّها تختلف في النواحي التكتيكية. هي ستكمل ما بدأه في الاستدارة نحو آسيا. وإحدى الركائز الأساسية لهذه الاستدارة، هي حماية ظهر الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالشراكة الاستراتيجية مع الحلفاء في المنطقة.

وأبرز تجليات هذه الشراكة هي:

- حماية أمن إسرائيل والحفاظ على تفوّقها. وحماية أمن الحلفاء من التهديدات الخارجية، بمحاصرة الدول والجماعات المعادية، أو إسقاطها، بذريعة «مكافحة الإرهاب ونشر الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان».

- التعاون مع السعودية في حربها على اليمن، الذي ساعد الرياض على التحمّل حتى اليوم.

- الحفاظ على وتيرة الأزمة السورية، بعرقلة الحلّ السياسي.

- دفع «داعش» إلى الخروج من العراق، وحصره في سوريا، لمواصلة استنزاف روسيا وإيران وحلفائهما.

- ربط فرص استئناف «مفاوضات السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بمآلات الأزمة السورية.

تنحو كلينتون، في رؤيتها لحلّ قضايا المنطقة، إلى عدم التدخل الفعال، مع الحفاظ على حضور وازن لحماية مصالح بلادها ومصالح حلفائها، خصوصاً الأوروبيين والآسيويين، ولمواجهة منافسيها، وعلى رأسهم الصين وروسيا، ومنعهم من ملء أيّ فراغ تتركه في المنطقة.

وفي المقابل، ترى أنّ شعار ترامب «أميركا أولاً»، ليس رداً مناسباً على التغيير الذي يشهده العالم. كما أنّ العودة إلى الاستعمار المباشر، لم تعد ممكنة. فبظهور قوى عالمية جديدة، لم تعد الولايات المتحدة قادرة، بمفردها، على «تحمّل المسؤولية الكونية». وبالتالي، ينبغي التكيّف مع القوى الصاعدة.

  • شارك الخبر