hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

عن الفارق بين عون وفرنجية لدى "المعسكر الازرق"

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد سنتين ونصف من الفراغ الرئاسي لا يزال سؤال أساسي يطرح نفسه: ما الذي يجعل "تيار المستقبل" يفضّل، بغالبيته، خيار سيلمان فرنجية على ميشال عون؟ ما الذي يجعل فؤاد السنيورة "يبلع" رئاسة "بيك بنشعي" ويرذل رئاسة "جنرال الرابية"؟ ما السرّ الذي يجعل العديد من "الزرق" يفضّلون "الممانع" فرنجية على "الممانع" عون؟ كيف لبعض "المستقبليين" أن يحاضروا بحيادية رئيس "تيار المرده" ويحجبونها عن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح"؟ أصلا كيف يمكن ان يكون هناك فوارق بين الرجلين عند "المعسكر الازرق"؟ لماذا يشيطنون ميشال عون و"يسايرون" سليمان فرنجية مع العلم ان الاخير من "قدامى" الممانعة وصديق بشار الاسد حين كان عون في موقع الخصومة له؟

تختلف الاجوبة عند "جماعة المستقبل": البعض يقول ان فرنجية لم يذهب بعيدا في استفزاز الطائفة السنية، آخرون يؤكدون ان فرنجية في الحكم والسلطة اكثر مرونة من عون، فريق ثالث يستحضر الرياض وحساباتها. وهنا يكمن كل الموضوع.

حين تبنّى الرئيس سعد الحريري ترشيح عون وُضِع على الطاولة سريعا مسار العلاقة بين آل فرنجية وأمراء السعودية. يمكن للمهتمّين ان يطّلعوا على كتاب "وطني دائماً على حق"، الذي كشفت فيه  صونيا فرنجية جزءاً من تاريخ العلاقة الذي ربط بين آل فرنجية وأمراء السعودية وفي إحدى محطاتها زيارة سليمان فرنجية الرياض عام 1973 مع النواب عبدالله الراسي وطوني فرنجية وناظم عكاري، واستقبال الملك فيصل لهم في خيمة تتّسع لـ700 شخص حيث رقص مع أشقائه "العرضة النجدية" ترحيباً برئيس لبنان. تحدّثت ايضا  عن إتقان أحد الأمراء للهجة الزغرتاوية ووولع أمراء آخرين بالكبّة الزغرتاوية...

لكن لاحقا جاء تعزيز العلاقة مع آل الاسد على حساب الحقبة الذهبية مع السعودية، فطبش ميزان العلاقة مع آل سعود تدريجاً نحو الخصومة والكباش المباشر، فصار ابن "الخط" أحد ألدّ أعداء المملكة بما أنه على الجبهة نفسها مع بشار الأسد.

الخصومة على خط بنشعي- الرياض اتّخذت اشكالا عدّة وصلت الى حدّ اتهام فرنجية السعوديين قبل انتخابات 2009 بدفع الأموال لتقوية نفوذهم في لبنان وليس لتقوية تحالف 14 آذار ولا لدعم مسيحيّي لبنان "لأنه في النهاية لا يهمّهم أمر المسيحيين في لبنان، بل إضعافهم من خلال دفع أموال إلى الذين لا يمثلون أحداً لشراء الصوت المسيحي لارتهانه بمرجعية آل الحريري"

بالمحصّلة، انتهى مسار المناكفة الطويل (قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعده، قتال حزب الله في سوريا، موقف فرنجية المؤيد لوقوف المملكة خلف دعم التنظيمات الارهابية...)، والذي سبقته مرحلة من المهادنة المتبادلة بين الطرفين، بمباركة السفير السعودي السابق علي عواض العسيري لمبادرة ترشيح فرنجية قبل مغادرته لبنان. والعارفون يتذكّرون كيف أبدى السفير السعودي آنذاك تفاؤلاً غير مسبوق حين بشّر بإمكانية ملء الشغور الرئاسي قبل نهاية العام 2015، وحتى أنه تحدّث عن حتمية عودة السياح السعوديين مع فتح أبواب قصر بعبدا مجدداً!

آنذاك روّجت دوائر ضيقة من فريق الرئيس الحريري بأن "هذا خيارنا الرئاسي وليتحمّل الرافضون مسوؤلية رفضهم، لأن لا خطة ب لدينا". لكن في الوقائع تبيّن ان لبيت الوسط  خطة "ب"، والحريري ربما على قاب قوسين من ترشيح حليف فرنجية "السابق".

لكن سبق ذلك ما قيل انه استياء سعودي من ذهاب العسيري بعيدا في احتضان ترشيح "الشيخ" لابن زغرتا. لا معلومات تؤكّد هذا الامر ولا من وقائع تنفيه. لكن ما يجدر التوقف عنده أمر أساسي وهو تأكيد مطلعين ان تمسّك فرنجية بترشيحه مردّه الى عاملين مهمّين: الاول عدم ممانعة سعودية لهذا الامر لا بل تفهّم له يصل الى حدّ "مباركته"، والثاني عدم مبادرة "حزب الله" باتجاه ثني فرنجية عن هذا "العناد"...

  • شارك الخبر