hit counter script

الحدث - جورج غرّة

الحريري جال وعاد وفي جيبه سر من كلمتين... ميشال عون

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في اللحظة التي يعلن فيها الرئيس سعد الحريري ترشيح او دعم العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، إعلموا جيدا انه الترشيح الأخير للحريري وان عون سيكون رئيسا للجمهورية، لأن الحريري لن يقدم على خطوات ناقصة كما حصل معه لدى ترشيحه للدكتور سمير جعجع وللنائب سليمان فرنجية، وهو لا يريد ان يفشل مجددا لأنه تنقل بين كل المرشحين الرئاسيين المحتملين، وهو ليس مستعدا للإنتقال إلى إسم رابع لن يقبل به لا عون ولا حزب الله ولا القوات اللبنانية وغيرهم، وبذلك تنتهي حظوظه بالوصول الى رئاسة الحكومة.
جال الحريري بين دول القرار وعاد وفي جعبته سر من كلمتين وهو "ميشال عون". والنائب وليد جنبلاط إستشعر السر وقرأه من بعيد وجاهر بأنه يعرفه على حسابه على "تويتر"، وقال "الله يستر"، وعون بالنسبة لجنبلاط هو فعلا "الله يستر" كما أن اللأمر مماثل للرئيس نبيه بري، الذي سيتحول قريبا إلى معارضة يجتمع فيها مع فرنجية وربما الكتائب وما تبقى من قوى 14 آذار.
بري يستعد للمعركة المقبلة، معركة ما بعد انتخاب عون لكي يكون حجر العثرة في خلال عهده، ولكن عون مع الحريري وجعجع وحزب الله سيشكلون فريقا متكاملا يعمل بمعزل عن "ارانب" بري. لأن بري يدرك ان عون سيرد له الجميل قريبا في رئاسة مجلس النواب بعد الانتخابات النيابية وذلك بحسب النتائج، ويسمع همس في الكواليس عن أن حزب الله يعد شخصية أمنية رفيعة لرئاسة المجلس، لأن الأقوى لدى المسيحيين وصل والأقوى لدى السنة وصل، فإذا يجب ان يصل الاقوى لدى الشيعة وان يكون طبعا مدعوما من حزب الله.
يجلس الحريري في بيت الوسط ويحزم أمتعته ليس للسفر هذه المرة الى الخارج بل للإنتقال إلى حيث يريد إلى القصر الحكومي، وهو يعد الدائرة المقربة منه ليوم الانتخاب، لان نصاب انتخاب عون الدستوري والعددي اكتمل على الورقة والقلم، وغالبية من لم يعط رأيه بعد من النواب سينتخب عون لأنه يريد ركوب الموجة، لكي لا يكون خارج العهد المقبل.
بري حاول تفادي شرب كأس عون المرّة، ولكنه تذوقها وسيشربها لمدة عهد كامل وهو قطع التواصل مع التيار الوطني الحر واعلن انه لن ينتحب عون في اي جلسة، وهو مستاء جدا من خيارات الحريري لأنه دعمه في خياره السابق أي خيار فرنجية، وكانوا بأمكانهم تشكيل ثلاثي متناسق. هذا كله وقد انطلق التهويل في الشارع من خلال عروض عسكرية وتهديدات بحصول حرب أهلية، وكل ذلك بسبب وصول عون الى الرئاسة؟ فما هي صلاحيات رئيس الجمهورية؟ وما هي قدراته السياسية غير التمني والاقتراح ورد قانون لمرة واحدة؟
هذا كله في جهة ونقل الرسائل من أزلام سوريا في جهة أخرى، فهؤلاء وعبر check in في دمشق بعثوا بالرسائل "البعثية" عبر حساباتهم على "تويتر"، بأن سوريا لا تريد الحريري، أما اجدى لسوريا أن تنظر الى نفسها وتقوم بحل كوارثها وإبادة شعبها؟ سوريا سُلمت لبنان لسنوات وعليها ان تتقبل انها اصبحت خارجه عسكريا وسياسيا ايضا، وأن لا كلمة لها حتى في ثلثي سوريا فكيف تتجرأ على التحدث في لبنان؟ ولكن في النهاية قطع الوزير السابق وئام وهاب الشك باليقين واعلنها صراحة ان الامر انقضى وميشال عون هو رئيس الجمهورية.
حزب الله ملتزم أدبيا وإخلاقيا بالعماد عون لأنه قدم الكثير للحزب من أغطية سميكة في العواصف، والأخير لم يقدم له شيئا بعد منذ العام 2005 سوى الخيبات والنكسات في أكثر من ملف، وما أكثرها خلال الحكومات المتعاقبة. وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحا منذ ايام قليلة والإمتحان قريب، قريب جداً.

جورج غرّة - ليبانون فايلز - 


 

  • شارك الخبر