hit counter script

مقالات مختارة - ألان سركيس - الجمهورية

القوى السيادية و«لبننة الرئاسة»... سنُسقِط الحواجز

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألان سركيس - الجمهورية
سقطت كلّ الحواجز التي ارتفعت بين قوى «14 آذار» وفرّقتها جماعاتٍ جماعات، فمبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية باتت في حكم المنتهية بحسب أوساط «المستقبل».عوامل عدة أدّت الى نسف مبادرة الحريري، كان أوّلها حجم التكتل المسيحي ضدّها والذي تمثل في تحالف أكبر قوّتين مسيحيّتين أي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والجزء الأكبر من الإكليروس الماروني، إضافة الى التزام «حزب الله» مع عون، وعدم نضوج التسوية الدولية، لتأتي مبادرة الحريري ترشيح العماد ميشال عون وتقضي عليها.

سواءٌ وافق البعض أو بقي رافضاً للمعطى الجديد، وبحكم التقسيمات القديمة، فإنّ عون بات مرشح «14 آذار» أوّلاً، وسقطت كلّ التهم السابقة بأنّه مرشحُ المحور السوري- الإيراني خصوصاً مع بروز رفضٍ تام من حلفاء سوريا وعرقلة وصوله الى قصر بعبدا.

لا شك في أنّ لحظة «14 آذار» كوّنها الشعب اللبناني، لكنّ هناك قوى سياسية كانت تحرّكها وأبرزها «التيار الوطني الحر»، «القوات اللبنانية»، تيار «المستقبل»، الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب الكتائب، وعدد كبير من القوى والشخصيات المستقلّة.

لكنّ عند أوّل مفترق في الانتخابات النيابية عام 2005، غادر «التيار» نتيجة الحلف الرباعي، ليتبعه «الاشتراكي» بعد انتخابات العام 2009 وبقيت «القوات» و«المستقبل» والكتائب إضافة الى بعض المستقلّين في «14 آذار»، وبالتالي فإنّ سير «القوات» و«المستقبل» بعون يعني أنّ الغالبية موافقة، لأنّ بقية القوى لا تملك الحجمَ التمثيلي، وليست لها مقاعد نيابية باستثناء الكتائب والنائبين دوري شمعون وبطرس حرب.

من هنا، تشير المعلومات الأخيرة الى أنّ «القوات» و»المستقبل» ماضيان في لبننة الاستحقاق الرئاسي، ولا تراجع عن ترشيح عون لعوامل عدة، أبرزها أنّ «القوات» ملتزمة مفاعيل المصالحة المسيحية وترى أنّ تتويجها يكون بانتخاب الجنرال وعودة المسيحيين الى الدولة لكي تتصالح السيادة مع الشراكة والميثاقية. وتردّ معراب على المشكّكين في نواياها تجاه عون بالقول: «جرّبونا في جلسة 31 تشرين وسترون صدقَ نوايانا ولمَن ستذهب أصواتنا».

بالنسبة الى تيار «المستقبل»، تقترب الصورة من الوضوح أكثر، وهو إذ يرى إنّ انتخاب عون يفتح الباب أمام عودة الحريري الى السراي وإعادة عمل المؤسسات، فإنه يؤكد أنّ انتخابه سيؤدّي الى مصالحة بين السنّة وجزءٍ من المسيحيين خصوصاً بعد الصدامات التي شهدها التياران بعد مرحلة 2005.

يعرف الحريري حجمَ المعارضة السنّية الرافضة انتخابَ عون، لكنّ الجوَّ العام بدأ يستوعب مفاعيل اللعبة وأنّ الفراغ الرئاسي مكسبٌ لـ»الشيعية السياسية»، ويُهيّئ للمؤتمر التأسيسي الذي سيأتي على حساب السنّة والمسيحيين، وللمفارقة فإنّ النائب خالد الضاهر الذي كان يوصف بأنه السنّي المتشدّد والمتعصّب والذي خرج من كتلة «المستقبل» بسبب تشدّده كان النائب السنّي الأول الذي يعلن تأييدَه عون، ما يدلّ على أنّ المعارضة ليست بالحجم الذي يُصوَّر.

يعترف «المستقبل» و«القوات» بأنّ حجمَ الحواجز كبير أمام وصول عون، لكنّهما يعتبران أنه يمكن إزالتها، وهما يعملان من أجل لبننة الاستحقاق، والدفع قدماً في اتجاه انتخاب عون.

وترى القوى السيادية، أنّ السلّة تحوّلت شروطاً بالمفرق من اجل إيجاد مزيد من العراقيل لكنّها ستسقط الواحدة تلوَ الأخرى بعد إعلان الحريري ترشيح عون رسمياً، خصوصاً أنّ جعجع فتح طريق القصر أمام عون، والحريري استكمل العملية السياسية في اتجاه «اللبننة» بعدما عمل المحور السوري - الإيراني لربط الاستحقاق بملفات المنطقة بهدف مفاوضة الإدارة الأميركية الجديدة.

تتجمّع العوامل لمصلحة القوى السيادية، فالعلاقة بين «القوات» و«المستقبل» عادت الى طبيعتها، و«الاشتراكي» انضمّ الى التحالف الرئاسي، وبكركي التي كانت الركنَ الأوّل في ثورة الأرز ماضية في خطابها السيادي، وجميعهم متفقون على إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس سريعاً، خصوصاً أنّ أوّل حرف من اسم الرئيس بات معروفاً.

  • شارك الخبر