hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

من أجل الرؤساء... "تحيا الدكتاتورية"

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تُقصّر القوى السلطوية المولجة إدارة الحياة السياسية اللبنانية في تشويه الديمقراطية والتلاعب بالميثاقية من أجل رؤساء لا تخلو ممارستهم للديمقراطية من "نكهة دكتاتورية" تُحقق للأول أحلامه وتُؤبّد للثاني مقامه وتُعوّض للثالث افلاسه.

في الرئاسة الأولى، كل المفاتيح التي تحملها القوى الدولية والاقليمية والداخلية وتخبئها للوقت المناسب وفق حسابات كل منها للإتيان بالمرشح الذي ترغب بتنصيبه على كرسي بعبدا، غير صالحة لفتح القفل الذي يوصد باب قصر بعبدا، ورغم أن العماد ميشال عون وحده يحتفظ بالمفتاح بحكم نجاحه في حراسة "بيت الشعب" بكل ما أوتي ممّا يعتبره "أحقية شخصية وميثاقية" برئاسة الجمهورية كونه الممثل الأقوى مسيحياً، ومع أن العوائق السياسية والعقبات الشخصية ما تزال تسد طريقه وتمنعه من وضع مفتاحه، وإن كان مُرصّعاً بالميثاقية، في قفل بعبدا إلى أجل غير مُسمّى، فإن إصرار العماد عون على رفض المنافسة الديمقراطية مع أي مرشح لا يخلو من "نكهة دكتاتورية".

في الرئاسة الثانية، رغم أن البعض يحاول إفتعال أزمة موزاية - بهدف المقايضة ربما - من خلال التهديد المبطن بإحداث تغيير في رئاسة مجلس النوّاب، إلا أن عودة الرئيس نبيه برّي رئيساً للبرلمان تبدو "سالكة وآمنة"، خصوصاً أن لا عوائق سياسية ولا عقبات شخصية يمكنها أن تعكّر ظروف العودة وحتميتها، في ظل متانة التحالف القائم بين الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" والدعم المطلق من سواد الطائفة الشيعية الأعظم اللذيَن يضمنان للرئيس برّي "الأحقية الشخصية والطائفية" في البقاء على رأس المؤسسة التشريعية إلى أجل غير مُسمّى، ما يؤكد أنه حتى "عرين" الديمقراطية لا يخلو من "نكهة دكتاتورية".

في الرئاسة الثالثة، لم يبقَ للرئيس سعد الحريري من أمل في التعويض عن خسائره الشعبية والسياسية والمالية سوى التعامل مع أي محظوظ قد يُنتخب رئيساً للجمهورية بالمثل من خلال احتكار "الأحقية الشخصية والطائفية" بتولّي رئاسة حكومات العهد المقبل كافة، كونه الممثل الأقوى في طائفته، مستفيداً من قدرته على المقايضة عبر تجيير أصوات من يمون عليهم من أعضاء كتلته النيابية الكبيرة لمن يشاء، رغم أن الواقع الوقائع لا يعكسان حقيقة قوته التمثيلية ولا يعززان انفراده بالأحقية في ترؤس الحكومات لولا أن أساس الديمقراطية التوافقية لا يخلو من "نكهة دكتاتورية".

أما وقد باتت الدكتاتورية نوعاً من أنواع الديمقراطية المقبولة من شعب لبنان العظيم المشهود له بصمته وتنازله عن حقوقه الدستورية من أجل الرؤساء، فلا عجب إن جاهر قريباً وهتف "تحيا الدكتاتورية".

 

                                                                

  • شارك الخبر