hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - بشارة الشمالي

مسرحية السباق للبيت الأبيض

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

مع إسدال الستار عن المناظرة الثانية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يرتفع مستوى التشويق ليصل لحد يتمكن من منافسة افلام هوليوود. فضائح من كل الجهات، نبش ملفات قديمة تعود لعشرات السنين، تهرّب ضريبي، تصريحات بذيئة....

"لماذا الآن؟" بهذا السؤال توجّه المرشح السابق عن الحزب الجمهوري تيد كروز ليسأل عن توقيت كشف الفضائح المختلفة المتعلقة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وربما كان كروز يتمنى أن تظهر هذه الفضائح سابقاً لربما كان تفوّق على ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. صحّت التحليلات التي تقول ان الديمقراطيين إنتظروا تسمية ترامب كمرشح عن الحزب الجمهوري لفتح ملفاته بدل فتحها باكراً اثناء الانتخابات التمهيدية، فيصِل منافس جمهوري أصعب للسباق النهائي.

لا تتوقف الفضائح في بلاد العم سام، ولكثرتها لا تبقى الفضيحة في الاعلام لأيام معدودة كي تأتي فضيحة جديدة وتطغي عليها. فمع فضائح الثنائي الرئاسي من يذكر ان الأسبوع الماضي تم كشف وثيقة تفيد بفبركة الفيديوهات الارهابية اثناء احتلال العراق؟. ثم بعد بضعة ايام وثيقة ويكيليكس تؤكد بيع هيلاري كلينتون أسلحة لداعش. من المؤكد ان مسلسل الفضائح لن يقف هنا لا بل سيتابع حتى يوم اعلان النتائج الشهر القادم وطبعاً الى ما بعدها.

حتى الآن تبدو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أقرب للفوز من منافسها ترامب فهي واثقة من نفسها، لا تنفعل او تنجرّ إلى الاستفزازات، تحظى بدعم كامل من حزبها، بالإضافة الى تمتعها بخبرة سياسية كبيرة منذ أن كانت السيدة الأولى في عهد زوجها بيل كلينتون بين 1993 و 2001 ثم سيناتور نيويورك بين 2001 و2009 ولاحقاً وزيرة خارجية بين 2009 و 2013. وبالنسبة للفضائح المتعلقة بها مباشرة فهنالك فضيحة بريدها الالكتروني الخاص والتسريبات المتعلقة به حين كانت وزيرة خارجية.

أما المرشح الجمهوري ترامب الميلياردير ورجل الاعمال استطاع تسلّق السلّم السياسي بسرعة مدهشة متكلاً على خطاب شعبوي يلامس العنصرية في أحيان كثيرة مركزاً على موضوع المهاجرين ومهاجماً المسلمين والسكان من أصلٍ لاتيني. سياسياً يبدو ترامب حتى الآن متخبطاً، فرموز كبيرة من حزبه أعلنت جهاراً انها ضده وختى بعضهم يفضل انسحابه، كذلك في المناظرتين ظهر كمتطفلٍ على عالم السياسة وشياطين تفاصيلها، فهو يقاطع المُحاور او كلينتون أكثر من مرة، يناقض نفسه أحياناً او يناقض نائبه (بالنسبة للموضوع السوري وحلب). وبالنسبة للفضائح حتى هذه اللحظة فهو متفوّق على هيلاري، حيث يهاجَم بتهربه الضريبي وبالتسجيل الذي تم تسريبه وهو يقول أقوال شنيعة عن النساء.

بالرغم من شعبوية ترامب فمن المستصعب أن يتمكن من هزيمة منافسته التي يمكن وصفها بمرشحة المنظومةEstablishment بينما هو يفتقد هذه الميزة، والدليل على ذلك هو تسريب وثيقة تبرهن العلاقة الجيدة بين قادة حملة كلينتون مع المنظومة الإعلامية الأميركية، وتتجلى هذه العلاقة بدعم الصحف الكبرى لهيلاري ومهاجمتها ترامب كنيو يورك تايمز، واشنطن بوست، فورين بوليسي...

مع المناظرتين الرئاسيتين حتى الآن، يبدو اننا سنترحّم على أيام جورج بوش الإبن، أياً كان الفائز فمن المضمون انه سيطلق حرباً ما... بانتظار الحلقة الثالثة من المسلسل الرئاسي فجر الخميس 20 تشرين الأول.

  • شارك الخبر