باقلامهم - الدكتور ريتا الصياح نعمة
خبّرني عن اعلامك أقل لك من انت!
الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 05:54
الاعلام بشكل عام جزء لا يتجزأ من التركيبة الحديثة للديموقراطية، فالعلاقة وطيدة جدًا بين الاعلام، الرأي العام والنظام السياسي. من المعروف أن الديموقراطية هي مراقبة ومحاسبة الشعب الفاعلة والفعّالة للحكام، ومن غير المعقول وجود هكذا مراقبة ومحاسبة لولا اعلام ينشر معلومات دقيقة وأخبار جديدة وتحقيقات عميقة وتحاليل مجدية، ليُصار الى تفاعل مثمر من قبل القراء أو المشاهدين أو المستمعين.
عندما توصل وسائل الاعلام الخبر بمصداقية وأمانة، تكون قد أعطت الشعب فرصة تكوين آراء مختلفة تجاه مسالة ما، مما يخلق حوارات ديموقراطية مفتوحة. بما أن الديموقراطية السياسية هي الاختيار الحر للحكام، لكي نختار "صح"، علينا ان نكون على دراية تامة بالحقائق حولنا.
أما في لبنان، فالديموقراطية هشة، رضيعة حديثة الولادة، اسمها "ديموقراطية" ولكن فحواها نظام طائفي مهترئ، يتذرع بالدين لمكاسب سياسية، ويتذرع بالسياسة لنسف الحريات الفكرية والفنية والتعبيرية وغيرها. فالرقابة المسبقة مستشرية على الانتاجات والمشاريع والأبحاث. اما عن الرقابة المُراقبة للشاردة والواردة على حسابات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، فحدّث ولا حرج.
من يقول أن ما يميز لبنان عن غيره من البلدان العربية هو نظامه السياسي الديموقراطي، فهو كاذب، كاذب، كاذب، أو واهم! فلا ديموقراطية في ظل نظام طائفي يخاف تشريع الزواج المدني لأسباب معروفة، ولا ديموقراطية حقيقية عند تقاسم الغنائم على المذاهب على قاعدة 6 و6 مكرر، والأهم أن لا ديموقراطية في بلد وسائل الاعلام فيه هي وسائل بروباغندا ممنهجة، هدفها غسل الادمغة....لا ديموقراطية في بلد لا تُعطى فيه رخصة جريدة سياسية الا للحاكم أو لأحد أفراد حاشيته المخلصين، في بلد تلفزيونه الرسمي "المأكول حقه" محط سخرية التلفزيونات الخاصة في السر وعلى العلن.
قبل أن نتناول موضوع "الديموقراطية اللبنانية"، لنتكلم عن وضع الاعلام "المهزلة" فيه: يا وطن، خبّرني عن اعلامك، أقل لك من أنت!!