hit counter script

باقلامهم - بشارة الشمالي

ضربة عسكرية أميركية ضد سوريا: بين الواقع والتمنيات

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس مستبعداً أن تشهد الأسابيع القادمة ضربة جوية أميركية ضد الجيش السوري، فالمعطيات العسكرية وخاصة في حلب تشير إلى تقدم مستمر للنظام وحلفاؤه، ووضع المقاتلين يزداد سوءاً من الناحية التنظيمية والعسكرية فالمعارك بين جند الأقصى وأحرار الشام في قمتها في الأيام الأخيرة في الشمال السوري.

عسكرياً أيضاً فإن التعزيزات الروسية في سوريا من نشر لنظامS300 أكان لحماية القاعدة البحرية في طرطوس او المواقع الاستراتيجية للنظام السوري تعتبر رسائل ردع لأية مخاطرة أميركية. كذلك النقزة الإسرائيلية التي ظهرت في الإعلام من جراء هذه التعزيزات تفرض أن مواجهة ما تلوح في الأفق.

على الصعيد الدبلوماسي يزداد التعنّت الروسي بوجه خطوات واشنطن التي تحاول بشتى الوسائل الدبلوماسية حتى الآن توقيف التقدم العسكري في حلب لإنقاذ المعارضة. فموسكو لم تبالِ بجلسات مجلس الأمن، لا بل نشرت الإتفاق مع واشنطن حول الهدنة للعلن. فهي مرّت بتجربة الهدنة في شباط حيث استغنمت المعارضة الفرصة لتعزيز وضعها العسكري، حيث أتت الهدنة لتوقف تقدّم النظام العسكري وقتذاك. وجلسة مجلس الأمن الأخيرة حول المشروع الفرنسي والفيتو الروسي هي دليل آخر. كذلك في بيروت تقوم بعض الجهات الدبلوماسية الغربية بأخذ تدابير احتياطية تحسباً لأي طارىء.

سياسياً، في ظل الأوضاع الداخلية الأميركية المتعلقة بالإنتخابات الرئاسية من الممكن أن تمثّل الضربة العسكرية رافعةً للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في وجه منافسها ترامب الذي يتقدم عليها من بعد المناظرة الأولى حسب بعض الإحصاءات.

من بعد "الإعتذار" الأميركي عن قصف الجيش السوري بالخطأ في دير الزور الشهر الماضي، وتضييع المسؤولية بدخول الدانمارك، بريطانيا واوستراليا على خط تحمّل المسؤولية واجهت موسكو ودمشق هذا الإعتداء بالسكوت. من بعد التحذيرات الروسية العالية النبرة لواشنطن مؤخراً كيف سيكون الردّ هذه المرة؟ هل توجيه الضربة للجيش السوري هو تحييد لروسيا؟ هل ستحمي موسكو هذه المرة الجيش السوري؟ كيف ستتصرّف تركيا؟ هل ستتفرج اسرائيل ام ستتدخل وتشارك كما جرت العادة في ضرباتها ضد الجيش السوري في السنوات المنصرمة؟ من سيسبق الآخر؟ حسم النظام العسكري في حلب أم ضربة أميركية ستوقفه؟

بعد الخطوط الحمر في صيف 2013 وتجاوزها، هل ستنكسر دبلوماسية جون كيري أمام صقور البنتاغون؟

في حال قامت واشنطن بالضربة العسكرية للنظام، هل ستكون كافية لتغيير صورة ادارة اوباما لدى حلفائه في المنطقة كالسعودية واسرائيل والمعارضة السورية من بعد الاتفاق النووي؟

تكثر التحليلات التي تجزم أن واشنطن ستكتفي بالحملة الاعلامية والتهديد حيث لن تتغير استراتيجية اوباما تجاه الوضع السوري في آخر اسابيعه في البيت الأبيض.

فما عسانا ان ننتظر كي نرى مواجهة اميركية جديدة بالمباشر في الشرق الأوسط ام إكتفاء بالجهود الدبلوماسية.

 

  • شارك الخبر