hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

الملتقى الثقافي السنوي الثالث لمستشفى دار العجزة الإسلامية برعاية درباس

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٦ - 14:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت مستشفى جمعية دار العجزة الاسلامية برعاية وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ممثلا برئيس المصلحة الأسرية في الوزارة فيرناند ابو حيدر، "الملتقى الثقافي السنوي الثالث" للمستشفى، بمناسبة "اليوم العالمي لكبار السن" و"يوم العناية الملطفة" و"يوم الصحة العقلية".

حضر الملتقى المدير العام لمؤسسات دار الايتام الاسلامية الوزير السابق خالد قباني، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالمقدم ادوار عيروت، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالرائد بيار قسطنطين، رئيس الجمعية محمود فاعور، نائب الرئيس رياض عيتاني وأعضاء العمدة، مدير المستشفى عزام حوري، المدير العام لمؤسسات محمد خالد وسيم الوزان ممثلا بالشيخ احمد دندن، الامين العام لجامعة بيروت العربية عمر حوري، وحشد من اساتذة الجامعة، رئيس مؤسسات الامام الصدر رباب الصدر ممثلة بعضو مجلس ادارة المؤسسات حسن حمادة، رئيس جمعية خريجي المقاصد الاسلامية مازن شربجي، مدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحاج عدنان فاكهاني، وحشد من الشخصيات السياسية، وممثلين عن مؤسسات كبار السن وجمعيات وهيئات صحية واجتماعية، نقابات صحية وروابط ومستشفيات وجمعيات علمية من نقابة الاطباء.

بعد النشيد الوطني، قدمت للمؤتمر المساعدة الاجتماعية في المستشفى جمال المهيني مرحبة بالحضور، وعرضت لمضمون الملتقى الذي "يناقش مواضيع بارزة تتعلق بكبار السن".

ثم كانت كلمة لفاعور، ألقتها عضو مجلس العمدة في المستشفى عبلة محيو السباعي، فأوضحت أن "المستشفى يعمل منذ تأسيسه عام 1954 على اختصاصات ثلاثة هي خدمة كبار السن المرضى وخدمة المرضى العقليين والنفسيين وخدمة مرضى الغيبوبة والحاجات الخاصة، وقد تميز المستشفى بحجم خدماته وتنوعها لجميع نزلائه البالغ عددهم 600 مريض من كافة المناطق ومن دون تمييز".

وقالت: "اللافت ان منظمة الصحة العالمية خصصت الاول من تشرين الاول ليكون اليوم العالمي لكبار السن، كما خصصت يوم 6 تشرين الاول ليكون اليوم العالمي للعناية الملطفة، والعاشر من تشرين الاول ليكون اليوم العالمي للصحة العقلية. ومن محاسن الصدف، ان تلتقي الايام الثلاثة في شهر واحد، ما دعانا الى إقامة هذا الملتقى الثقافي السنوي الثالث لتسليط الأضواء على المواضيع التي رفعتها منظمة الصحة العالمية لهذا العام، وهي: اتخاذ موقف ضد التمييز ضد كبار السن، والاسعافات الأولية الصحة النفسية والعقلية، والعيش والموت مع الألم مسألة يجب ان لا تحدث. فقد قالوا عنهم حين يتكلم كبير السن فأنصت اليه بشغف، وحين يعمل فتعلم منه بامتنان، فانه الانسان بكامل خبرته وحياته، بحر من التجارب وجيل من العواطف وبقية الحياة".

وأضافت: "يأتي اليوم العالمي لكبار السن كل عام ليجدد العرفان ويرد الجميل للآباء والأجداد، ولكل يد سعت وعملت وأسهمت في بناء المجتمع. ويركز اليوم العالمي لكبار السن هذا العام على موضوع التمييز ضد كبار السن، لمواجهة مفاهيم سائدة وخاطئة عنهم تصور الشيخوخة وكأنها مرادفة بالضرورة للعجز والمرض والإنكسار وليطلق دعوة للتغيير عبر النظر الى كبار السن كقوة نشطة فاعلة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا".

ورأت ان "التمييز يتخذ أشكالا وصورا ومواقف متعددة، بدءا باستعمال المصطلحات السلبية والصور النمطية الخاطئة في لغتنا وفي وسائل الاعلام، وانتهاء بنظرة الفرد والمجتمع، وقد يتم التمييز على أساس السن واعتبار المسنين شريحة عمرية واحدة تتشابه في ظروفها الصحية والعملية والاجتماعية، وفي بعض الاحيان يتم التعامل مع المسن على انه غير قادر على اتخاذ القرار بنفسه، فينكر المجتمع عليه حقوقا بديهية ويصادر منه حريته في تحديد احتياجاته وأولوياته او القيام بمهام معينة. لكن، مع تنامي ظاهرة شيخوخة السكان في العالم، تشير الإحصاءات الديموغرافية والبيانات الصحية إلى صورة إيجابية للتعمر مع توقعات للحياة أعلى مصحوبة بصحة جسدية وذهنية أفضل من ابائنا. وقد نتقاعد من وظائفنا ونتحرر من قيودنا، لكن لا نتقاعد من العطاء وحب الحياة، بل تزداد وتتبلور قدراتنا الإبداعية والإنتاجية لنتطلع من خلالها الى حياة نشطة إيجابية أساسها المشاركة المجتمعية".

وأضافت: "يأتي هذا المؤتمر اليوم، لنطلق دعوة لتغيير أفكارنا ومواقفنا حول الإعمار باعتبارها مرحلة عمرية إيجابية، ولنسعى الى مجتمع تسوده ثقافة حقوق الانسان، ولنطمح ان يستمر نشاطنا وعافيتنا حتى نهاية عمرنا، والى استقطاب المسنين خصوصا المتقاعدين منهم، للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم العملية والحياتية وخلاصة فكرهم، على ان يفيض الحصاد من جيل الى جيل".

وتابعت: "أما في ما يتعلق بالصحة العقلية، فقد رغبنا من خلال هذا الملتقى ان نفتح المجال للحديث بشكل واضح عن موضوع يعتبره البعض غامضا (تابو) غير مسموح الكلام فيه او عنه، والفرصة أمامنا اليوم لنفسح في المجال للاختصاصيين وللجمهور لمناقشة العديد من الجوانب بموضوع الصحة العقلية".

وختمت السباعي: "لا بد من الإلتفات الى ان مستشفانا كان مبادرا في العام 2008 الى افتتاح وحدة خاصة في العناية الملطفة ولأول مرة في مؤسسات الإقامة الطويلة. وان ما نقوم به في هذه الوحدة من اهتمام طبي وتمريضي بالغين، هو إشارة الى اننا نهتم بالانسان في كافة مراحله العمرية، وفي الكثير من أوضاعه الصحية وخصوصا الصعبة منها".

ثم ألقى أبو حيدر كلمة درباس، فقال: "حاول أحدهم ان يقرأ الشيخوخة في عيون الشباب، فوجد في عيونهم انعكاسا صامتا لفكر يقف حائرا بين وجهتين لا اتفاق بينهما: بين سلة من القيم والإدراك والتقدير لكبير السن، وموقف عقيم فارغ من الجهل واللامبالاة، والحقيقة ان الوجهة التي نختار سترسم مستقبلنا، وعلى مثالها تحديدا تكون شيخوختنا. فأيهما نختار؟".

وأضاف: "باسم وزير الشؤون الاجتماعية، الذي كلفني وشرفني بتمثيله اليوم، أنقل اليكم التقدير العميق للجهود التي تبذلون، ولثقافة الفكر والحوار التي تختارون. فما يجمعنا هو مبادرة كريمة مشكورة من جمعية دار العجزة الاسلامية، التي درجت على المبادرة والريادة والنجاح في كل ما تمثله وتقدمه للمجتمع، لا سيما في مجال خدمة قضايا كبار السن في لبنان، لكن أهم ما يجمعنا ايضا مع كل المؤسسات الحاضرة والخبراء والاكاديميين والاختصاصيين والنقابيين، هو حب ذلك الآخر، ذلك الانسان الذي أعطى وربى وعلم وعمل حتى بلغ عتبة خريف العمر وأكمل، وأورثنا مخزونا من الثقافة والخبرة والفكر، تضعونه اليوم مجددا في خدمته".

وتابع: "بالارقام، يتجه العالم كما بات معلوما، نحو ظاهرة شيخوخة السكان، وهي ظاهرة يصفها البعض بالثورة الهادئة او الثورة الرمادية التي ستؤثر حكما على الهياكل الاقتصادية والاجتماعية للدول، ما يحتم على هذه الاخيرة مواءمة سياساتها لمواجهة التحديات الناتجة عن هذا التحول الديموغرافي".

وأردف: "تطور الطب بشكل ملحوظ، ما انعكس إيجابا على إطالة أمد الحياة، لكن التحدي يكمن في ضمان ان يأتي طول العمر متلازما مع ضمان حقوق كبير السن، وفي مقدمة هذه الحقوق الحفاظ على كرامته. من هنا جاء شعار السنة الدولية لكبار السن للعام 2016، (اتخاذ موقف ضد التمييز كبار السن)، وهو شعار يغطي دلالته وابعاده منظومة متكاملة من الحقوق الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، ذلك ان التمييز ضد كبير السن هو في اساس كثير من الانتهاكات واشكال الاساءة والاهمال الممارس بحقه على المستوى الجسدي والصحي والعاطفي والروحي وانساني، وصولا الى انتهاك حقوقه في الخصوصية وتقييد حريته واتخاذ القرارات الخاصة به من دون موافقته".

وأشار إلى أن "مواجهة هذه الانتهاكات هي من اولى اولويات ضمان كرامة كبير السن المكرسة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان (جميع الناس يولدون احرارا متساوين في الحقوق والكرامة)"، مؤكدا أن "وزارة الشؤون الاجتماعية تسعى جاهدة ضمن امكاناتها المتاحة ومعها الهيئة الوطنية الدائمة لرعاية شؤون المسنين، الى رسم وتنفيذ الخطط والبرامج الوطنية الهادفة الى تكريس هذه الحقوق. أما على مستوى التقديمات المباشرة، فتؤمن الوزارة باقة من الخدمات الرعائية لنحو 1300 مستفيد سنويا من كبار السن من خلال المؤسسات الرعائية المتعاقدة معها ومراكز الخدمة المقيمة النموذجية الناتجة لها، فضلا عن تأمين أكثر من 40 ألف خدمة صحية مجانية لكبار السن وخدمات اجتماعية لاكثر من 3000 مستفيد من خلال الاندية النهارية والمستوصفات الناتجة لها، بالاضافة إلى توفير الخدمات الصحية والاجتماعية المماثلة ايضا لكبار السن من خلال 279 جمعية اهلية وهيئة دينية متعاقدة معها على امتداد المساحة الجغرافية للبنان. كل ذلك لا يلغى الحاجة الملحة الى تعزيز المسار التشاركي بين القطاعين الرسمي والخاص للنهوض بقضايا كبار السن وتأمين حقوقهم، ونشر ثقافة الشيخوخة انشطة في الاسرة والمجتمع، والعمل جديا لتغيير الذهنية السائدة وتحويل التعاطي معهم من منطق الاحسان والشفقة الى مفهوم قائم على قاعدة الحق والواجب".

وختم: "يقال ان الشباب يلازم المرء، ينمو معه ويشيب. وثقتنا انه رغم كل التحديات على المستوى الوطني، ما نزال نملك طموح الشاب المؤمن بثقافة الحوار والفكر والحق، وارادة تلك الكبير، كبير السن الذي لن يغيب ربيعه حتى يصبح العنب في كرمه حلوا، فيطيب عصره متى اراد، على عتبة الخريف. نتمنى لهذا الملتقى النجاح، ولكم جميعا دوام العطاء خدمة للوطن والانسان في زمن التحديات الصعبة".

بعد جلسة الافتتاح، عقد الملتقى جلساته التي توزعت على 3 مواضيع، فناقشت الجلسة الاولى موضوع "اتخاذ موقف ضد التمييز ضد كبار السن"، ترأسها المدير الطبي في مستشفى دار العجزة نبيل نجا، شارك فيها الطبيب الاختصاصي في الطب العائلي والشيخوخة ايلي اسطفان، الخبيرة في شؤون كبار السن منال حوراني، والخبير في ادارة النظم الصحية نبيل قرنفل.

أما الجلسة الثانية، فتناولت "الاسعافات الاولية - الصحة النفسية والعقلية"، وترأسها رئيس قسم الامراض العقلية والنفسية في مستشفى دار العجزة جمال حافظ، وشارك فيها مسؤول وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة ربيع شماعي، نائب رئيس نقابة المستشفيات في لبنان فادي علامة، رئيس قسم الامراض العقلية والنفسية في مستشفى دير الصليب دوري هاشم، مديرة التمريض في مستشفى دار العجزة.

كذلك ناقشت الجلسة الثالثة "العيش والموت مع الالم مسألة يجب الا تحدث"، وترأسها رئيس جمعية اطباء الشيخوخة واخصائي العناية التلطفية الدكتور في طب الشيخوخة في مستشفى دار العجزة سلام جلول، وشارك فيها المدير المؤسس لبرنامج سليم الحص للاخلاقيات الاحيائية والاحتراف في المركز الطبي في الجامعة الاميركية تاليا عراوي، نائب رئيس اللجنة الوطنية للعناية الملطفة ميشال ضاهر، رئيس جمعية "سند" لبنى عبد العزيز، ومدير التمريض في الجمعية الممرضة زينب زيبارة. 

  • شارك الخبر