hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

معهد كونفوشيوس اختتم احتفالاته بعيده العاشر

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 13:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام معهد كونفوشيوس سلسلة احتفالات في الذكرى العاشرة لتأسيسه، اختتمها بطاولة مستديرة أقيمت في مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية- طريق الشام، في حضور سفير الصين الجديد وانغ كيجيان، رئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي، الوزير السابق ورئيس مجلس إدارة فرنسبنك عدنان القصار، ومدير معهد كونفوشيوس البروفسور انطوان حكيم، رئيس اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف القاضي شكري صادر وحشد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين ومسؤولين من الجامعة ووفد جامعي صيني وطلاب ومهتمين.

وكانت استهلت الاحتفالات بتذوق أطباق من المطبخ الصيني على مدى يومين في مطعم L'Atelier (التابع لمعهد إدارة الأعمال في الجامعة) من تحضير الشيف لي يوين، واستكملت بطاولة مستديرة أدارتها البروفسورة فاديا كيوان، وتحدث خلالها كل من دكاش وعدنان القصار والبروفسور يانغ يوي من جامعة رمنين الصينية، واختتمت بحفل عشاء أقيم في بهو حرم العلوم الإنسانية، تسلم خلاله كل من دكاش وكيجيان والقصار ويوي وأعضاء مجلس إدارة معهد كونفوشيوس ووفد جامعة شنيانغ، ميداليات الذكرى العاشرة لتأسيس المعهد. كما سلم نائب رئيس جامعة شنيانغ البروفسور لي تياجون، ميداليات الصداقة إلى كل من دكاش وحكيم، وغيابيا الى رئيس جامعة القديس يوسف الفخري البروفسور رينيه شاموسي اليسوعي.

بعد كلمة ترحيبية من رئيس مجلس إدارة معهد كونفوشيوس الدكتور انطوان حكيم، افتتح البروفسور دكاش الطاولة المستديرة بمحاضرة تحدث فيها عن الراهب اليسوعي ماتيو ريتشي "أول أوروبي دخل المدينة المحرمة في بكين، ليصبح مستشارا للامبراطور، وليكون أول من ترجم كتابات كونفوشيوس إلى اللاتينية، ما شكل اكتشافا للفلسفة الصينية بالنسبة إلى الغرب، أدى إلى فتح حوار جدي".

وقال: "حيث أراد الغرب أن يسيطر، اعتمد ريتشي على مقاربة ثقافية ودينية من أربع نقاط: أولها تكيفه مع الثقافة الصينية عبر تعلم اللغة والتأقلم مع أسلوب الحياة وأنماط اللباس، الخ. وثاني هذه النقاط هو التوجه إلى النخبة للتغيير من فوق، وثالثها نشر الديانة المسيحية والثقافة الغربية عبر إبراز إنجازات الغرب التقنية والعلمية، وآخر هذه النقاط هو التسامح مع الكونفوشيوسية التي اعتبرها فلسفة تتضمن فكرة وجود الله".

بعد عرض فيلم قصير عن علاقة عدنان وعادل القصار مع الصين، تحدث القصار راويا بعض شذرات من تاريخه مع شقيقه عادل، لا سيما البدايات يوم كانا في مقتبل العمر لم يتجاوزا العشرين من السنوات، والتقيا بوفد صيني في باكستان دعاهما إلى زيارة الصين ولبيا الدعوة.

استعاد القصار صفحات من ذاكرته المليئة بأخبار "طريق الحرير القديم" يوم كان السفر "مغامرة حقيقية"، وصولا إلى رسم معالم "طريق الحرير الحديث"، وقال: "العلاقات الحديثة بين البلدين بدأت مع توقيع أول اتفاقية تجارية في العام 1955 فيما استهلت العلاقات الدبلوماسية في العام 1971".

وتابع القصار: "منذ بضعة عقود كنا شقيقي وأنا، الأجنبيين الوحيدين في مدينتي كوانغشو أو سوتشو وكان الأطفال ينظرون إلينا مثل كائنين من كوكب آخر (...) اليوم أصبحت الصين ثاني قوة اقتصادية عالمية. والعديد من المحللين الاقتصاديين والماليين يعتبرون أنها قد تصبح القوة الاقتصادية الأولى في العالم. هناك ما يزيد على 1.3 مليار شخص أي واحد من كل ستة أشخاص في العالم يتحدث اللغة الصينية. من هنا تبرز أهمية تعلم الصينية والتعرف على هذا الشعب العظيم، لذا جاء تشييد أكاديمية كونفوشيوس كابتكار عبقري وضروري".

وقبل أن يختم كلمته تحدث القصار عن تأثره في هذه المناسبة، قائلا: "إنني خريج جامعة القديس يوسف، المدرسة التي نحتت كياني وشجعت تطلعاتي وشهدت ولادة أول طموحاتي بأن أصبح رجل الأعمال الذي صرته اليوم (...) كما للصين مكانتها المميزة في قلبي وفي حياتي المهنية، فهي بالنسبة لي منذ العام 1954 نبعا لا ينضب من التعلم والحكمة". 

أما البروفسور يانغ يوي فتحدث عن مبادرة "الحزام والطريق"، قائلا: "حلمنا هو إعادة إحياء طريق الحرير وتنشيط الحضارات الأورو-آسيوية مع الصين. كنقطة انطلاق، ستعبر طريق الحرير الجديدة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وصولا إلى أوروبا، ما يسمح لبلدان عديدة أن تشارك الصين ازدهارها. من أجل تحقيق ذلك يجب الاستثمار بكثافة في البنى التحتية. ولكن حتى ولو استثمرت الصين كل احتياطها من العملات الأجنبية المقدر بـ4 تريليون دولار أميركي، سيظل هنالك نقص بحدود 8 تريليون دولار. لذلك، يتوجب علينا إنشاء شراكة بين القطاعين العام والخاص لكي نستطيع تأمين المبالغ المطلوبة. المخاطر كبيرة من دون أي شك، وأكبرها الخطر المالي".

كما شدد يوي على أن "الهدف الأساسي لمبادرة "الحزام والطريق" هو تحفيز الازدهار العالمي".
وختم: "في عصر ما بعد الأزمات، ستزداد الهوة ما بين البلدان الغنية والفقيرة، وما بين الشرق والغرب، إضافة إلى الفروقات المهمة من ضمن البلد الواحد. سينتج عن ذلك مخاطر كثيرة لكن مبادرة "الحزام والطريق" مصممة لكي تتغلب على تلك المخاطر مع الأمل أن تحمل العدالة إلى العالم".  

  • شارك الخبر