hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

دوري إن حكى...

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عادة لا ينطق دوري شمعون، وحين يفعلها إما يشتم أو... يشتم! هذه المرّة تجاوز كل أنواع الشتائم ليغرق في فنجان الحقد الشخصي.

اقترح نائب الشوف على كل مرشّح لرئاسة الجمهورية فوق الثمانين ان يقدّم شهادة طبية تبرز أهليته لشغل هذا الموقع، ثم خفّض العمر الى 75 عاما، ثم تفاديا للاحراج اقترح ان يكون هناك قانونا عاما "وكل من يودّ الترشّح لوظيفة هامة عليه الحصول على شهادة صحية تؤكّد تمكّنه من ادارة هذا الموقع".

على هذه الحال، إذا ما استندنا الى اقتراح شمعون "الوطني" والنوعي، على كل السياسيين الاتية اسماؤهم ان يقدّموا ما يثبت أهليتهم العقلية للتصريح وممارسة السياسة وشغل مواقعهم النيابية والوزارية والرئاسية تحت طائلة رشقهم بحجارة "القصور الذهني والعقلي"، فيفترض في هذه الحال فتح  مراكز متخصّصة في الصحة العقلية في قصر بعبدا ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب وفي بعض الوزارات...

نبدأ بدوري شمعون نفسه الذي لم يقدّم النموذج لما يجب أن يفعله الاخرون. ابن كميل شمعون هو مواليد 1931 يعني ان عمره 85 عاما. أوف، هذا كثير على نائب يفترض ان يكون لديه ما يكفي من اللياقة البدنية ليستفيق صباحا ويرتدي ملابسه وينطلق في عمله النيابي الذي يتطلب جهدا خاصا في التواصل مع الناس والتشريع (حين تسنح الفرصة) وتأمين الخدمات لقواعده الناخبة مع رشاقة خاصة مطلوبة بالحاح  في أي تظاهرة مثلا تنزل الى الشارع للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية فورا. على الارجح، ما قاله شمعون في "خطابه" الصادم يوم الاربعاء، كاف جدا لعدم الطلب من ابن الدير إبراز شهادة صحية، لأن النتيجة "منه وفيه"!

شمعون الذي يكبر ميشال عون بثلاث سنوات، تفصله عن الرئيس نبيه بري ثمانية اعوام "بالزائد". بري بلغ الثامنة والسبعين، ويتحضّر في 28 كانون الثاني المقبل لولوج عمر ال 79. الشهادة الصحية مطلوبة هنا لأنه تجاوز الحدّ المسموح به من جانب "الريّس دوري".

ولكن لا بأس من الاقرار بأن ابن ال78 يكاد "يلعّب" الجمهورية برمّتها على يديه. لا تكمن القصة في الارانب والمخارج السحرية بل في القدرة على البقاء في الموقع نفسه منذ 24 عاما، فيما نشاطه الزائد يوحي برهانه "الطبيعي" على ولاية لاربع سنوات إضافية. بري، لنعترف، في "عزّ" عطائه، وهو يقترب من الثمانين. لكن اسمح لنا دولة الرئيس "الشهادة الصحية" ضرورية "وإلا بيزعل دوري"!

والوزير رمزي جريج لم "يظمط". وزير الاعلام يبلغ اليوم 76 عاما. رشيد درباس على الحفة (75 عاما). سنراجع دوري لنرى إن كان بالامكان إعفائك من "الشهادة". 

الوزير السابق جان عبيد، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية، مواليد 1939، اي يبلغ من العمر 77 عاما. هل من أحد شاهده يرقص في حفل زفاف ابنه بدوي؟ أنسوا الرقص. الرجل موسوعة متنقلة، حاضر ذهنيا مع ذاكرة خارقة، على الارجح لا تضاهيها ذاكرة سياسية أخرى. يستطيع ان يستحضر تواريخ كبار من صنعوا السلام، كما الحرب، كما النقرة على محرّك غوغل. بلحظة تسترجع تاريخا صافيا في حضرة جان عبيد مع مشاهد وعِبر ودروس وسقطات وانتصارات، وقدرة لافتة على التواصل مع "مفاتيح" اللعبة السياسية والقرار وهو جالس معظم وقته داخل مكتبه في حرش تابت، بعيدا عن فلاشات الكاميرات. مع ذلك، أعذرنا معاليك، "الشهادة الصحية" إلزامية "وإلا بيزعل دوري"!

حسنا، ماذا عن ميشال المر؟. ثعلب المتن من مواليد  1932، اي 84 عاما. من عمر ميشال عون تماما. الاول ولد في 29 ايلول والثاني في 17 شباط، ما يعني أنه يكبر "دولته" بسبعة اشهر. هل من حاجة لاعطاء شهادة في "رئيس دولة المتن" وعاصمتها بتغرين؟ عن حنكته في حمل مفاتيح الزعامة منذ التسعينيات؟ عن رجل لا يهزم؟ ميشال المر للعلم لن يورث مقعده في هذه الدورة الانتخابية لأحد. بعدها سيحمل الياس المر، وليس ميرنا المر، إرث الزعامة المتنية.

قبل أيام أولَم على شرف لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية. في دارته في الرابية اجتمعت تقريبا كل الاطياف السياسية وكأنه في عزّ نفوذه السلطوي. لكن عفوا "دولة الرئيس"، "الشهادة الصحية إذا بتريد، وإلا بيزعل دوري"...!

دوري أرجوك. إبدأ بنفسك أولا وأعطي المثال عن "الشفافية" والصحية. لربما استهضمك البعض من كارهي ميشال عون الذين تحملقوا حولك وضحكوا لك. لكن بالتأكيد انت نقّزت الكثيرين وأثرت تساؤلاتهم بشأن "قدراتك العقلية"...

  • شارك الخبر