hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

بلدية بيروت أقامت مؤتمر رؤساء البلديات الفرنكوفونية

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 18:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت بلدية بيروت مؤتمر الدورة ال36 للجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرنكوفونية (AIMF) تحت عنوان "بناء مدينة العيش معا"، الذي ستستمر اعماله 4 أيام، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بوزير الثقافة روني عريجي، في فندق فينيسيا.

وحضر اللقاء الأمينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية ميشال جان، رئيسة الجمعية عمدة باريس آن هيدالغو، شخصيات سياسية بارزة، رؤساء بلديات الدول الفرنكوفونية، ممثلون أمنيون، سفراء معتمدين للدول المشاركة، إضافة إلى رؤساء بلديات محلية وأعضاء في الجمعية.

وألقى رئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني كلمة شدد فيها على "أهمية بيروت ودورها الفعال والمستمر في تصدير الخبرات والمساندة في دعم المنطقة وإعمارها، مؤكدا صمودها"، مشيرا إلى أنها "أثبتت مرارا وتكرارا قدرتها على صنع المستقبل بفضل إصرارها الدائم على تخطي الصعوبات، وبفضل التعايش المشترك بين طوائفها، الذي يشكل أحد أبرز ركائز استقرارها الوطني".

وتطرق إلى "أهمية المؤتمر الفرنكوفوني الجامع باعتباره فرصة ممتازة لتبادل الخبرات وفتح أبواب مستقبلية للتعاون الإقتصادي والإجتماعي على كل الأصعدة".

من جهتها، شكرت هيدالغو "اللبنانيين لاستقبالهم آلاف النازحين السوريين على أراضيهم"، مشيدة ب"صمود هذا الوطن الصغير، رغم الحروب الكثيرة والنزاعات التي مرت عليه".

وأكدت "دور الفرنكوفونية كرسالة أمل وسلام، وسط ما يمر به العالم من خلال تقبل ثقافة الآخر، رغم الإختلافات وتوفير الحلول للعيش معا".

وبدورها، أشادت جان ب"صمود بيروت"، مشددة على "ضرورة إعطاء الدول إلى الشباب، الأمل الدائم للعيش بحرية مع بعضهم البعض، ومحاربة الإرهاب الذي يفتك بكل البلدان من خلال الإتحاد وتوحيد الكلمة في البلدان الفرنكوفونية".

وألقى محافظ مدينة بيروت كلمة قال فيها: "بداية، اسمحوا لي بصفتي محافظ هذه المدينة أن أرحب بكم في بيروت، وأن أعبر عن فرحي لرؤية هذا المؤتمر يعقد هنا. إن العيش معا في بيروت هو حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها. كما أن تعاقب الثقافات واعتماد لغات عدة طوال تاريخها يعكسان هذا الواقع الذي ميز العاصمة اللبنانية منذ تأسيسها. بيروت اليوم لم تعد لاتينية أو يونانية أو فينيقية، بل باتت مدينة الثقافة العربية، حيث تؤدي الفرنكوفونية دورا مهما، من دون أن ننسى تأثير الثقافة الآتية عبر الأطلسي. هذه المدينة بماضيها الغني وخصائصها العديدة، تعتبر مكانا مميزا للتأمل بالعيش المشترك ودور الفرنكوفونية".

وأشار إلى أن "التعايش مع الآخر المختلف بسبب الثقافة واللغة والدين ليس حقيقة تاريخية مطلقة ولا صفة أنتروبولوجية بسيطة وواضحة"، وقال: "من غير الضروري الغوص في تاريخ المدينة وما واجهته من صعوبات، فيكفي الإشارة إلى حرب عام 1975، لعدم التناسي أن التعايش في هذه المدينة عرف لحظات من الفشل، وصعوبات لم يكن من السهل التغلب عليها".

وسأل: "هل نستنتج أن العنف والحرب هما النتيجة الحتمية للعيش معا؟ وبعبارة أخرى، هل هذه التجربة الإنسانية التي نسميها التعايش محكوم دائما عليها بالفشل؟ الجواب هو طبعا كلا، لأن في الواقع حب الحياة والرغبة في العيش، رغم الصعوبات، كانا دائما الكلمة الأخيرة بالنسبة إلى بيروت".

وقال: "بيروت مدينة صامدة بحكم طبيعتها، ووجودكم هنا اليوم يشهد على القوة التي تميزها وتدفعها دائما إلى اختيار الحياة ضد الموت. وهذا الصمود، هو إرادة الحياة لديها، وتكمن قوتها بأنها تولد دائما من جديد من الرماد، وهي الصفة المتأصلة في ثقافة بيروت والأساطير القديمة، وقد سمعتم بطائر الفينيق الشهير الذي كان يحترق ليعود إلى الحياة في اليوم التالي".

أضاف: "كانت لديكم من دون أدنى شك الفرصة للتجول في وسط بيروت، الذي قد لا يجسد الماضي الغابر، ولكنها تعكس وجها جديدا لبيروت غير مكتمل بعد، لكنه مخلص لتقاليده كملتقى لثقافات الشرق العربي والبحر الأبيض المتوسط وروحانياتهما".

وسأل: "هل يمكن الإكتفاء بهذا الصمود للقول إن التعايش سيكون دائما مصير بيروت؟ وبكلام آخر، هل صمود هذه المدينة هو ضمان لبقائها؟ برأيي كلا، لأن الصمود وحده لا يكفي، بل يجب حمايته بإطار قانوني يعكس التنوع مع ضمان دور كل مكون من مكوناته، فالقانون يجب أن يعكس الرغبة في العيش معا وأن يؤمن له الحماية"، وقال: "إن بيروت هي المكان الجغرافي والتاريخي، حيث كتبت أفضل صفحات التاريخ القانوني. بيروت هي مدينة مدرسة الحقوق الرومانية، هذه المدرسة التي ميزت تاريخ التجربة القضائية الإنسانية، وفيها تم إعداد قانون Justinien المدني، ولها أعطيت الوصاية على الدساتير الإمبطورية. إن مدرسة الحقوق القديمة هذه، كانت تعبر حصرا باللاتينية، في ظل مجتمع كانت لغته اليونانية في ظل الثقافة الهيلينستية، واللغة الأم للشعب كانت الآرامية".

أضاف: "في سياستنا الحالية بمدينة بيروت، نعمل على تعزيز العيش المشترك وحمايته بتطبيق القانون بشكل عادل ومنصف. وفي الواقع، تهدف جهودنا إلى جعل بيروت مدينة جامعة على كل المستويات، وعاصمة لكل اللبنانيين، ومدينة كل البيارتة. وتشمل هذه الجهود آفاقا عدة، بدءا من التخطيط الحضري والمساحات العامة، وصولا إلى النشاطات الثقافية وتنظيم الفعاليات الفنية والرياضية".

وختم: "أشكركم على مبادرتكم بعقد هذا المؤتمر في بيروت، لا سيما أن موضوعه شيق ومهم، وفوائده أيضا مهمة وحيوية. وأعتقد أن هدف هذه المدينة المتعددة الثقافات تعزيز الفرنكوفونية الشاملة والمنفتحة على كل الثقافات واللغات. كما أعتقد أن هذه الفكرنوفونية التي تحترم مختلف التقاليد، سيكون لديها المستقبل في العالم الحالي".

من جهته، شكر عريجي الحاضرين ل"عقد هذا اللقاء في لبنان"، مؤكدا "أهمية مدينة بيروت كنقطة التقاء للعالم".

وركز على "دور المسؤولين في العمل لمصلحة المدينة وإعطائها الحياة من خلال الإنسان عبر تعزيز التعايش المشترك والحياة الثقافية والإجتماعية وعدم الإنجرار وراء الطائفية"، لافتا إلى "أهمية التعاون مع الدول الفرنكوفونية لتحقيق ذلك".

وتخلل المؤتمر ورش عمل أخرى تحدثت عن دور الإقتصاد الإجتماعي وأهمية التضامن في سبيل بناء مدينة العيش معا، الممارسات المتوجب على المجتمعات اتباعها للعيش معا،
إضافة إلى التمويل المساهم في بناء المدينة.

  • شارك الخبر