hit counter script

أخبار محليّة

بهية الحريري: الاصلاح الشامل يؤمن للاجيال بيئة آمنة ومستقرة

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 12:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح معهد المواطنة وإدارة التنوع التابع لمؤسسة "أديان"، بالشراكة مع منتدى الفكر العربي، وبتمويل من السفارة البريطانية في لبنان، الإجتماع الإقليمي حول "الإصلاح التربوي لمواجهة التطرف في المنطقة العربية" في فندق البريستول، ويستمر يومين.

حضر الإجتماع النائب بهية الحريري، رئيسة مركز البحوث التربوي في لبنان ندى عويجان، رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو ونخبة من الأكاديميين والباحثين العرب والمهتمين في مجال التربية.

بداية، ألقى زياد الصايغ من مؤسسة اديان كلمة قال فيها: "امام هذا الإجتماع فرصة للبحث في الإشكاليات وتبادل الخبرات من خلال النقاش الحر، على أن يصدر عنه توصيات، ثم تقرير متماسك يرسل الى صناع القرار في المنطقة العربية".

ثم تحدثت مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوع الدكتورة نايلا طبارة مرحبة بالحضور "بهدف مواجهة التطرف في منطقتنا"، وقالت: "الصورة أمامنا قاتمة، ولكن إذا نظرنا الى تاريخ الأفكار والذهنيات فلا يمكننا إلا تقدير ما وصل اليه التطور في الفكر البشري من احتضان التنوع الى الجندر، الى احترام الآخر".

وأضافت: "هنا يأتي دور التربية للاجابة على المشهد القاتم، لذا فإن دورنا هو في تحديد مشاكلنا في المجتمع العربي، واقتراح حلول جريئة لمواجهة الصعوبات والمعوقات ولا سيما في مجال التاريخ والتربية المدنية والفلسفة ومادة الدين".

وطالبت "بإيجاد قاعدة للسياسات التربوية كي تؤسس لمواطنة حاضنة للتنوع"، ثم عرضت لأنشطة المعهد الذي ترأسه والبرامج التي تديرها.

واشارت الى ان "مؤسسة أديان عملت مع المراجع الدينية في لبنان على تطوير أدلة تربوية دينية عند المسيحية والإسلام لإدراجها في مدارس لبنان، كما عملت على إقرار برنامج يستهدف القادة الشباب للتصدي للتطرف، وقد تخرجت الدفعة الاولى منهم من 19 دولة في سياق اكتساب مهارات التواصل وتفكيك لغة التطرف".

وأعلنت عن مؤتمر سيعقد في كوريا الجنوبية الشهر المقبل عن تعزيز التربية والمواطنة في العالم، ومؤتمر آخر في هذا الاطار سيعقد في لندن.

ثم تحدث امين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمود ابو حمور ناقلا تحيات رئيس المنتدى الأمير الحسن بن طلال، لافتا الى النقاط المشتركة بين عمل المنتدى ومؤسسة "أديان" لجهة الحوار والمبادرة وإيجاد المناعة ومعالجة الأسباب.

ورأى ان "هناك الكثير من الحديث عن محاربة التطرف، لكن الحديث كان في معالجة الأعراض والأسباب"، ومن أبرزها وجود مبادرة للتركيز على المهمشين وعلى غياب فرص العدالة"، معربا عن اسفه "لتحول محاولات التغيير السلمية في الوطن العربي الى حروب دموية".

وسأل: "متى نرتقي بالتعليم من التلقين الى الإكتشاف، وذلك لتعزيز المناعة لدى الطفل تجاه أي أفكار متطرفة"، معتبرا ان "العالم العربي يعيش في حالة إحباط اليوم"، ومشددا على ضرورة التعاون لمواجهة الإرهاب".

من جهتها، اشارت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة عويجان الى اننا "نعيش في دوامة تغذيها بعض الدول والجهات صاحبة مصلحة في إلغاء الإرث الحضاري لهذه المنطقة"، منوهة بهذا الإجتماع "نظرا لأهميته في مجال بناء مداميك الصداقة والتواصل، ولأن العيش الواحد أصبح حاجة تنموية وللحد من الإنفصالات والمواقف الراديكالية".

وكشفت عن "ورشة تطوير تربوية تحصل الآن في لبنان، مبنية على المتعلم الداعي الى المحبة بعيدا عن الإنحدار الفكري، وعلى المتعلم المتسامح لا المتطرف". وقالت: "هدفنا الإصلاح ورسم صورة مشرقة للوطن الحاضن لهذا التنوع الديني"، مؤكدة "الرهان على التربية في بناء الإنسان، آملة في أن يكون أساتذتنا وتلامذتنا رسلا لهذه القيم".

وألقت النائب الحريري كلمة قالت فيها: "لا نستطيع في هذه الظروف الشديدة المأساوية من تاريخنا أن نهدر الوقت في المراجعة والمساءلة، أو النقد والتقييم، لأن التطورات المأساوية التي تحيط بنا أسرع بكثير مما نتصور. فبينما نحن نعالج أسباب الإصلاح التربوي لمواجهة التطرف في المنطقة العربية يشرد الملايين من بيوتهم ومدارسهم، ويفقدون كل أسباب الحد الأدنى من العيش الكريم".

وأضافت: "عندما نقارب مسألة العنف في منطقتنا، فإننا نتحدث عن آفة تحكمت بحياتنا واستقرارنا ومستقبلنا على مدى ما يقارب السبعة عقود، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، ومنطقتنا مسرحا للنزاعات والحروب، والتي تسبب بالكثير من الدمار والإنهيار والتشرد والضياع".

وتابعت: "لا أريد في هذه الدقائق القليلة أن أخرج عن موضوع هذا الإجتماع في حضور نخبة مميزة من رائدات ورواد التربية والتعليم في منطقتنا العربية، وهي القضية التي تشهد تطورا سريعا واستثنائيا على مدى الدقائق والساعات وعلى مستوى العالم، والتي تجعل من الدول المستقرة والمتقدمة في حالة استنفار دائم لمواكبة تحديات التعليم ومستلزماته، ولا شك ان للتعليم دورا أساسيا في تحقيق النهوض والإستقرار لدى كل المجتمعات وعلى مدى التاريخ، إذ إن كل ازدهار وتقدم واستقرار كان للمعرفة والعلوم والثقافة دور أساسي فيه، وان كل فشل وتخلف على مستوى الدولة والمجتمع يؤدي حكما الى الإنهيار والضياع والعنف والتطرف في كل أشكاله".

وقالت: "لقد شهدنا في العقود الماضية أنماطا مختلفة من التطرف، العلماني والقومي والديني وغيره، وهذا نتيجة لسبب واحد وهو الفشل في إقامة الدولة الحديثة بكل أسبابها وفي مقدمتها العدالة التربوية والنهوض التربوي".

وأعلنت الحريري "اننا نمتلك تجربة مؤلمة ولسنوات طويلة من العنف المسلح الذي طال استقرارنا وعمراننا واقتصادنا ومدارسنا وجامعاتنا لسنوات طويلة، وهي موثقة ومتوفرة لكل من يريد البحث في أسبابها وأكلافها. وأيضا نمتلك تجربة في الخروج من العنف والتطرف والقتل والدمار الى النهوض والإستقرار وإعادة البناء والدخول في تجربة وطنية ناجحة. وهي ايضا موثقة ومتاحة، وكان للنهوض التربوي الدور الأساس في إعادة بناء الإستقرار وانتظام دورة الحياة".

وتمنت على "القيادات التربوية في هذا الملتقى عدم التوقف عند هذا الربط بين الإصلاح التربوي ومكافحة التطرف، لأن الإصلاح يجب أن يكون شاملا لكل نواحي الحياة الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والبيئية، ما يساعد الأجيال الصاعدة على العيش في بيئة آمنة ومستقرة ومزدهرة، كي لا تستقطب من موجات التطرف التي تسود العالم الآن، والتي تمتلك ومع الأسف الشديد القدرات العلمية والتقنيات الحديثة في ممارسة الإستقطاب والتطرف".

وختمت قائلة: "إننا في أمس الحاجة الى عملية نهوض حقيقية من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة والعدالة وحقوق الإنسان، بعيدا عن التسلط والفساد والفشل والضياع".  

  • شارك الخبر