hit counter script

أخبار محليّة

روكز من هيوستن: للمغتربين الدور الاساسي في بناء لبنان القوي

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 09:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

واصل العميد شامل روكز جولته الأميركية في محطة جديدة في هيوستن، حيث شدد امام الجالية اللبنانية هناك على دور المغتربين في بناء لبنان القوي، داعياً اياهم الى الاستثمار في لبنان، بما يساعد على تطوير اقتصادنا وخبراتنا، والحفاظ على شبابنا في أرض الوطن وابعادهم عن البطالة والفقر وما يمكن ان ينبع عنها من تبعية عمياء لزعماء يستغلون طاقاتهم لتحويرها لمصالحم أو لتشجيع التطرف.
واضاف ان هذه الاستثمارات ستساهم بما عجزت الدولة عن القيام به، وهو الإنماء المتوازن في كل لبنان وبشكل متساوٍ، كما يجب ان ترد قوة لبنان الإقتصادية، وتطال كل القطاعات السياحية والمصرفية والتجارية والإنتاجية وقطاع الإعلام ليعود لبنان بلد الحرية ومنارة الكلمة الحرة.
العميد روكز لفت الى ان من يفكر بالاستثمار في لبنان سيكون اليوم عرضة لكل أنواع الإستغلال والسرقة والهيمنة والابتزاز، لأن الفساد مستشرٍ في إداراتنا، وهو مغطى من ناس في السلطة، يسعون الى تعميم هذه الثقافة على كل الوزارات والمديريات والقطاعات، مشدداً على ضرورة تأمين الحماية القانونية والأمنية للمستثمرين ولمشاريعهم.
وتوجه الى الساعين الى تعميم الفساد بالقول: لا يمكنكم ان تستمروا بغطرستكم وجشعكم وفسادكم لفترة طويلة، ويمكنكم ان تهجروا خيرة شبابنا، لكن لا يمكنكم ان تقضوا على ثورتهم وفكرهم وحلمهم. العميد روكز أكد ان من لم يخف في الحرب لن يخاف في السلم، مشدداً على ان لبنان القوي "راجع"، على رغم الفساد المستشري والارهاب لأن كل التحديات والأخطار سستتكسر امام عزمنا وإرادتنا وثباتنا.


وجاء في نص كلمة العميد روكز:

منذ أكثر من 100 عام، وقف جبران خليل جبران على هذه الأرض وقال:
" لكم لبنانكم ولي لبناني
لكم لبنانكم ومعضلاته، ولي لبناني وجماله .
لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، أما لبناني فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء.
لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي، أما لبناني فأودية هادئة سحرية.
لبنانكم حكومات ذات رؤوس لا عداد لها، أما لبناني فجبل رهيب.
لبنانكم موظفون وعمال و مديرون، أما لبناني فتأهب الشباب وعزم و حكمة الشيخوخة".

بهذه الاسطر احببت ان الخص لكم من هو شامل روكز وما هي تطلعاته. شامل روكز واحد منكم يحلم بلبنان الذي يشبهه، الذي يشبهكم.
احلم ببلد لا يشبه لبنانهم، لبنان الفساد والإقطاع والتعصب والمحسوبيات والمحاصصة. احلم ببلد مدماكه الاساسي الحرية والديمقراطية، وجدرانه مبنية بالوفاء والشرف والكفاءة.
كثيرون سيقولون غداً إن هذا الكلام شاعري وصعب التطبيق، او سيقولون انها شعارات يستخدمها الجميع في لبنان.
اقول لكم، راجعوا التاريخ جيداً، فتعرفوا انه في وقت تخلى كثيرون عن لبنان، وقفنا مع خيرة رجال المؤسسة العسكرية بكل عزم واصرار وقدمنا الشهداء في وجه كل انواع الاعتداءات وكل انواع الظلم والارهاب، وحققنا الانتصارات التي ادهشت العالم.
المعارك التي خضناها، لم تأتِ نتيجتها من العدم، بل كانت خلاصة تدريب وتخطيط وتحضير. واليوم يعيد التاريخ نفسه، لكن في زمان ومكان وبعد مختلفين.
اليوم نريد ان نخطط معاً ونتحضر لبناء لبنان القوي، لبنان العدالة والمساواة، لبنان الذي لا يضطر اولاده الى التفكير بالهجرة لتأمين مستقبلهم او للعيش بكرامة.
هذا التخطيط والتحضير لا يقع فقط على عاتق المواطنين على ارضه، فأنتم لكم الدور الأساسي والكبير، لأنكم عشتم قساوة الحياة فيه، ولأنكم اليوم تعيشون في بلد ينعم بالتطور والسلام والتعايش والديمقراطية. انتم الأجدر ببناء المقارنة الإيجابية التي يجب ان تنعكس على وطننا، حتى نعمل سوياً على تطوير إداراته وتحسين نظامه.
ليس وحده ارسال المال الذي تتعبون للحصول عليه هنا يساعد عائلاتكم وبلدكم. ما يهمنا من المغتربين ان يفكر من هو قادر من بينكم، بالعودة الى وطنه جدياً والاستثمار فيه، فيساعد بذلك كل مواطن في لبنان، ويساعد عائلته الكبيرة وبيته الكبير. في أي استثمار مردود مالي اكيد لكن الاهم هو المردود غير المنظور من استثماراتكم، التي تطوّر اقتصادنا وخبراتنا، وتحافظ على شبابنا في أرض الوطن وتبعدهم عن البطالة والفقر وما يمكن ان ينبع عنها من تبعية عمياء لزعماء يستغلون طاقاتهم لتحويرها لمصالحم أو لتشجيع التطرف. والاهم انها تساهم بما عجزت الدولة عن القيام به، وهو الإنماء المتوازن في كل لبنان وبشكل متساوٍ. كل واحد منكم من محافظة، من قضاء، ومن بلدة. واستثماراتكم يجب ان تتوزع على على مناطقكم لانماء قرانا والمحافظة عليها والبقاء فيها.
إستثماراتكم يجب ان تردّ قوة لبنان الإقتصادية، وتطال كل القطاعات السياحية والمصرفية والتجارية، وخصوصاً القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة. كما يجب ان تصب هذه الاستثمارات في قطاع الإعلام حتى يعود لبنان بلد الحرية ومنارة الكلمة الحرة. هذا التفاعل هو دليل إضافي للإنتماء الى الوطن والهوية.
في الوقت الحالي، من يفكر بالاستثمار في لبنان سيكون عرضة لكل أنواع الإستغلال والسرقة والهيمنة والإبتزاز، لأن الفساد مستشرٍ في إداراتنا، لكن المحزن أكثر ان هذا الفساد مغطى من ناس في السلطة، يسعون الى تعميم هذه الثقافة على كل الوزارات والمديريات والقطاعات. ولذلك هدفنا الاول هو تأمين الحماية القانونية والأمنية للمستثمرين ولمشاريعهم.
هدفنا من جهة هو ان ننقل الخبرات التي اكتسبتموها هنا الى بلدنا، لكن يهمنا من جهة ثانية، ان نحافظ على إيماننا ومعتقداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، لأن هذه الأصالة التي تحافظون عليها هنا، تنقلون من خلالها افضل صورة عن لبنان الجميل.

ولتلخيص حاضرهم ومستقبنا أقول لكم: لهم لبنانهم و لنا لبناننا. لهم المحاصصة والمحسوبيات، ولنا الشفافية والكفاءة. لهم المواقف الرجعية والقبلية والعنصرية والإستفزازية، ولنا المحبة والوعي والقدوة والعلم والتضحية. لهم التبعية والطائفية، ولنا المشاركة والتنوع. هم الماضي الأسود ونحن الغد المشرق.
ولهم اقول: يمكنكم ان تستمروا بغطرستكم وجشعكم وفسادكم، لكن ليس لفترة طويلة بالتأكيد، إذ لا يمكنكم ان تحجبوا شمس الحق. يمكنكم ان تهجروا خيرة شبابنا، لكن لا يمكنكم ان تقضوا على ثورتهم وفكرهم وحلمهم.

في النهاية اذكركم، اننا لم نخف في زمن الحرب، فلن نخاف في زمن السلم. وأؤكد لكم ان لبنان القوي راجع، لبنان الذي نحلم به آتٍ. التحديات كبيرة و الأخطار متعددة. الفساد مستشرٍ والإرهاب يهدد في كل لحظة، لكن عزمنا وإرادتنا وثباتنا هي الصخور التي ستتكسر عليها كل التحديات والأخطار.

لا تفقدوا الأمل بالغد. تمسكوا بانتمائكم وبوطنيتكم أكثر. هذه الغيمة السوداء والعواصف التي تضرب لبنان ستمرّ وستنقشع السماء الزرقاء وسندفأ كلنا من شمسها الجميلة.
معكم لبنان يعود أفضل مما كان. صدقوني، هذه ليست اغنية، هذه حقيقة، وانتم تشاركون في صنع هذه الحقيقة الأقوى من الباطل.

عشتم وعاش لبنان. 

  • شارك الخبر