hit counter script

أخبار محليّة

النجاري: باب الرئاسة اللبنانية ليس مقفلاً

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سفير مصر الجديد نزيه النجاري يعرف لبنان جيداً، فقد عمل بسفارة مصر في بيروت لمدة أربع سنوات من 2002 إلى 2006 في مرحلة غاية في الأهمية. بدأ الكلام عن الوجود السوري والتحضير لصدور القرار الدولي الرقم 1559 والتمديد للرئيس إميل لحود، وصولاً الى مغادرته لبنان في حزيران 2006 قبل أن يعود اليه في آب من العام نفسه عندما قرر وزراء الخارجية العرب زيارة بيروت في ظل الحصار الجوي والبحري الذي فرضته إسرائيل على لبنان.
يتذكر النجاري اليوم هذه الظروف وهو يتابع الوضع السياسي المأزوم في البلد نفسه. لكن على الأقل، يقول السفير المصري الجديد ان الإستقرار «مؤمن، وهذه نعمة كبيرة في هذا المحيط المتقلب». وبرغم ذلك، أقر النجاري بأن أشياء كثيرة في لبنان تغيرت منذ 2006، على رأسها التحالفات السياسية والتجاذبات التي أوصلت البلد إلى هذا المأزق، كما تراجعت أولوية لبنان لدى الأطراف الاقليمية والدولية نتيجة تعاظم التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وإن كان الملف اللبناني لا يزال يحظى بالاهتمام المصري والإقليمي والدولي.
يضع النجاري زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الأخيرة إلى لبنان في هذا الإطار، فقد بقي شكري في بيروت لمدة يومين والتقى جميع الفرقاء والقيادات اللبنانية، وسعى خلال الزيارة لاستخلاص حيز مشترك أو خيط يمكن أن يمثل بداية حل للأزمة اللبنانية. يقول السفير النجاري في دردشة مع «السفير»: «إننا ما زلنا نبحث عن هذه المساحة المشتركة»،
يعتبر النجاري أن الباب غير مقفل، إذ إن هناك رغبة لدى اللبنانيين في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهناك استحقاقات نيابية ودستورية داهمة تحتم الوصول إلى تفاهمات بأسرع ما يمكن. في رأيه، لا يمكن أن يأتي الحل من خارج لبنان فقط، لكن يمكن للدول الصديقة أن تساعد، وعلى اللبنانيين أن يبذلوا الجهد المطلوب لتغليب منطق الدولة. ويؤكد النجاري أن فلسفة مصر تميل لعدم فرض أي خيارات على اللبنانيين، وأن دورها يقتصر على مساعدتهم في تنفيذ ما يتوافقون عليه.
يؤكد السفير المصري، الذي كان مبعوثاً لوزير الخارجية المصري آنذاك أحمد أبو الغيط في اجتماعات الدوحة في أيار 2008، والتي أفضت الى ما سمي «اتفاق الدوحة»، وكان أيضا مستشاراً للشؤون العربية لوزير الخارجية سامح شكري، أن لبنان وإنهاء الشغور الرئاسي به على أجندة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والوزير شكري، ويوضح أن شكري أجرى اتصالات فور عودته من بيروت مع عدد من الأطراف الدولية لمتابعة نتائج زيارته، ومنها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت. كما يتواصل النجاري يومياً مع القيادات السياسية اللبنانية للتشاور حول آلية الخروج من الأزمة، ويشدد على أن توقف الحوار الوطني ليس مفيداً لأي طرف في هذه المرحلة، التي تتطلب استمرار الحوار بل وتكثيفه والحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية.
يثني النجاري الذي التقى الرئيس نبيه بري مؤخرا هنا على جهود رئيس مجلس النواب الذي يبذل جهداً ملموساً ليثمر الحوار عن نتائج وللتوصل الى حل متكامل للأزمة القائمة. يعترف أن المشهد الداخلي والاقليمي معقد للغاية، لكن تجارب التاريخ، في تقديره، تظهر أن الحلول المبنية على تحقيق مصالح كل أطراف أي صراع أو معادلة سياسية، هي الحلول التي تدوم وتجلب الاستقرار. وأكد النجاري على أهمية دعم مؤسسات الدولة الدستورية في لبنان وعلى رأسها حكومة الرئيس تمام سلام.
في ما يخص الأزمة في سوريا، يعتبر السفير المصري أنها مستمرة منذ 5 سنوات ونيف وأتت بالتدمير والتهجير للسوريين، كما لم يعد فيها طرف رابح وآخر خاسر، الجميع خاسرون. ويؤكد أن الدولة المصرية كانت منذ الوهلة الأولى مع الحل السياسي لوضع حد للصراع، والحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها، كما أيدت الهدنة الأخيرة وتلك التي سبقتها كخطوة نحو العملية السياسية المنشودة. يضيف: نحن متمسكون بـهذه العملية لأنه لا يوجد حل آخر، بعد أن تأكد للجميع أن الحسم العسكري الكامل غير ممكن وأن السعي وراءه يأتي بالمزيد من التدمير.

سكارليت حداد - السفير 

  • شارك الخبر