hit counter script

أخبار محليّة

عون إلى الشارع للاحتجاج أو... الاحتفال؟

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوم 28 أيلول سيكون كغيره من الأيام. وجلسة انتخاب الرئيس التي حددت في هذا التاريخ، الذي حمّل أكثر مما يحتمل، ستمر كما مر قبلها 44 تاريخاً لجلسات انتخاب لم يكتمل نصابها.
لكن ماذا عن الجلسة الرقم 46، وهل سيدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد ثلاثة أسابيع كما جرت العادة أم يبكر موعدها هذه المرة؟
منذ أن عاد سعد الحريري إلى بيروت، والكل يفترض أنه لم يكن ليعود لولا أنه يحمل شيئا جديدا، في السياسة، ما دام عاجزاً عن إعادة تعويم أمبراطوريته المالية بالأدوات التقليدية.
كل ما بلغه من السعوديين يوحي بأن احتمالات التعويم المالي السياسي مقفلة بوجهه بالكامل. يرتّب ذلك أعباءً كبيرة على الرجل. «سعودي أوجيه» من جهة وكل مؤسساته في لبنان من جهة أخرى. تباشير الأزمة يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة. عمليات الصرف بدأت وشملت، أمس، العشرات من الزملاء في جريدة «المستقبل» وستتوالى فصولا لتشمل تلفزيون «المستقبل» وإذاعة «الشرق» و «مؤسسة الحريري» والمتفرغين في «تيار المستقبل».
الجديد السياسي الذي يحمله الحريري الى بيروت لم يعد خافيا على أحد: تبني ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. انقسم فريقه وبعض المقرّبين منه الى تيارين: الأول، يشجعه على المضي في هذا الخيار، ما دامت السعودية تبلغه يوما تلو الآخر، أن لبنان ليس على جدول أعمالها، أي أنه يستطيع تحمل الأكلاف السياسية، وهو خسران/ خسران في المعادلة السعودية، وعليه أن يحاول تعديل المعادلة، من خلال وصوله الى رئاسة الحكومة وتحوّله بالتالي إلى حاجة إقليمية للسعوديين، وعندها يمكن أن تُفتح الأبواب السعودية الموصدة.
التيار الثاني هو الداعي إلى المضي في خيار سليمان فرنجية، واذا كان لا بد من إحداث صدمة إيجابية، فليكن لكن عن طريق تبني مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية، لكن «الخط الأحمر» عند هؤلاء هو تبني ميشال عون. خيار كهذا، بالنسبة إليهم، سيؤدي الى خسارة سعد الحريري ما تبقى من رصيد في شارعه، وبالتالي يكون قد ربح رئاسة الحكومة ولكنه خسر جمهوره وأعطى الضوء الأخضر لتنامي ظواهر الورثة المتطرفين مثل أشرف ريفي وخالد ضاهر وغيرهما.
في أصل عودة الحريري محاولة لإحداث حركية معينة ومحاولة لعدم إبقاء الأبواب مقفلة رئاسيا. «أنا تبنيت ترشيح فرنجية لكي ننتخبه رئيسا وليس لكي يتحول متراسا ـ وهذا ما أبلغه للبطريرك الماروني بشارة الراعي في أوروبا ـ أنا أقبل برئيس يتعبني على مدى ست سنوات، لكن المهم ألا يستمر الفراغ».
بهذا المعنى، أدت عودة الحريري غرضها. ما بعد العودة، لا بد من تشاور سياسي واسع دشنه بلقاءات مغلقة مع بعض أركان فريقه، ولا سيما الرئيس فؤاد السنيورة، وكانت النتيجة تحفظ الأخير على خيار «الجنرال».. وصولا إلى درس خيارات التعامل مع احتمال كهذا مستقبلا.
من «بيت الوسط» إلى بنشعي. أول زيارة سياسية للحريري. في دارة فرنجية، عُقد لقاء موسع استمر حوالي الثلاث ساعات ونصف ساعة وتخلله عشاء شارك فيه إلى جانب الاثنين كل من روني عريجي ويوسف سعادة ويوسف فنيانوس وطوني فرنجية عن «المردة»، ونادر الحريري وغطاس خوري من «المستقبل».
وفق البيان الصادر عن المجتمعين، فقد «تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة إلى ضرورة إحقاقه حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كل القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية».
انتهى البيان المقتضب. ماذا عن أجواء اللقاء؟
اتفق الطرفان بعد زيارة بنشعي على تعميم أجواء إيجابية. شرح الحريري لفرنجية المراحل التي مرت بها المبادرة التي أطلقها قبل سنة بتبني ترشيحه.. لم ينبس زعيم «المستقبل» بأية عبارة توحي بأنه تراجع عن خياره، بل أكد له أنه حتى هذه اللحظة ماض بخياره، لكنه سيقوم بجولة مشاورات ستشمل معظم القوى، وستكون محطتها الثانية في عين التينة في الساعات المقبلة، تليها محطة الرابية ومن ثم محطات غير أساسية.
اتفق الجانبان على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بينهما، ولم يخف الحريري على زعيم «المردة» تواصله شبه اليومي مع العماد ميشال عون، مشدداً على أهمية كسر المراوحة والخروج من المأزق الرئاسي الراهن.
ووفق المقربين من الحريري، فإن زعيم «المستقبل» أمام مروحة من الخيارات المفتوحة، ومن ضمنها خيار العماد عون، لكن لا ينفي ذلك أن الأمور لم تنضج بعد، ولذلك تجاوز النقاش موعد الثامن والعشرين من أيلول. هناك محاولة سيقوم بها الحريري باتجاه بري لإزالة تحفظاته، وخصوصا لناحية إصراره على ربط الرئاسة بالسلة المتكاملة، غير أن قضية رئيس المجلس «هي من مسؤولية «حزب الله» وليس من مسؤوليتنا نحن»!
بكل الأحوال، سيتحرك موكب الحريري باتجاه عين التينة في الساعات المقبلة، ومن المتوقع أن يصدر عن الحريري كلام سياسي يقدم من خلاله إشارات واضحة باتجاه الرابية، حسب المقربين منه، لكن هل من محاولات موازية يقوم بها «حزب الله» من أجل الاستفادة من عملية خلط الأوراق، وبالتالي، محاولة استكشاف الأثمان السياسية الحقيقية لكل طرف من الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي؟
حتى أمس لم ينجح «حزب الله» بإحداث خرق في جدار أزمة الثقة الكبيرة والمتصاعدة بين الرابية وعين التينة، حتى أن بعض «الوسطاء» تحركوا على الخط نفسه بتشجيع من الحزب لكنهم لم يتلقوا إشارات إيجابية من الرابية، وهو الأمر الذي عكسته ليل أمس مقدمة نشرة «او تي في».
هل بمقدور «حزب الله» أن يقدم على تسوية سياسية داخلية حتى لو كان نبيه بري معترضاً عليها؟
هذا السؤال هو أكبر لغم يواجه الاستحقاق الرئاسي إذا صح القول إن هناك إرادة داخلية تحاول الاستفادة من انتفاء الموانع الخارجية وصولا إلى «الفوز» برئيس لبناني صُنع في لبنان.
وبالرغم من أن العونيين ما يزالون يعملون على التحضير لتحركاتهم المفترضة، فإن مصادرهم تؤكد أن ذلك ليس مرتبطاً بحركة الاتصالات القائمة، لا بل يسير معه بالتوازي، مشيرة إلى أنه في الحالتين على العونيين أن يستعدّوا للنزول إلى الشارع، إن كان للاحتجاج أو للاحتفال!


السفير

  • شارك الخبر