hit counter script
شريط الأحداث

خاص - مروى الخوري

بعد "أول شتوة" حملنا البنادق وإنطلقنا إلى "عنق الزجاجة"

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لبنان بلد يتميز بمناخه وموقعه على خارطة العالم، اليوم لا نقصد الخارطة السياسية إنما البئية أيضاً، حيث يشكل معبراً مهماً للطيور المهاجرة التي تعبر أجواءه مرتين في السنة ملايين الطيور خلال هجرتها من أوروبا وآسيا إلى أفريقيا في فصل الخريف، وخلال عودتها إلى مناطق تكاثرها في فصل الربيع.
خلال هذه الرحلة فوق لبنان الذي يطلق على موطن الطيور فيه إسم "عنق الزجاجة"، تتعرض هذه الطيور إلى تهديدات كثيرة، مما يدعو إلى حماية هذه المواطن المهمة والمحافظة عليها وبالتالي تنظيم ممارسات الصيد البري.
تماشياً مع هذا الهدف، تم اصدار قانون للصيد البري "قانون نظام الصيد البري في لبنان رقم 580 تاريخ 25 شباط 2004" بعد أن كان يتم تنظيم الصيد بموجب القانون الصادر عام 1952، حيث ينظم هذا القانون العلاقة بين الصياد والصيد ويحمي التنوع البيولوجي والطيور والحيوانات البريّة في لبنان، وبناءً عليه، يحدد وزير البيئة تاريخ افتتاح وانتهاء موسم الصيد والأوقات التي يسمح بالصيد خلالها، ويحدد أيضاً الطرائد المسموح بصيدها خلال الموسم...
ولكن!..
منذ ذلك الوقت لم نسمع يوماً بإفتتاح موسم الصيد أو إنتهائه رسمياً بموجب قرارات من الوزارات المختصة، وكل ما نعرفه أنه بعد "أول شتوة" في أيلول يحمل الصيادون بواريدهم ويتجهون إلى الجرود والسهول وأماكن يعتبرها هؤلاء "مربض صيد" وتنطلق "المجازر" دون أي "حسيب أو رقيب" ويوثق "الصيادون" والمُتعدّون على هذه المصلحة ما قامت به أيديهم على مواقع التواصل الإجتماعي متباهين بالكميات التي يصطادونها، وعند سؤالنا كيف يتم كل هذا والدولة غائبة كان الجواب واضحاً: "نحن معتادون على الصيد في هذه الأوقات من السنه ولم يمنعنا أحد أو نظم عملنا".
لذلك،
بعد "أول شتوة" في أيلول وأول "سرب سنونو" في أيار سنحمل بنادقنا ونصطاد بها ما يحلو لنا من أنواع طيور مهاجرة كانت أو محلية صالحة لوجبة غداء أو فقط تصلح لإفراغ بعض الرصاصات بها غير آبهين لأي ضرر بيئي ليس لأننا شعب غير مسؤول إنما لأننا شعب يسـأل عن مكان "الدولة" وهيبتها في تفاصيل حياته، وأعماله اليومية في عمله وفي أوقات ترفيهه.
نعم، سنصطاد عشوائياً حتى تستفيق الدولة من غيبوبتها وتقوم بواجباتها، فنحن سنتعلم إحترام القوانين والقرارت الصادرة عن الوزارات حين يتم إحترامنا وإنهاء المهازل السياسية بحقنا وحق الوطن، مع علمنا المسبق أن هذا الأسلوب لن يكون نافعاً مع هذه الطبقة الحاكمة وأن أصوات الرصاص ليس سوى سمفونية إعتادت عليها آذانهم.

  • شارك الخبر