hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

زعيتر: قدرنا المحتوم التفاهم ولنواجه سلاح الفتنة بوحدة الكلمة والحوار

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 19:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرم مجلس مصلحة استثمار مرفأ طرابلس في حفل رمزي عند رصيف المرفأ السيد توفيق سلطان بحضور الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة المصرية السابق عصام شرف، وزير الاشغال غازي زعيتر، النائب غازي العريضي ممثلا النائب وليد جنبلاط، على رأس وفد من الحزب التقدمي الإشتراكي ضم نائب رئيس الحزب كمال معوض وجوزيف قزي، النواب: قاسم عبد العزيز، محمد كبارة، احمد كرامي وخضر حبيب. نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، الوزير السابق جان عبيد، النائب السابق محمود طبو، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، العميد رامي الحسن ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقائد منطقة الشمال العميد علي هزيمة. الرائد هازاري الشامي ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس المحكمة الاستئنافية في الشمال القاضي رضى رعد، رئيس مرفأ طرابلس محمود سلهب، الرئيس السابق للمرفأ طوني حبيب، رئيسي بلديتي طرابلس والميناء أحمد قمر الدين وعبد القادر علم الدين وشخصيات.

بداية النشيد الوطني فكلمة للزميل غسان ريفي ثم ألقى رئيس المرفأ محمود سلهب كلمة نوه فيها بسلطان "الرمز الوطني"، لافتا إلى "تبنيه لقضايا طرابلس والشمال".

ثم القى زعيتر كلمة جاء فيها: "طرابلس الرابضة فوق تلال التاريخ المحاذية لبحر حمل أساطيل ومراكب الفاتحين. طرابلس الحضارة والتراث والعمران تتربع الميادين وتقيم في الساحات، تتشبث بأرض السخاء والعطاء، وأمجاد السماء. في طرابلس تزهو النكهات والملائح النوادر للذواقة حلاوة التمتع بمنارة ثقافية رائدة بمعالم تاريخية فريدة بشعب طموح لوصل حاضر مدينته بما سلف من ماض عريق وصولا لتاريخ حديث مشرق. طرابلس مدينة العلم والعلماء".

اضاف: "سمعت عنه الكثير، منهم من اخبرني بأنه من قبضايات طرابلس القدماء، وآخرون قالوا لي عنه بأنه عنيد لا يكل ولا يتعب حتى يحصل على ما يعتبره حقا لطرابلس، أخبروني بأنه ابن راشد بك سلطان - رئيس بلدية طرابلس صديق الرؤساء والزعماء في لبنان، وأضافوا بأنه الثورجي الإشتراكي العربي المناضل، لكنني وبعد البحث والتدقيق اكتشفت بأن توفيق راشد سلطان هو ضمير المدينة وحكيمها والسياسي المحنك بالصدق وبالحق وليست بالبراغماتية والواقعية السياسية".

وتابع: "يوم إستلمت وزارة الأشغال العامة والنقل إتصل بي أبو راشد مهنئا، حدثني عن بعض الأمور المرتبطة بعمل وزارتي، لكنه عندما بدأ بالحديث عن مرفأ طرابلس أحسست أنني أمام عاشق ولهان مغرم بمياه هذا الميناء وبسفنه ورافعاته وأرصفته وبعماله. لم أفهم في البداية ذلك الرابط بين أبو راشد والمرفأ، فهو لم يكن في يوم من الأيام قبطانا أو بحارا أو حتى صاحب سفن أو من التجار الذين ينقلون بضائعهم عبر المرفأ، ولم أشعر بأي صلة أو مصلحة مادية تربطه بالمرفأ، إلى أن أدركت بأن ما يربط توفيق سلطان بالمرفأ هو الأنا التاريخية المتجذرة في عروقه وذكرياته وحنينه لأبي توفيق الذي مات وترك لإبنه وصية النضال لرفع الغبن عن هذا المرفأ وتطويره ليكون بمستوى المرافئ المتطورة في لبنان والعالم".

واردف: "لأبي راشد عند دولة الرئيس نبيه بري مكانة عالية ومحبة متبادلة متجذرة في العروق والقلوب، فلطالما حرص الرئيس بري على إستمرار هذه الصداقة وتعزيزها، ولم تستطع صعوبة الأيام ومشاغلها أن تفرق وتبعد بين أخين يجمعهما فكر ونهج وسلوك واحد. عماده الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطن اللبناني مهما كان عرقه أو دينه او منطقته. لبنان يحتاج في هذه اللحظة السياسية، الى الخلص من ابنائه، من اجل ان يذود عن وجوده، اقول عن وجوده لأن ما يجري على مسافة المنطقة هي معركة وجود، هناك من يحاول ان يخلط التاريخ والجغرافيا، ويشكل دولا وبيعات وامارات عابرة للحدود تلغي الحدود. نعم نحتاج لأمثال ابو راشد. من هنا نؤكد على اصطفافنا خلف جيشنا ومقاومتنا موحدين، مسلمين ومسيحيين، ان قدرنا المحتوم هو التفاهم وان واجبنا الاول هو ابعاد التصور الطائفي عن الاحداث".

وقال: "ولأن بقاء الأوطان، هو الوحدة الحقيقية في الإتجاه، ولأن اخطر أسلحة العدو هو التشكيك والفتنة، فلنواجهه بالثقة ووحدة الكلمة وبالحوار، لأننا نهدر وقتا ثمينا ونمضي في مسيرة انتظار مرور قطار الحلول لأزمات المنطقة على ان يحط في محطتنا، لكن ما يشبه السراب هو هذا الانتظار وعليه ليس الا نحن اللبنانيين من مختلف ارجاء الطيف السياسي والطائفي والمناطقي نستطيع ان نحل مشاكلنا وفقط بلغة الحوار فيما بيننا. أقف اليوم بينكم أعزائي لأكرم معكم ومع إدارة مرفأ طرابلس تلك الشخصية الطرابلسية الفذة التي تعلمنا منها الإصرار والتفاني والإلتزام بالقضايا التي نؤمن بها دون أي مساومة أو تخاذل، إنني أرى فيك يا أبو راشد تضحية الأب وحنان الأم وعطف الأخ وإخلاص الصديق، إنني أرى في شموخك وعنفوانك وجه طرابلس الحقيقي الجامع لأبناء الوطن من كل المذاهب والطوائف".

واضاف: "مسيرة تطوير مرفأ طرابلس طويلة وشاقة مليئة بالتحدي والنضال، وأبشر أهل المدينة أنه وبناء على تعليمات وتوجيهات دولة الرئيس نبيه بري لي ولزميلي وزير المالية منذ تسلمنا الوزارة بأن لا نميز في عملنا بين منطقة وأخرى، فقد وقعنا هذا الصباح الجزء الثاني من المرحلة الثانية من مشروع تطوير مرفأ طرابلس حيث سيتم توسيع منطقة تخزين الحاويات من 24 ألف متر حتى 70 ألف متر، بقيمة 7,8 مليون دولار أميركي، ونخوض في الوقت الحالي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار مفاوضات مع بعض الجهات المانحة لتمويل جميع الأجزاء المرتبطة بالمرحلة الثانية من مشروع توسيع وتطوير مرفأ طرابلس، والتي أتمنى بإذن الله أن تتكلل تلك المفاوضات بالنجاح والتوفيق لأنها ستشمل تنفيذا كاملا للمخطط التوجيهي المرتبط بالمرفأ وسكة الحديد والطرقات والشوارع والجسور المحيطة به".

وختم: "نرحب بكم من جديد وننقل لكم تحيات الرئيس نبيه بري وأمنياته بأن تبقى العاصمة الثانية للبنان منارة تضيء دربنا نحو الوحدة والتسامح، وأقول لأخي الكبير أبو راشد أدامك الله وحفظك من كل شر وأعزك لتبقى العين الساهرة والضمير الصاحي وصاحب الحس النقدي البناء المصلح لقضايا طرابلس والوطن".

ثم القى سلطان كلمة قال فيها: "شرفتني مصلحة استثمار مرفأ طرابلس بتكريمي على رغم أنني لم أقم إلا بأقل الواجب تجاه مدينتي الحبيبة، المحرومة والمستهدفة منذ ما يقارب مئة عام، أعني منذ إعلان دولة لبنان الكبير. حين نصح البطريرك الحويك بعدم ضم طرابلس إلى الدولة الجديدة، أصر على الأمر، عازيا ذلك إلى أنه إذا بقيت طرابلس خارج الدولة اللبنانية الوليدة سيشكل مرفأها منافسا أساسيا لمرفأ بيروت. بدأ تراجع الوضع الاقتصادي لطرابلس منذ ذلك الحين، وبعد ثلاثة عقود أقرَّ لطرابلس مرفأ صغير في بداية الخمسينيات أيام حكم الرئيس كميل شمعون. وبالفعل ابتدأ العمل به، لكن هذا المرفأ كان لا يصلح إلا لدخول بواخر صغيرة بحمولة ألفين إلى ثلاثة آلاف طن، حينها اتصلت الشركة الإيطالية المنفذة لأعمال المرفأ بوالدي راشد سلطان، وكان يومذاك رئيسا لبلدية طرابلس. وقالت له إن هذا المرفأ صغير وإنها على استعداد لتعميقه من غاطس 7 أمتار إلى 14 مترا وبكلفة 175 قرشا للمتر الواحد، بدلا من 225 قرشا، لأن أدوات الحفر موجودة في الموقع".

اضاف: "سر والدي بما سمع، على رغم أن موقعه كرئيس للبلدية لا علاقة له بالمرفأ، واتصل حينها برئيس بلدية الميناء صديقه سعدي بك غازي، وبعد التشاور استقر الرأي على عرض الأمر على رئيس الجمهورية كميل شمعون. وبالفعل، في اليوم ذاته الذي جرى فيه الاتصال لأخذ الموعد، أعطيا موعدا مستعجلا وكانت تربطهما علاقة صداقة بالرئيس شمعون. ولأن الموعد غير رسمي، فرضت نفسي مرافقا لوالدي في هذه الزيارة. بعد الترحيب من جانب الرئيس، وسؤال والدي وسعدي بك عن أحوال المدينة، عرضا له ما سمعاه من الشركة الإيطالية. حينذاك، انتصب الرئيس شمعون واقفا وبلهجة لا تتناسب مع ما تربطه بالحاضرين من صداقة، وقال: "أستاذ سلطان، لا مرفأ لطرابلس إلا حين يصبح الحوض المئة لمرفأ بيروت في طرابلس. حينئذ، يصبح لديكم مرفأ".

وتابع: "بعد أربعة عقود من عهد الرئيس شمعون، وفي عهد الوزير الطرابلسي عمر مسقاوي الذي كان وزيرا للنقل في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حاولت شركة خاصة بمساعدة كبار رجال الدولة تمرير صفقة لمرفأ سلعاتا كي يشكل بديلا عن مرفأ طرابلس. فرفض الوزير مسقاوي أن يخضع للاغراءات والضغوط التي مورست عليه، واحتفظ بملف مرفأ سلعاتا في خزنته إلى حين تسلم الوزير دولة الرئيس نجيب ميقاتي وزارة النقل والأشغال، وقال له: "هذا الملف أمانة لديك لأنه إذا أعطي ترخيص لمرفأ سلعاتا، ستكون النتيجة إقفال مرفأ طرابلس حتما".

واردف: "بعد ذلك، وفي أيام الوزير ميقاتي (دولة الرئيس) أعدت التصاميم ولزمت الأعمال في مرفأ طرابلس إلى شركة صينية بتمويل من البنك الأوروبي بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري. بعد ذلك، توقف العمل من جانب الشركة الصينية ورحِّل الملف من وزارة الأشغال والنقل إلى مستودع مجلس الإنماء والإعمار، وبقي ثلاث سنوات في الأدراج إلى حين وصل الوزير الرفيق غازي العريضي إلى وزارة النقل والأشغال العامة. عندها، توجهت إلى الزعيم وليد جنبلاط بحضور الوزير العريضي، قائلا له: "أرى اليوم بوجود العريضي وزيرا للنقل أنها فرصة لإنجاز هذا المشروع الذي سميته "الحلم"، لأن طرابلس المحرومة والمستهدفة تستحق مرفأ يليق بها كعاصمة ثانية للبنان، وإنني أشعر بغصة كوني لم أقدم لمدينتي ما تستحق من رفع للحرمان وإيصالها إلى بعض حقها المشروع من موقعي كقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي. وبالفعل، انطلق الوزير العريضي بتوجيه من الزعيم جنبلاط في شكل لم تعرفه طرابلس تاريخيا من أي وزير، حتى أنه زار المرفأ 13 مرة وحقق الحلم بوفر يبلغ أكثر من سبعة ملايين دولار على رغم المعارضات والمعوقات المحلية والإعلامية، حتى وصل بهم الأمر إلى الاتصال بالبنك الأوروبي المموِّل محاولين إيقاف التمويل والعمل. لكن صدق الوزير العريضي وإرادته وعزيمته أفشلت كل مخططاتهم وحققت الحلم، لكونه تصرف مع المدينة وكأنه ابنها".

وقال: "ثم سلَّم الوزير العريضي الأمانة إلى الوزير الصديق غازي زعيتر، وبتوجيهات دولة الرئيس نبيه بري الذي التزم مشاريع طرابلس معلنا أنه سيتابع إنماءها وإيصالها إلى حقوقها كما يتابع مصالح صور والنبطية. فالتزم الوزير زعيتر وتابع المسيرة إلى أن وصلنا اليوم إلى ما نحن عليه. ثم أقرَّت المنطقة الاقتصادية الحرة في أول جلسة لمجلس النواب بعدما تعطل لفترة طويلة بإصرار من الرئيس بري على أن يكون بند المنطقة الاقتصادية في طرابلس بندا أول على جدول الأعمال. وحين طالبه بعض النواب من كتلته النيابية بمنطقة مماثلة في مناطقهم، قال الرئيس بري كلمة واحدة: "المنطقة الاقتصادية ستكون في طرابلس فقط، ونقطة على السطر".

اضاف: "اليوم، ونحن نحتفل بمرحلة جديدة في بناء البنى التحتية، لا بد من الإشارة إلى أن هذا المرفأ له ميزات تفتقر إليها غالبية المرافئ، فوجود محطة للسكة الحديد في حرمه، والمساحة الكبيرة القابلة للزيادة، وموقعه، سيوفر فرص عمل لمحيطه في عكار وزغرتا والكورة والضنية وطرابلس. طرابلس التي أمنت خدماتها تاريخيا من خلال شركات أهلية ممولة من أبنائها، إذ جرت المياه مسافة 18 كيلومترا من نبع رشعين وأمَّنت الكهرباء من خلال شركة قاديشا التي كانت تبيع فائض إنتاجها لسوريا، باتت اليوم تعاني من تقنين قاس ومعرضها الفريد من نوعه في المنطقة من حيث المساحة والهندسة مهجور على رغم قانون حصرية المعارض به، ومصفاتها المتوقفة التي كانت توفر آلاف فرص العمل، وسكك الحديد التي تربطها بالعالم عبر سوريا، ناهيك عن مطار القليعات. كل ذلك يجعل طرابلس مؤهلة لتكون قاعدة اقتصادية توفر آلاف فرص العمل لأبنائها وللشمال عموما. لذلك، وجب على أهلها، كما عمل آباؤنا وأجدادنا من قبلنا، أن يعتمدوا على أنفسهم لأنهم يمرون بظروف صعبة، وهي لن تتغير إلا إذا غيروا نهجهم في العمل. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وختم: "فيا دولة الرئيس ميقاتي، وأنت القادر والمقتدر، سرِّع العمل باسترداد كهرباء قاديشا، مستعينا بأهل المدينة كقوة ضغط ومساندة لتحقيق هذا الحلم، لأن طرابلس ومرفأها ومعرضها ومصفاتها ستكون السند لإعمار سوريا والعراق في القريب العاجل بإذن الله. إن الاهتمام الملحوظ من جانب الدول الأجنبية والهيئات الدولية وزياراتهم المتكررة للمرفأ لدراسة إمكاناته يؤكد أهميته الاستراتيجية للقيام بدور منتظر لإعادة إعمار ما هدَّمته الحروب في المنطقة. لهذا، وجب علينا اليوم تسريع إكمال البنى التحتية كي نكون بجهوزية تامة لتقوم طرابلس بالدور الكبير وتعويض ما فاتها خلال مئة عام. وأخيرا، لا بد لي من تقديم الشكر لمصلحة استثمار مرفأ طرابلس، ولحضوركم الكريم". 

  • شارك الخبر