hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

باسيل: البعض يسمي الشراكة الوطنية "عنصرية" ونحن نسميها ''ميثاقية"

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 13:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من شيكاغو ان النفايات لها أشكال كثيرة، وثمة نفايات في العالم فكرية لا تلوثه فقط بل تقتل البشر، تلوث اذهان الناس فيقتلون على الهوية والانتماء. نحن اللبنانيون لدينا الجواب والتجربة لأننا نميز بين الخطأ والصواب، ولبنانيتنا بمفهومها الإنساني ابعد من الطوائف تجمع البشر على الخير وتبقيهم في الارض ليتشاركوا فيها العيش، وتجمعهم في دولة يتشاركون فيها السياسة والحكم السليم.
جاء ذلك خلال كلمة القاها الوزير باسيل في ختام جولته الاميركية خلال لقاء جمعه بعدد من أبناء الجالية اللبنانية في شيكاغو، في صالون كنيسة سيدة لبنان في لومبارد في ولاية إلينوي، وقال نحن أنشأنا دولة لبنان الكبير، تشاركنا لبنان عندما أعلناه دولة واحدة وأعلنا استقلاله ودخلنا في نظام الحكم فيه. نجحنا عندما اصبح لبنان يُعرف بسويسرا الشرق، ثم فشلنا عندما تحاربنا ودخلنا في الجمهورية الاولى والثانية ولم نستطع ان نتشارك دولة واحدة. لهذا فشلنا نحن، في الوقت الذي نجحتم فيه أنتم أينما ذهبتم. ما يجمعنا أينما كنّا امر مهم جدا وقوي هو لبنانيتنا التي ليست مسيحية بمفردها، ولا إسلامية لوحدها ولا مناطقية ولا مشرقية، هي هذه كلها مجتمعة، هي فكر سامي يربطنا ببعضنا البعض بالدم وبالهوية وبالثقافة التي ليست واحدة بل مجموعة أفكار كوّناها وورثناها ووصلنا الى ما نحن عليه.
أضاف وزير الخارجية:" رغم كل ما يحصل نحن صامدون ونؤمن الحد الأدنى للبنان بالعيش الواحد، لكنه مهدد. الا اننا نتعاطى مع الآخرين ليس على أساس مسيحيتنا أنما إنسانيتنا ولبنانيتنا لكي نعطي لكل لبناني شعوره بالانتماء الى لبنان والرغبة بالعودة اليه. فما يحصل في العالم يدل على ان التجربة اللبنانية قد نجحت وإلا فالكارثة ستحل على الجميع. ان أساس تجربتنا ان نعيش مع بَعضنا البعض وعلينا استرداد الهوية اللبنانية لاسترداد كياننا.
وشدد الوزير باسيل على ان العالم محكوم بمنطقين إما قبول الاخر او رفضه، لهذا فان العيش الواحد في لبنان مهدد. ونحن اليوم امام اختبار وتحد جديد وعلى مفترق ستقطعه كل البشرية، فعليها اما قبول الاخر او رفضه. ان منطقتنا تعيش صراعا سنيا- شيعيا له روافده في العالم، الكل يغرق بها. نحن اتخذنا قرارنا بقبول الاخر أياً تكن طائفته او مذهبه، لكن هذا القبول يحتاج الى موافقة الاخر على ذات الدرجة والمستوى. اذ ان اي علاقة مشتركة تحتاج الى قبول من الطرفين. نقبل بَعضُنَا البعض بالانماء وعلينا جميعا ان نقبل دفع الضريبة او لا احد يدفع. علينا ان نكون متساوين وممثلين في مجلس النواب وان نقبل بَعضُنَا البعض في الحكومة. لقد أقمنا الشراكة الوطنية في هذا البلد لكي نعيش فيه كاملي الحقوق وأحرارا واسيادا، البعض يسميها عنصرية ونحن نسميها ميثاقية. انها ميثاقية في دستورنا الذي ينص على ان "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".
وتابع وزير الخارجية ان كل سلطة ليست شرعية من الواجب ان نقاومها ونسقطها، هكذا نكون لبنانيين وميثاقيين. القاعدة الاساسية للشراكة الوطنية هي ان نقبل بَعضُنَا البعض، "بتقبلني بقبلك وبترفضني برفضك". وقال ان لبنانيتنا اكبر من مسيحيتنا، وعندما لا تتم مساواتنا بالاخر نشعر اننا سجناء ولن ندع احدا يسجننا. عليكم استعادة جنسيتكم والمحافظة على ارضكم لكي تبقى حرة وتمدوها بالحرية من الخارج. اتخذنا اليوم خيارنا بان نقبل الاخر وعليه ان يتخذ خياره الوطني اذا ما كان يريد السير معنا على طريق الحرية بدلا من العبودية والإذلال.
وختم: لبناننا هو ميثاقنا، ومشرقيتنا هي انتصار قضايانا العربية بمفاهيم الحرية والسيادة وكرامة الانسان والعدالة والمساواة.

وكان الوزير باسيل قد شارك في القداس الالهي الذي ترأسه كاهن رعية سيدة لبنان في لومبارد الأب بيار خوري الذي قال بان اي مسؤول في الدولة اللبنانية مرحب به كأنه في بيته بعض النظر عن طائفته. وأشار الى ان الجالية اللبنانية فتية في لومبارد أتت منذ العام ١٩٥٠ ويعمل أفرادها ويتعبون لكي يكونوا صالحين لهذا البلد وللبنان ايضا.
وكان القنصل العام في ولاية ديترويت بلال قبلان قد ألقى كلمة ترحيبية بالوزير باسيل، مشيرا الى انها اول زيارة لمسؤول لبناني رفيع المستوى لشيكاغو التي تضم حوالي ١٠،٠٠٠ لبناني يعملون فيها في مختلف المجالات، وشكر الوزير باسيل على زيارته ونوه بجهوده التي تشجع على النجاح وتدفع اليه.
وكان وزير الخارجية قد اجتمع مع رؤساء الجمعيات التابعة للطائفتين الآشورية والكلدانية شرحوا لع خلالها معاناة المسيحيين كأقليات في العراق وسوريا.
 

  • شارك الخبر