وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى بلدة نيحا حيث رفعت الصور العملاقة واللافتات المرحبة باسم العائلات والفاعليات من أبناء البلدة.

وكان في استقباله رئيس بلدية نيحا حنا الفخري ومختار البلدة، باتريك الفخري على رأس وفد من عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري.

وتجمع المؤمنون أمام كنيسة مار انطونيوس الكبير لاستقباله، حيث ألقيت الكلمات الترحيبية.

بداية، ألقى رئيس البلدية كلمة رحب فيها بالراعي، وشكر للراعي وقوفه الى جانب عائلة شهيدي جريمة بتدعي صبحي ونديمة الفخري".

ثم كلمة مدير مدرسة نيحا الرسمية الياس النجار الذي أشاد بالزيارة، وقال: "انتم يا سيد القداسة في رحاب نيحا، يا أعظم رموز الشرق ويا حاضن الوطن وركيزة لبنان لكم القلوب والبيوت والمقامات الدينية في نيحا مشرعة ليدخل اليها رسول السلام. فحضوركم ذخيرة مقدسة للاعتزاز، ونحن نرفع الصلاة لله ليدمكم حكمة ومعرفة وتبقوا لنا نعمة السماء".

بعدها رفع البطريرك الستارة عن لوحة تذكارية على جدار الكنيسة الخارجي لتدوين ذكرى الزيارة ثم وقعها.

ثم دخل الراعي مع المؤمنين الى داخل الكنيسة حيث تلا الانجيل. 

وألقيت بعدها كلمة ترحيبية من كاهن الرعية الاب طوني القضماني، قال فيها: "هكذا يا صاحب الغبطة خدمتم في الاسراء ووضح النهار كل فقير ومتروك منذ إن كنتم كاهنا، ومن هذه الأمانة التي حملتموها توامق شهبا فأقامكم الله للمارونية رأسا".

وتابع: "منذ العصور اختار العظماء نيحا لهم معقلا، واليوم التاريخ نفسه يكتب حضارة المحبة التي ما انفك يحملها بطريرك الراعي الصالح الى أبنائه في كل أصقاع المسكونة متكبدا مشاق السفر غير آبه لكل المخاطر، لأن همه الوحيد أن يمسح كل دمعة من عيون أولاده ويثبتهم بايمانهم، لذلك بفم النيحاويين أقول لكم يا صاحب الغبطة أنتم من اكسبتم األقاب مجدا، وزيارتكم لنيحا ستصبح أنشودة ثاتبة. ومع أبناء رعيتي وأبناء نيحا أرفع الدعاء للرب من اجلكم ليرسل ملاكه ليضمد آلامكم لاننا نشعر به، انتم صوت الحق الذي لا يتعب، ولا يمل من التذكير بواجب العيش والشراكة والمحبة، وخطورة فراغ المؤسسات في الدولة، والتضحية من أجل تأمين الخير العام بخاصة لشبيبة اليوم التي تهاجر دون عودة".

بعدها حيا الراعي الابرشية والمجلس الرعوي والبلدي ولجان الوقف ولجنة العائلة والأخويات ورعية مار الياس للروم الارثوذكس، ومجلسها الرعوي، وعائلات الروم الملكيين الكاثوليك، مثنيا على "حفاوة الاستقبال اللافت التي تميزت به نيحا من مدخلها الى شوارعها ومنازلها". 

وقال: "في نيحا هناك جذور وأصول وليس هناك مكان للاحباط، في هذا اللقاء أقول لكم نحن أبناء الرجاء على الرغم من وجود أسباب كثيرة لليأس والقنوط، لقد سمعنا انجيل متى الذي يتحدث عن الحروب المجاعات ولكنه يقول:"أن من يصبر للنهاية يخلص". لا أمراء العالم ولا أسلحة العالم ولا غيرهم هم أسياد التاريخ، سيد التاريخ هو يسوع المسيح، ونحن جماعة سلامة وعدالة ومحبة واخوة، نحن لا نتطلع دائما الى خلاص الوطن على يد المسؤولين السياسيين، إننا نحن ايضا مسؤولون عن خلاص هذا البلد، واذا بنى كل منا وطنه من بلدته وعائلته عندها يبنى الوطن الذي أؤكد وأقول: إننا نتحمل جميعنا مسؤولية إصلاح وبناء هذا البلد".

أضاف: "اليوم الأمل كبير بالمجتمع المدني والأهلي الذي أثبت بصموده وجهوده خلاص الوطن. من المعروف أن الإصلاح يأتي من رأس الهرم، ولكنني أقول بأن الإصلاح يأتي من القاعدة أي من الشعب الذي يجب أن يفرز قياداته وأن يفرز أشخاصا محبين للبنان".

وفي الختام، قدمت هدايا للراعي وهي كناية عن بذلة القداس للزمن الميلادي من كاهن ورعية مار انطونيوس الكبير، والصليب والتاج من كاهني رعية مار الياس والبشكون من المجلس البلدي، كما قدم المجلس الشيعي للراعي القرآن الكريم مع عبارة "أنتم الأمل وبكم الرجاء".