hit counter script

أخبار محليّة

باسيل من تكساس: عليكم أن تكونوا فخورين بلبنانيتكم

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 12:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على أن زيارته الى ولاية تكساس "تتخذ طابعا خاصا، لأن هجرة أبناء الجالية فيها قديمة جدا تعود الى أكثر من مئة عام، ما جعل الجيل الثالث لا يتقن لغته الأم، اللغة العربية". وقال: "تنتمون الى دولة عظيمة، لكنكم شعب عظيم ومن أهم شعوب العالم بثقافته ونجاحاته والتعددية التي تجعله يحترم الآخر ويتعايش معه".

وأكد أن "لبنانيتنا هي هويتنا، وهي ما يجمعنا معا، مع المحبة لبلدنا واهتمامنا به"، مشيرا الى أنه "من الصعب علينا البقاء في لبنان في مواجهة كل ما يحصل. نحن نواجه تحديات كثيرة أبرزها الإرهاب، ونواجهه بالمحبة والتسامح ونعطي للعالم نموذجا عن أننا شعب محب، وهذا الأمر ليس مهما للبنانيين فقط بل للعالم أجمع".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير باسيل في العشاء السنوي الذي تقيمه كنيسة مار جرجس المارونية في سان أنطونيو في ولاية تكساس، وكان لبى دعوة كاهن الرعية الأب شارل خشان ليحل ضيف شرف على هذا الحفل، الذي حضره مدعي عام سان أنطونيو من أصل لبناني نيكولاس لحود (من بلدة عمشيت)، القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار، قنصل لبنان في السفارة علي قرانوح، وعدد من كبار القضاة في سان أنطونيو وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في كل من سان أنطونيو وهيوستن وأوستن، الذين يتبوأون المراكز البارزة في القطاعين العام والخاص.

اشارة الى أن ريع هذا الحفل الذي حضره نحو 450 لبنانيا مغتربا يعود الى الكنيسة المارونية في سان أنطونيو.

وقال باسيل: "أتعرف هنا اليوم على أشخاص من الأجيال كافة، لقد التقيت بلبنانيين يعيشون في البرازيل وأفريقيا وجنوب أفريقيا وسواها من كل الأجيال الذين غادروا لبنان بسبب الظروف الصعبة التي مر بها، وأود أن أقول لهم: لبنانيتنا هي هويتنا، هي ما يجمعنا معا، مع المحبة لبلدنا واهتمامنا المستمر به. إن لبنانيتنا تعود للحضارة، ولتعدد الحضارات، ما يجعلها قابلة أكثر على الصمود والتشبث والبقاء في لبنان. علينا البقاء في لبنان رغم كل ما يحصل من حولنا. نحن نواجه تحديات عدة أبرزها الإرهاب، ونواجهه بالمحبة والتسامح، ونعطي بذلك نموذجا في المنطقة عن أننا شعب محب ومتسامح ويريد البقاء في أرضه، وهذا الأمر ليس مهما للبنان وللبنانيين أنفسهم وحسب بل للعالم ككل. هذا البلد الذي يشكل جسرا بين الشرق والغرب، بين المسيحية والإسلام، إذا كنا اليوم في لبنان البلد الذي يتعايش فيه المسلمون والمسيحيون، بالمناصفة بينهما، غير قابلين للعيش معا، فلا مجال لأي شعب في العالم أن يقوم بذلك، لأن الثقافة التي نملكها كلبنانيين تجعلنا نعيش مع الآخر ونتقبله أو نرفضه، إن الإرهاب قائم على رفض الآخر، لهذا "داعش" يرفضه بالقتل، والآخرون يرفضونه بإلغائه سياسيا أو إجتماعيا أو برفض طريقة عيشه".

وتابع: "نحن في لبنان في الخطوط الأمامية للمعركة، ومحاطون بالإرهابيين الذين يريدون اقتلاعنا من موقعنا في الشرق الأوسط، ويعبرون الى أوروبا عبر البحر المتوسط، ومنها الى أميركا وكل دول العالم. إن مقاومتنا في لبنان مهمة جدا، ونحن نقاوم ليس بالدفاع بواسطة قواتنا وبالدم وحسب، بل بإيديولوجية التسامح والبقاء، رافضين إيديولوجية الحقد التي يعتمدها "داعش". نحن نستمد قوتنا منكم، ولهذا نجول عليكم كلبنانيين لكي تعودوا الى لبنان وتتواصلوا معه ومع اللبنانيين. نأتيكم بلبنان الذي نحبه وتحبونه، ونمنحكم الفرصة لاستعادة جنسيتكم. لقد استطعنا أخيرا اتخاذ قرار يجعلكم تستعيدون جنسيتكم بعدما تركتم لبنان منذ أكثر من مئة عام بسبب الظروف نفسها التي نواجهها اليوم. لماذا علينا استعادة الجنسية؟ هل هذا الأمر مهم بالنسبة الى من يملك جنسية أعظم دولة في العالم؟ نعم إنها مهمة لأننا شعب عظيم. تستطيعون المواجهة والإندماج في المجتمعات والتكلم بلغات عدة وتفهم الآخرين وقبولهم، فيما الآخرون لا يستطيعون ذلك، ولهذا عليكم أن تكونوا فخورين بلبنانيتكم، وهذا ما يجعلكم عظيمين وتنجحون حيثما تذهبون. وأنتم تمثلون النجاح اللبناني، فقد التقيت هنا بالقضاة والسياسيين ورجال الأعمال والأطباء والأكاديميين وذوي المراكز المهمة. والطاقة التي تمتلكونها كانت الحافز لنا لعقد مؤتمرات الطاقة الإغترابية سنويا في لبنان، وسيكون المؤتمر التالي في أيلول المقبل في كاليفورنيا، وهو يهدف الى إعادة اللبنانيين الى بلادهم ووصلهم به، ولكي نقول للبنانيين لأي درجة هم مهمون بالنسبة الينا ولمواجهتنا للارهاب والدفاع عن نموذج عيشنا معا. ونحن لا نقوم بهذه المعركة من أجل لبنان واللبنانيين، بل من أجل القيم المشتركة التي نتقاسمها مع العالم الحر. وإذا كنا نحن اللبنانيين سوف نخفق في تفهم الثقافات الأخرى المختلفة عن ثقافتنا، فالعالم لن يكون في سلام بعد اليوم".

وختم باسيل: "إن الرسالة التي يحملها لبنان اليوم هي نموذج عن طريقة العيش التي عليه أن ينجح ويحافظ على جذوره وأرضه، الأرض التي نشأ فيها السيد المسيح والمسيحية. هي دعوة مني لزيارة لبنان خصوصا من الجيل الثالث، وآمل أن يكون لديكم الإهتمام بالآخر الذي فيكم، وأن تعودوا الى الجذور، فالبلد يحتاج الى كل فرد منكم لكي نعيش معا ونتقاسم الحب والحرية".

وكان الحفل قد بدأ بالنشيدين الوطني والأميركي، ثم كلمة ترحيبية من الأب خشان بالوزير باسيل كونه أول شخصية لبنانية سياسية رفيعة المستوى تزور سان أنطونيو للاطلاع على أوضاع الجالية اللبنانية التي تقيم فيها منذ أكثر من 100 عام. وقال:
" صحيح أن الجالية بعيدة عن وطنها أكثر من 7 آلاف ميل، إلا أنه رغم هذه المسافة، فإن حبها لبلدها يزداد مع الوقت". وأشار الى أن الوزير باسيل "يحاول ربط اللبنانيين بوطنهم الأم وندعو له بالتوفيق في هذه المهمة".

وتم تقديم شهادتين للوزير باسيل، الأولى من مدعي عام سان انطونيو نيكولاس لحود، وهي شهادة من المدينة تعتبره رئيسا لبلديتها لمدة يوم واحد، والثانية من والد المدعي العام، القاضي السابق مايكل لحود تمنحه صفة "مواطن شرف" في المنطقة. ثم سلمه الأب خشان علم ولاية تكساس الذي رفرف فوق ألامو حيث حصلت معركة تحريرها في العام 1836، وقد جرى رفعه في الموقع نفسه في 13 ايلول الحالي لمناسبة زيارة الوزير باسيل لها.

بعد ذلك، جال باسيل في أرجاء كنيسة مار جرجس المارونية، ثم التقط الصور التذكارية أمام شجرة العائلات اللبنانية، وزار المتحف الذي يضم أرشيف وصور العائلات اللبنانية المهاجرة الأولى الى المنطقة والتي ساهمت في بناء كنيسة مار جرجس.
هذا وتخلل حفل العشاء الذي تميز بالمأكولات اللبنانية، لوحات راقصة من الدبكة اللبنانية على الطريقة الأميركية، أداها شبان وشابات الجالية في سان أنطونيو، تلاه حفل موسيقي باللغة الإنكليزية.

وكان الوزير باسيل والوفد المرافق أنهى زيارته الى سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، وتوجه الى سان أنطونيو في ولاية تكساس.

  • شارك الخبر