hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

خير الله دشن مدرج مارت تقلا: لبنان سيبقى وطن رسالة

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 11:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفلت بلدة سمار جبيل في قضاء البترون، بعيد القديسة تقلا، بقداس احتفالي ترأسه راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله الذي رعى تدشين أعمال ترميم وتأهيل "مدرج مارت تقلا" على أرض الوقف بتمويل من نادي ليونز جونيه ـ ملكارت.

وعاون المطران خيرالله خادم رعية سمار جبيل الخوري إيلي سعاده، وخدمت القداس جوقة الرعية، في حضور قائمقام البترون روجيه طوبيا، مختار البلدة حنا ناصيف، رئيسة النادي غرازيللا الديك والأعضاء، أعضاء لجنة الوقف وحشد من المؤمنين من القرى المجاورة.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران خيرالله عظة تحدث فيها عن حياة القديسة تقلا اولى الشهداء والشهيدات متوقفا عند حياة القديس نهرا الذي مات شهيدا ايضا والتحديات التي واجهها كما القديسة تقلا خلال شهادتهما للمسيح. وقال: "المسيح قال لنا لا تخافوا، سأعطيكم الجرأة على مواجهة الذئاب في العالم. والذئاب ما زالت حتى اليوم وستبقى ربما تهدد من يتبع المسيح ومن يسمع كلامه ومن يتغذى منه ويعيش منه، لكننا تعودنا من مسيرة تاريخنا، تاريخ كنيستنا وشعبنا، ان نواجه كل هذه التحديات وكل هذه الذئاب، ان نواجه الشرير والاشرار بايماننا وثقتنا بالله، تعودنا ان نواجهه بالمحبة والمغفرة. لم نتعود الخوف، أجدادنا وآباؤنا الذين عاشوا على هذه الارض وشهدوا للمسيح عليها وتقدسوا عليها لم يخافوا ولم يعرفوا الخوف يوما، عاشوا بحرية وكرامة، عاشوا بعلاقة مباشرة مع الله وتقدسوا، وهم يدعوننا اليوم الى ان نتابع هذه الشهادة، وان نتابع عيشنا على ارضنا، مهما قست علينا الايام ومهما كثر الأشرار والذئاب، نحن سنبقى متمسكين بإيماننا وبثقتنا بالله، سنبقى مرتبطين بأرضنا المقدسة لأننا عليها نحن ايضا نتقدس. انها أرض قداسة وقديسين، سنبقى متمسكين بالقيم التي تربينا عليها في عائلاتنا ولأن عائلاتنا كانت عائلات مباركة وقديسة أعطت قديسين وقديسات، ونحن هنا جيران قديسين وقديسات بين جربتا وعنايا وكفيفان".

وتابع: "لا تخافوا إذا، سنبقى نواجه الذئاب، وذئاب هذا العالم تحاربنا من كل الوجوه وعلى المستويات كافة، دينيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، لكننا سنبقى خراف المسيح وسنواجه الذئاب بايماننا. لا تخافوا، نحن أقوياء، أقوياء بتاريخ كنيستنا، أقوياء بقديسينا وقديساتنا، نحن أقوياء بكل فرد منكم. إبقوا معنا على أرضنا وفي كنائسنا وفي عائلاتنا، إبقوا شهود المسيح، فالمسيح حاضر معنا، اليوم وكل يوم والى منتهى الدهر. وقديسونا سيشفعون بنا من السماء لكي نقوى على هذه العاصفة التي تمر علينا اليوم ومنذ أربعين سنة، الحرب بدأت في لبنان ولم تنته بعد، بل انتشرت على كل بلدان الشرق الاوسط من حولنا. إنها نار تأكل كل شيء، وتدمر كل شيء، إنها نار الحقد والغضب، نار التعصب والتطرف، نار المصالح الاقتصادية والسياسية لكل قوى العالم لكننا لا نخاف، فنحن أقوى منها مهما فعلت بنا وبأرضنا وبشعبنا. نحن لا نخاف لأنها ستعبر ونحن باقون والبرهان أننا هنا اليوم أمام هذه الكنيسة الصغيرة نشهد مع القديسة تقلا أننا شهود للمسيح ورسل له بالمحبة والمصالحة والسلام والانفتاح على العالم كله. إننا سنبقى نحترم كل مواطن يعيش معنا على أرضنا اللبنانية، فلبنان الذي بنيناه معا مسيحيين ومسلمين، لبنان سيبقى وطن رسالة للعالم كله ولكل بلدان العالم، وسيبقى وطن رسالة لكل القوى العظمى في العالم، ولكل قوى الشر، سيبقى رسالة بفضلنا جميعا وبوحدتنا وتضامننا وايماننا، سيبقى رسالة في المحبة، في السلام، في الانفتاح، في احترام التعددية، في العيش الواحد، تعددية الديانات والطوائف والثقافات والحضارات. هذا هو لبنان بفضل قديسيه وبفضلنا جميعا سيبقى رسالة للعالم كله".

وختم: "تعالوا نقدم اليوم قداسنا وصلواتنا من أجل كل الذين سبقونا الى الملكوت شهداء، آباء وأمهات أو قديسين، نقدم صلواتنا من أجل بعضنا البعض، من أجل من يضطهدنا لكي يرجع الى ضميره ويرتد الى الايمان الصحيح، من أجل مسؤولينا في الوطن وفي الدولة ومؤسساتها لكي يعودوا هم ايضا الى ضميرهم ويتحملوا مسؤولياتهم فنبني معا دولتنا ومؤسساتنا فيها ووطننا من جديد".

تدشين مدرج مار تقلا

وبعد القداس، أقيم حفل تدشين "مدرج مار تقلا" ورحب الخوري سعاده بالحضور وقال: "ليس غريبا أن يفتتح أسقف ملعبا رياضيا، إنها روحانية البابا يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس في لقائه بالأمس مع الرياضيين". وشكر كل الذين ساهموا بترميم المدرج وبانشائه سابقا مع اللجنة السابقة للوقف، وخص بالشكر رئيسها نبيه باسيل الذي له الفضل في اطلاق المشروع منذ عقود من الزمن. وشكر نادي ليونز برئاسة غرازيللا الديك وكل من ساهم في تأهيل المدرج الذي يعيد شبابنا الى الرياضة التي تبني الانسان وتحيي جسده".

ثم، ألقى المهندس عماد الجميل كلمة لجنة الوقف، فعرض لمراحل تأهيل المدرج، مثمنا الجهود ومعلقا أهمية على وجود الأماكن العامة ووضعها بتصرف المواطنين لاسيما الشباب. وأكد ان "المدرج سيكون مفتوحا أمام كل الشباب من القرى والبلدات كافة. ونوه بجهود الديك وباندفاع وجهود مختار البلدة.

وكانت كلمة النادي ألقتها الديك، فرحبت وشكرت كل من أسهم وساعد وعرفت بالنادي وأهدافه ونشاطاته واهتماماته على المستويات كافة. وأكدت أن الهدف الاساس هو عمل الخير والعطاء. ونوهت بتعاون أعضاء النادي من أبناء سمار جبيل وبدعم الأعضاء الآخرين. وأشارت الى تنفيذ سلسلة مشاريع ونشاطات لسمار جبيل في عهد الرئيسة السابقة الليون هيام داغر. ونوهت برعاية المطران خيرالله ومساندته للعديد من المشاريع منذ دخوله الحياة الكهنوتية حتى اليوم. وخصت الخوري سعاده بالشكر ولجنة الوقف.

بعد ذلك، تم تكريم رئيس نادي ليو الكورة الليو باتريك باسيل الذي تسلم درعا تذكارية والمختار حنا ناصيف الذي تسلم ايضا درعا تذكارية تقديرا لدعمه المادي واللوجستي خلال مراحل تنفيذ أعمال الترميم.

ثم، قدمت لجنة الوقف درعا لنادي ليونز جونيه ـ ملكارت عربون شكر على مبادرته.

وشكر المطران خيرالله الخوري سعاده وأعضاء لجنة الوقف وهنأهم على جهودهم الجبارة "لتحقيق هذا المشروع من ضمن مسيرتنا في المجمع الأبرشي الذي وضع استراتيجية كنسية في اطار تعامل الكنيسة مع المجتمع المدني لخدمة كل رعايانا وقرانا وشعبنا بكل ما لدينا من إمكانيات. وأريد أن أهنئكم على هذا الانجاز الذي حققتموه بدعم من نادي ليونز جونيه ـ ملكارت حيث قدمتم نموذجا وأمثولة لكل قرانا التي نتمنى ان تحذو حذوكم لتعميم الاستراتيجية التي نسعى لتطبيقها في كل مكان من خلال وضع امكانات الكنيسة من عقارات وأوقاف وأراض وبناء بتصرف شعبنا الكبير والصغير وخصوصا الجماعات. وهذا النموذج اليوم في سمار جبيل، الذي ليس ملكا للوقف بل لكل الناس وعندما نتعاون جميعا كنيسة وخادم رعية ولجنة وقف والرعية مع الجمعيات المدنية التي تدعم لخير الناس، هو نموذج نهنئكم عليه ونتمنى أن يعمم في قرانا". مشيرا "الى وضع خطة عمل للتعاون مع البلديات والمخاتير حول امكانية قيام اي مشروع يصب في خدمة شعبنا، لأن الكنيسة هي لكم وهي أنتم وهي ليست المطران والكاهن والراهبات والقديسين. فالقديسون أصبحوا قديسين بفضلكم وبفضل عائلاتنا وهم يخرجون كل يوم من بيننا في الظروف الصعبة والتحديات الكبرى".

وختم مباركا المشروع "على أمل أن ندشن مشاريع شبيهة في قرانا ورعايانا في الابرشية ونتمنى تعاون الاوقاف والبلديات والمخاتير لانجاز مشاريع لخدمة الناس. هذا الملعب سيكون بتصرف الجميع وليس لأبناء سمار جبيل فقط، لأن هذا المشروع يخلق جوا نفتقده اليوم. أهنئكم لأنكم تسيرون، وللأسف، بعكس سير الدولة لكي تخدموا المواطنين، كل المواطنين بدون استثناء وتحاولون خلق أمكنة لكل الناس، لكل شاب وشابة، لكي يجدوا أنفسهم فيها ويحققوا ذواتهم فيها فيلتقون حول نشاطات مختلفة لا تقتصر على الرياضة فقط، بل حول اي نشاط يساهم في توحيدنا وتضامننا لكي نقضي على المصالح الخاصة والفردية. فالبابا فرنسيس يحارب على المستويات الفردية كافة، لأنه يريدنا جماعة ويريد أن تصبح القوى العظمى في العالم في خدمة الشعوب الفقيرة والمظلومة والمقهورة والتي لا تستطيع عيش حريتها وكرامتها. إنها استراتيجية الكنيسة اليوم، فليعطكم الرب القوة ويبارككم، ونحن مستمرون في مسيرتنا طويلة في المجمع الأبرشي وما بعده".

وشكر "القائمقام طوبيا والليونزيين وكل مؤسساتنا وجمعياتنا لوضع امكاناتهم وذواتهم في خدمة شعبنا ومعا سنعيد بناء لبنان الدولة ومؤسساتها ولبنان الوطن".

بعد ذلك، أزيحت الستارة عن لوحة تذكارية في وسط المدرج، وأقيم كوكتيل بالمناسبة، بعده دشن شباب البلدة الملعب بمباراة حبية في كرة السلة.

  • شارك الخبر