hit counter script

أخبار محليّة

باسيل: نرفض أي معادلة سمحت للبنان أن يصل الى هذا الوضع المتردي

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 11:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ معركتنا ليست سياسية ولا فئوية ولا حزبية. ونرفض أي معادلة سمحت للبنان أن يصل الى هذا الوضع المتردّي لأنّ لا ميثاقية لديه، ولأنّهم لم يحترموا أن يتشاركوا بإعمار البلد وليس بتخريبه. هذه المعادلة تسمح أن يكون المسيحيون خارج الحكم، وهذا لن نقبل به، ولا يخبرنا أحد أنّنا لا نزال في الداخل فيما نحن مهمّشون، ونختار أقلية الأقلية ونعطيها الحكم، ونبعد أكثرية الأكثرية

وشدّد على أنّ “هذا ليس لبنان الذي نقبل به لأنّه لا يشبهنا، وليس هو اللبنان الذي ضحيتم من أجله وهاجرتم ولا تزالون متعلّقين به وتضحّون حتى اليوم، وهو الذي سنبقى نقاتل من أجله، بميثاقه وسيادته، واستقلاله وكرامة شعبه وبهويته لكي نحافظ عليها وتبقى كما هي. لهذا نريد أن نعمل معكم لنعيد لكلّ لبناني هويته أينما كان، هكذا نكون نحافظ على أصالتنا وتراثنا ونكون أمينين على وطننا ونحافظ عليه”
جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الذي دعا اليه القنصل العام للبنان في لوس أنجلوس جوني ابراهيم وعقيلته، وحضره عدد من أبناء الجالية اللبنانية من شمال ولاية كاليفورنيا. وقال: “إننا اليوم لسنا مسرورين بالوضع اللبناني الحالي، ولا نأتي الى هنا لنعطيكم الآمال الكاذبة، نحن لسنا راضين عن هذا الوضع ولهذا السبب نعمل لتغييره. نريد أكثرية شعبية ونيابية لتحقيق المشاريع التي نعمل عليها. لا نستطيع القبول بهذا اللبنان الذي دفع أثماناً كبيرة كالهجرة التي بدأت منذ سنوات عدّة.”
وسأل: “أي لبنان نريد، أن يبقى لبنان الميثاق، الميثاق الذي على أساسه وُجد لبنان، أي أننا نحن اللبنانيون ارتضينا وتعاهدنا أن نعيش مع بعضنا بالتساوي، مسيحيين ومسلمين، وأن نتشارك هذه البقعة من الأرض التي هي جغرافياً لها معنى كبير، ونقطة وصل بين الشرق والغرب؟ فالقسم اللبناني الذي يعتبر نفسه قريباً من الشرق، والقسم الآخر من الغرب، أقول لهما إنّ لبنان هو وطن نهائي لأبنائه لكي يستطيعوا أن يعيشوا الرسالة المسيحية- الإسلامية الواحدة التي تقول إنّها تستطيع أن تعيش في مفهوم واحد ووطن واحد وتعمل شراكة حقيقية، هذا هو الميثاق الذي ندافع عنه، نحن ندافع عن المسيحيين والمسلمين لكي يبقى لبنان صامداً وشاهداً لرسالته التي حملها ويدافع عنها خصوصاً في هذه الأيام التي تُهدده أشكال العنف الإنساني باسم إلهي، واشكال بشعة، وهذه هي ميزته في الشرق”.
وأشار الى أنّنا واجهنا الإرهاب منذ عشرات السنين، وعندما لا نواجهه في المنطقة ونتصدّى له يتخطّانا ويصل الينا، وعندما نعجز يصل الضرر الينا، لهذا السبب نحن نقوم بالمعركة عنا وعن غيرنا، ونقوم بالشهادة في هذا المكان من العالم أي في الشرق، للدفاع عن قيمنا وقيمكم وقيم الغرب”.
وقال الوزير باسيل: “إنّ معركتنا ليست فئوية، ولا حزبية ولا سياسية، وأنا من خارج لبنان أتكلّم معكم كوزير خارجية ولا أقبل إلا أن أتحدّث معكم كوزير للخارجية، ولا أقبل إلاّ أن أتكلّم كلاماً وطنياً عاماً وجامعاً لا يقسّم اللبنانيين ولا يميّزهم. إذا اعتبر أحد في لبنان أنّه بإمكان المسلمين العيش من دون المسيحيين أو العكس بالعكس، فليقل لنا. وإذا اعتبر أحد أنّ المسيحيين يستطيعوا أن يكسروا المسلمين أو المسلمين يستطيعون كسر المسيحيين وتهميشهم ويشعرون أنّهم ليسوا في وطنهم، فليقل لنا. وهذا الأمر لا قاعدتان له، إنّما قاعدة واحدة وهي أن نكون متساويين. فالحقوق والواجبات يجب أن تكون متساوية بكلّ شيء. هل نريد رئيساً للجمهورية، نعم نريد رئيساً، ولكن هل نريد رئيساً للجمهورية يمثّل نفسه أو شعبه؟ نريده يمثّل سيادة واستقلال أم يمثّل دولة، دولة أرادت أن يأتي أم لا يأتي؟ هل نريد قانون إنتخاب يمثّل كلّ اللبنانيين أم أجزاء منهم، يعطيهم كامل حقوقهم أم يُغلّب فريقاً على آخر؟ إن كان منطقة أو حزب أو طائفة أو مذهب؟ هل نريد حكومة، نعم نريد حكومة، هل نريدها لكلّ اللبنانيين أم أن تحكم قسماً منهم؟ إنّ العيش المشترك نريده بين من ومن؟ نريده بين كلّ اللبنانيين، هذه مفاهيم عامة ندافع بها عن كلّ الناس وعن كلّ اللبنانيين، وهذه تحفظ لنا وطننا، ولهذا نرفض أي معادلة سمحت للبنان أن يصل الى هذا الوضع المتردّي لأنّ لا ميثاقية لديه، ولأنّهم لم يحترموا أن يتشاركوا بإعمار البلد وليس بتخريبه. هذه المعادلة تسمح أن يكون المسيحيون خارج الحكم، وهذا لن نقبل به، ولا يخبرنا أحد أنّنا لا نزال في الداخل فيما نحن مهمّشون، ونختار أقلية الأقلية ونعطيها الحكم، ونبعد أكثرية الأكثرية”.
أضاف: “إنّ المعادلة التي تُدخل الفساد الى السلطة وتُخرج النزاهة، تعاقب الآدمي وتكرّم السارق، لن نقبل وسنظلّ نقاتلها. هذه المعادلة في البلد التي تبقي الاختلال سيد الموقف وتقبل بأنّ نضع مرسوم تجنيس ونجنّس 300 ألف شخص غير لبناني في بلد يضمّ 4 ملايين، التي تقبل ان نسكت على أمر واقع قائم هو وجود فلسطينيي 48 في بلدنا، على أساس أنّهم دخلوا لأسبوع، لم نتعلّم أي شيء بعد 70 عاماً، ونوافق على إدخال مليون ونصف المليون سوري، ولا نقوم باي شيء، سوى القول إنّنا ضدّ توطينهم. كما قلنا إنّنا ضد توطين الفلسطينيين ولم نفعل شيئاً ولا يزالون على أرضنا، فالأمر هو نفسه. إنّ هذه المعادلة التي تتركنا نسكت أمام الدول لأنّ هذه إرادتها أن تضع مليون ونصف مليون شخص وشقيق وجار وأخ وعزيز، ولكن ليس لبنانياً. نحن لبنانيون أو غير لبنانيين، نكون إنسانيين فنأتي بكلّ شعوب العالم الى أرضنا ولا تتسع، ونرمي شعبنا خارجها، أهكذا نكون لبنانيين؟ أم أننا نكون لبنانيين عندما نحافظ على شعبنا في أرضنا، ونذهب الى شعبنا المنتشر في العالم لنر كيف علينا أن نردّه الى أرضنا، ونهتم به وننسّق له أموره وظروف وحياته. عندما يفيض عنّا، نفكّر كيف نساعد الشعوب الأخرى، ونحن نساعد ونعطي مجاناً لأنّ طبيعة شعبنا مضياف وكريم، ولكن عندما نعطي غيرنا على حساب شعبنا، فهذا يعني أننا لسنا لبنانيين وأننا نظلم شعبنا، ونتخلّى عن بلدنا. هذا ما حصل عندما هاجرتم، وهذا ما يحصل اليوم مع اللبنانيين الذين يتركون بلدهم لأنّهم يخسرون أعمالهم ولقمة عيشهم بسبب وجود آخر على أرضهم يحصل على الماء والكهرباء وسائر الخدمات مجاناً، فيما يدفع لقاء كلّ شيء ويخسر وظيفته”.
تابع وزير الخارجية: “هذا ليس لبنان الذي نقبل به لأنّه لا يشبهنا، وليس هو اللبنان الذي ضحيتم من أجله وهاجرتم ولا تزالون متعلّقين به وتضحّون حتى اليوم، وهو الذي سنبقى نقاتل من أجله، بميثاقه وسيادته، واستقلاله وكرامة شعبه وبهويته لكي نحافظ عليها وتبقى كما هي. لهذا نريد أن نعمل معكم لنعيد لكلّ لبناني هويته أينما كان، هكذا نكون نحافظ على أصالتنا وتراثنا ونكون أمينين على وطننا ونحافظ عليه”.

بداية النشيدان الوطني اللبناني والأميركي، ثمّ قدّمت الحفل دزيره شبير. وألقى القنصل العام للبنان جوني ابراهيم كلمة تحدّث خلالها عن أهمية التواصل بين الدولة اللبنانية والمغتربين للتأكيد على وضع إمكانيات البعثات بتصرّف الجاليات اللبنانية، وفي خدمتها من دون مقابل. وشدّد على أهمية تسجيل وقوعات الأحوال الشخصية للبنانيين المتحدّرين من أصل لبناني، واستعادة الجنسية حفاظاً على الهوية.

وألقت رئيسة الجمعية اللبنانية- الأميركية الأميرة ساندرا شهاب كلمة قالت فيها: "نحن جمعية غير دينية وغير سياسية، نحتفل بالذكرى ال ٢٧ على تأسيس جمعيتنا، ومهمتنا الأساسية هي مساعدة الجالية اللبنانية في سان فرانسيسكو ولبنان، وذلك عبر تقديم منح مدرسية، تبرٌعات للمستشفيات في لبنان، والعناية بالمسنين والأطفال اليتامى، وهدفنا هذا العام تأمين ١٥٠ الف دولار كتبرّعات لتحقيق هذا الأمر”.

وألقى رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في سان فرانسيسكو خليل خوري كلمة جاء فيها: “نحن نقدّر موقف الوزير باسيل الذي يبديه بالنسبة للإغتراب اللبناني وأهميته”. وأشار الى أنّ هناك 15 مليون لبناني لديه طاقات هائلة يجب أن يستفيد منها لبنان، شاكراً الوزير باسيل على اهتمامه بهذه الطاقات وبزيارته لهم. وأمل أن يبقى جسراً بين لبنان وبلاد الإغتراب”.

وكان لكاهن رعية سيدة لبنان المارونية الأب جان نحّال كلمة تحدّث فيها عن لبنان المستقلّ، وعن أهمية البطريركية المارونية باستقلال لبنان تاريخياً. كما عن أهمية رجال السياسة في أن يبقوا لبنان مستقلاً وينتخبوا رئيس جمهوريتهم. وشدّد على ما تقوم به الجالية اللبنانية لإبراز أهمية لبنان والحفاظ على التقاليد والعادات.

وقال كاهن رعية سان غريغوار في سان فرانسيسكو باروير تشيرنزيان التابع للطائفة الارمنية الارثوذكسية في انطلياس في لبنان، أنّ الدولة اللبنانية كانت من بين الدول التي وافقت على استقبال النازحين الأرمن بعد مجزرة العام 1915 التي ارتكبها الأتراك بحقّهم. وباتت اليوم في لبنان تُعتبر من بين إحدى الطوائف السبع المهمّة في هذا البلد. ورحّب بزيارة الوزير باسيل الذي يقوم بعمل مهم جدّاً للجالية اللبنانية في سان فرانسيسكو وسائر بلاد الإنتشار.

وتحدّث مدير مشروع “عيش لبنان” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي رواد رزق عن أهمية هذا المشروع الذي يهدف الى ربط اللبنانيين المنتشرين بقراهم، وإشراكهم بالجهود الإنمائية في لبنان.

في نهاية الحفل، قدّم الوزير باسيل شهادات تقدير لكلّ من الأميرة ساندرا شهاب، خليل خوري، دزيره شبير،
الأب جان نحّال، الأب باروير تشيرنزيان، ورئيس جمعية “لابنيت” جورج عقيقي وذلك لمساهمتهم بإنجاح زيارته. كما جرى عرض شرائط فيديو عن المشاريع التي أنجزتها الوزارة بشأن المغتربين من “عيش لبنان”، الى “أرزة المغترب”، الى “بيت المغترب اللبناني”، و”صندوق الإستثمار اللبناني”، و”إستثمر لتبقَ” و”ليبانون كوناكت” وسواها...

ثمًّ لبّى الوزير باسيل دعوة عقيقي على مأدبة عشاء شكر خلالها الوزير باسيل على كلّ الجهود التي تقوم بها وزارته لوصل المغتربين ببلدهم الأم. وقال إنّ المؤسسة لا تبغي الربح، وتُعنى بجمع اللبنانيين -الأميركيين المتخصّصين بالتكنولوجيا في شمال أميركا. كما أنّها تعمل لدعم الشركات الناشئة في لبنان عن طريق تأهيلها وتدريبها من قبل أعضاء المؤسسة.

وكان استأنف الوزير باسيل زيارته الى سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا والتي وصل اليها من نيويورك، يرافقه قنصل عام لبنان في لوس أنجلوس جوني ابراهيم وعدد من أبناء الجالية اللبنانية المعنيين بعالم التكنولوجيا، بزيارة الإدارة العامة العالمية لشركة "إنفيديا" الرائدة التي تُعنى بالتكنولوجيا والتقنيات العالية وبتصنيع الرقاقات والأجهزة الإلكترونية المختلفة التي تُستخدم في صناعة السيارات الحديثة ومختلف أنواع الإلكترونيات. وتقع هذه الشركة في منطقة "سيليكون فالي" التي تستقبل المراكز الرئيسية للشركات العالمية مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"آببل".
وحاضر النائب الأعلى لرئيس العمليات العالمية في إنفيديا شنكر تريفيدي في حضور الوزير باسيل والوفد المرافق، فشرح كيفية استعمال منتجات الشركة في مجالات الألعاب الإلكترونية، النقل، كبار الشركات ومراكز المعلوماتية. وقال إن منتجات الشركة تقوم على الذكاء الإصطناعي، كما أنّها تعمل مع التعليم العالي والأبحاث في التدريب والتطوير والأكاديميات.
وأوضح أنّ الشركة تقوم بتطوير المناهج التي هي موضوعة مجاناً بمتناول الجميع. كما تعمل على تشجيع الشركات الناشئة من خلال دعمها بالمال بهدف تطوير برامجها في الحوسبة الموازية (parallel computing)
ونوّه الوزير باسيل بأهمية الشركة وعالميتها، مستفسراً عن إمكانية التعاون بين "إنفيديا" وقطاعات التكنولوجيا والتعليم العالي اللبناني. فأجابه تريفيدي أنّ تحقيق هذا الأمر يتطلّب مهارات عالية في الرياضيات، وهو أمر متوافر في لبنان، كما أنّها تُقدّم مجاناً وموجودة على الإنترنت بمتناول طلاب الجامعات.
بعد ذلك، قدّم الوزير باسيل شهادة تقدير لتريفيدي لمساهمته القيّمة في استضافة هذه الزيارة المثمرة لإنفيديا.
ثمّ جال الوزير باسيل على أقسام الشركة واطلع من القيّمين عليها على أحدث تقنيات الذكاء الإصطناعي وتعميق المعرفة.

بعد ذلك توجّه الوزير باسيل الى منطقة "نابا فالي" وهي مركز رئيسي لصناعة النبيذ في الولايات المتحدة حيث كان في استقباله عدد من أبناء الجالية المعنيين بصناعة النبيذ في هذه المنطقة، في حضور القيمين على فرع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والجمعية اللبنانية- الأميركية في سان فرانسيسكو. 

  • شارك الخبر